باخرة سماحته بين حروب الامم
د. شريف نورالدين
* ما قاله ولم يقله السيد:
– المسالة ليست باخرة بنزين، بل مسار طويل لحروب ومعادلات، أرساها سماحته على طريقته الخاصة، في اختيار الزمان والمكان والدور والردع و تحديد المعادلة…
– منذ بداية الصراع، وفي مسار خطوة الألف ميل بالمواجهة مع عدوه وخصمه في الداخل والخارج، بذلت المقاومة جهدا كبيرا بدفع التهم عنها، حول دعم إيران بالمال والسلاح لها، بالنفي في مراحلها الأولى بداية الثمانينات..
– بداية التسعينات، استطاعت المقاومة أن تحول نقاط الضعف إلى قوة في مسألة الصراع والمواجهة، من حيث الحرب والدعم والمال لها، بالانتقال من حالة النفي إلى الاعتراف الجزئي بمساعدة إيران لها في السلاح والمال والتدريب…
– ما بعد التحرير في عام الفين وبالخصوص عام ٢٠٠٦، تغيرت لغة المقاومة أمام خصومها بعد الانتصار، بالإعلان عن دعم إيران لها بشكل مباشر وكامل، سلاحا ومالا وعتادا وخبرات الخ…
مما أدى بالمقاومة بالمواجهة المباشرة مع خصوم الداخل، وبالخصوص بعد اغتيال الرئيس الحريري وخروج السوري من الساحة اللبنانية…
– المرحلة المتقدمة ما قبل الأخيرة في الصراع، هي الحرب على سوريا والعراق واليمن، دفع بالمقاومة للدخول في المواجهة على مستوى إقليمي بدور مباشر في سوريا ضد الارهاب والحرب الكونية الدائرة على أرضها، وداعمة الدولة العراقية بحربها ضد داعش وادواتها، ونقل الخبرات والامكانيات والدعم للحوثيين في اليمن ضد السعودية وقوى التحالف العربي والدولي، مما زاد من فعالية مناعتها وقوتها وحضورها على مستوى المنطقة العربية وإرساء المعادلات فيها،
كما أصبحت المقاومة حاضرة في المعادلة الدولية وعلى طاولات المفاوضات، المعنية في الحل والربط في الشرق الأوسط…
– وما يجري في لبنان، من انهيار للوضع الاقتصادي والمالي، أسبابه معروفة لدى الجميع، جزء منه فشل إدارة الدولة للبلد(فساد،سرقات،طوائف وطائفية، احزاب، تحالفات، انقسامات ، اهتراء النظام،لعبة البنك المركزي،المصارف، ولعبة الدولار، وغيرها…)
أما الجزء الآخر سياسي، هي العقوبات الأمريكية على لبنان، والانقسام الحاد بين قوى ٨ آذار و١٤، والتبعية والانتماء لكل منهما في التحالف بين (الأميركي، الإسرائيلي،السعودي وبعض دول العرب المطبعين) وبين (الإيراني ومحور المقاومة من سوريا إلى العراق فلسطين واليمن)…
لكن المقاومة في حروبها لديها دائما استراتيجاتها في الصراع والمواجهة وإدارة أزماتها…
– أما مقاربتها للملف اللبناني وما يحصل من أزمات وكوارث، اقتصادية، مالية،اجتماعية وامنية، تعتبر المقاومة هو جزء وحلقة من حلقات الحرب عليها ومعها…
– لذلك في خطاب سماحته الأخير حول ما يجري أمام محطات البنزين من إذلال ووقوف طوابير وانتظار الناس، وفقدان الدواء، وارتفاع الأسعار الجنوني وشح الدولار وغيره، يرى نفسه من باب اللزوم كقائد للمقاومة أن يرفع سقف كلامه وتهديداته بوجه الدولة ودورها ومسؤولياتها في معالجة الانهيار وبوجه شركات الاحتكار واصحابها، وآثار ذلك على الشارع والحياة المعيشية للناس…
– هي الحقيقة التي نطق بها سماحته بوجه الجميع، أما المعالجة واحتواء الأزمة أو المواجهة مع المقاومة، لكن هذه المرة بأدوات مختلفة، أول الغيث وبابه باخرة البنزين الإيرانية…
– نعم ! بشكل ملخص وأخير، المفاوضات الأميركية الإيرانية في خواتيمها والأسباب معروفة ست بوادر البحث فيها، وإيران ستأخذ دورها في المنطقة…
– تبقى المشكلة إسرائيل، التي تلعب خارج السرب مع ايران…
– أتى كلام سماحته في إطار سياسات الردع وإرساء المعادلات للعدو الإسرائيلي، وتهديده للدولة وللداخل بمواجهة باخرة البنزين الإيرانية هو أصعب بكثير من تهديده لعدو الخارج.
ما يعني أن أي ضربة إسرائيلية للبواخر الإيرانية في ساحة البحر الأبيض المتوسط وخصوصا عند شواطئ لبنان الإقليمية، ستواجه بالرد، بامكانية ضرب منشأة نفط لدى العدو مثلا…
١- هي المعادلة الجديدة مع الإسرائيلي في قلب الصراع الدائر مع الإيراني ومحور المقاومة…
٢- إيران قريبا جدا ستأخذ دورها في التجارة العالمية والملاحة البحرية في منطقة الصراع من سوريا إلى لبنان وغيره، خاصة مع التحضير للاعمار في سوريا…
٣ – على مستوى لبنان قالها سماحته بالصوت العالي لا مكان للبنان بين أميركا والغرب في ظل الصراع…
٤ – لبنان اليوم دخل معادلة جديدة بين المصالح الأميركية والعربية والايرانية…
٥ – كيف لا! ونفط إيران وبواخرها عبرت المحيط الأطلسي أمام حاملات الطائرات الأميركية وبوارجها، مرورا عند حدود مياهها الإقليمية وصولا إلى فنزويلا الأقرب لها من لبنان، وفي ظل العقوبات والحصار على إيران، والشركات النفطية الأميركية أول المستفيدين من شراء نفط إيران في عرض البحر وسوق السوداء العالمية منذ عقود، ولا يخفى ذلك على أحد…
٦ – أما للبنان وساحته، أتى اليوم ليقول لا!!! لكل الذين يعتبرون (شركاتهم واحزابهم وطوائفهم) ان العرب والغرب أصحاب الساحة اللبنانية…
ما لم يقوله سماحته، هذا رأيكم وكما لكم الحق في ذلك، فأنا وجماهيري ومن معي وانا معه من لبنان، لنا الحق أن نفتح الساحة اللبنانية للإيراني وغيره للمنافسة وكسر الاحتكار…
٧ – ما لم يصفح عنه سماحته، قوله ولى زمن التلطي، والدفاع عن التعامل مع ايران تهمة…
٨ – قالها وفعلها قبل حدوثها، نحن على مائدة إيران في لبنان، وليس خارجه، مرحبا لكل من يشتهي الجلوس على مائدتي…
من الاخير! لكم مائدتكم ولي مائدتي من أحب مائدتي فليتفضل قبل أن تجوعوا…
هذه هي الحقيقة المرة للآخرين، فدرلة لبنان، قد تم الإعلان عنها، عنوانها بآخرة البنزين الإيرانية أولا” ولا نهاية لها ثانيا” (والحبل على الجرار)…
هو الواقع الجديد المتغير للبنان ووجهه وبوصلته، شئتم أم أبيتم…
هذا نتيجة الربح والخسارة في الحروب والشطارة…
بين اللبناني والعبراني والايراني، كل لبراني وانتم بخير…
لبنان في عالم إيران السبراني…
واللبيب والقريب والبعيد والخصم والحبيب من الإشارة يفهم…