بسام أبو زيد-نداء الوطن
الكهرباء، المياه، الدواء، البنزين، المازوت، الأموال، الغلاء فاحش، الدولار يواصل صعوده، ولا يزال النقاش دائراً حول كيفية توزيع الحصص الوزارية والحقائب، وكأن لا مشكلة في البلد سوى المناصب التي ستتولاها تلك القوى السياسية، التي تستغل وجع الناس فتحدثهم عنه وهي تحرك السكين في الجرح لتزيد من أوجاعهم.
منذ لحظة شروق الشمس أصبح المواطن اللبناني يلهث خلف محطات الوقود والصيدليات، يفتش عن المزيد من فرص العمل ليعوض ما يخسره يومياً من مدخراته وقدرته الشرائية، لسان حاله شتم المسؤولين الذين أوصلونا إلى هذه الهاوية، ولكن لا حول له ولا قوة على التغيير السريع والتخلص من هؤلاء لأنهم ما زالوا يمسكون برقاب مجموعات من الشعب اللبناني، لا أدري إذا كانت قد جاعت او مرضت، فتحتار كيف أنهم ما زالوا يستميتون في الدفاع عن حزب أو تيار أو زعيم أو طائفة أو مذهب.
هؤلاء يشتمون ويتذمرون أيضاً ولكنهم يشتمون بعضهم البعض والخصم السياسي، ويعتقدون في عقولهم المغسولة أن من يؤيدونه هو المخلص، ناسين أنه كان مع كل المجموعة الحاكمة في الحكومات ذاتها وفي المجالس النيابية ذاتها، وعقدوا التسويات والصفقات على حساب الوطن وأهله.
هذا الواقع هو المشكلة الأساسية التي تحول دون تغيير شامل في البلد وقد نجحت القوى السياسية في وضع مجموعات من المواطنين في وجه بعضهم البعض، فشكلت تلك المواجهات خط الدفاع الأول لهم في وجه من تبقى من المواطنين اليائسين والمذلولين، واباحوا لهم في مواجهة هؤلاء أن يستخدموا كل الوسائل غير المشروعة للتصدي وإسكات أي صوت ينتقدهم ويحملهم مسؤولية خراب لبنان.
هذا الواقع لا يمكن تغييره إلا إذا استفاق هؤلاء من غيبوبتهم وشعروا بالفعل بخطورة فقدان علبة حليب لأولادهم الرضع، وخطورة فقدان الدواء لمرضاهم، وخطورة التفتيش عن مواد غذائية بمستوى قدرتهم الشرائية.
كل الأمل في أن يستفيق هؤلاء سريعاً كي لا يفوتنا جميعاً قطار وطن نرغب في أن يكون كمثل البلدان المتقدمة والمتطورة والحديثة، فإن بقوا كذلك سيستقبلون في جهنم ومن كانوا يفدونهم بالروح والدم يوقدون النيران للخلاص منا ومنهم.