كثيرٌ علينا يا سيّد

عماد موسى-نداء الوطن

يجهد سماحة السيّد لإيجاد الحلول المبتكرة لأزماتنا غير المنقطعة. نصح المسؤولين ذات يوم بالتوجّه شرقاً لفتح آفاق لاقتصادنا المنكمش، كأنما الصين فاتحة ذراعيها لمنتجاتنا الفائقة الجودة والجمهورية الإسلامية الإيرانية قِبلة المستثمرين الأجانب واقتصاد سورية “بيندقلّو نوبة”. وكأنما الولايات المتحدة المخادعة والمتآمرة تقف خلف هذا الإنهيار المالي والإقتصادي المريع في لبنان وتمنع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتحول دون تشكيل حكومة مهمة و”تخربط” العقول وتحيك المؤامرات وترسل شياطينها في الليالي المظلمة لنسف جسور المحبة بين “الجنرال عون” و”الشيخ سعد”.

أول من أمس باقة جديدة من الحلول قدّمها سماحته، منها التبرّع بـ 20 ألف متطوّع “لدعم الدولة في مواجهة الإحتكار” أي ما يعادل ستة ألوية، ما يعني أنه وبإشارة من القاضية غادة عون يمكن توجيه فوج اقتحام من 500 متطوّع لدهم أكبر مستودع في ثلاث دقائق. أتتخيلون كيف سيستقبل أهل سن الفيل والدكوانة والأشرفية وبلاد كسروان متطوعي “حزب” و”انضباطه” بقيادة الفريق أوّل راوول نعمة؟

حلّ السيد مسألة الإحتكار، واقترح حلّاً لأزمة البنزين لا يمكن التردد في قبوله، يقضي باستيراد النفط من إيران المُعاقبة دولياً وتسديد ثمن الحمولة بالليرة اللبنانية. وأين سيصرف الإيرانيون أطنان الليرات التي سيدفعها مصرف لبنان؟ في بنك صادرات؟ أو في “مؤسسة القرض الحسن”؟

وأعلن سماحة الأمين العام انه “اذا استمر الاذلال بموضوع البنزين والمازوت ومن دون وجود حل للأزمة فإننا كـ”حزب الله” سنتفاوض مع الحكومة الايرانية ونشتري بواخر بنزين من ايران الى ميناء بيروت” ولو! وهل ستقبل الحكومة الإيرانية أن تقبض من الحزب ثمن حمولة خمس أو ست ناقلات نفط. والحزب ممن يقبض ليدفع؟

وهل يوجد في مرفأ بيروت خزانات نفط لتفرغ الناقلات الإيرانية الكميات المُشتراة من أموال “الحزب”؟

والأهم هل يجرؤ مسؤول حكومي أو ضابطة جمركية أو نائب عام تمييزي على منع ناقلة إيرانية من الرسو على شواطينا؟ وقد يستحلي قبطان الناقلة أن ينتظر قبالة إده ساندز لأسبوع أو أكثر ريثما تتأمن الظروف الملائمة للتفريغ.

كل الحلول الإقتصادية تبدأ من إيران المتعافية والتي ينعم شعبها برفاهية لا مثيل لها، وها هي الآن تستعد لهزيمة الأعداء بانتخاب المرشح ابراهيم رئيسي، وهو اسم لامع في مجال حقوق الإنسان، ويستحق أن يشاد له تمثال نصفي أمام قصر ويلسون- 52 شارع باكي.

وبعيداً عن المسائل المعيشية حلّ السيد مسألة تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب، من خلال محرّك بثلاثة أحصنة: علي حسن خليل والحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا، عقدوا خلوتين مع الحاج جبران. وقيل أن جبران لان.

كثير علينا كل ذلك يا سيد.

Exit mobile version