اغتيال كبير خلال أيام قد يخلط الأوراق ويغيّر اللّعبة كلّها؟!
هل هو أمر اعتيادي أن يحذّر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، نداف أرغمان، قبل أيام، من حدوث اغتيالات سياسية في إسرائيل، بسبب ازدياد التطرُّف الخطير في النّقاش العنيف والمحرّض، لا سيّما عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والذي قد يفسَّر (بحسب أرغمان) في أوساط معينة على أنه يتيح نشاطات عنيفة وغير قانونية، من المُحتَمَل أن تصل الى حدّ الإضرار بالأرواح؟
حماية
فهذا تحذير جديد من نوعه، وُصِفَ بالإستثنائي، إذ لم يسبق لرئيس “الشاباك” أن أطلق مثله. وهو يتزامن مع تشديده الحماية على أعضاء من “الكنيست”، ينتمون الى التحالف المُناهض لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (الذي يقترب من انتهاء فترة حكمه).
ترقُّب
دعا مصدر خبير في الشؤون الدولية الى “ترقُّب جلسة نَيْل الحكومة الإسرائيلية الجديدة الثّقة في “الكنيست”، بعد أيام”.
واعتبر في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أنه “يُمكن تشبيه الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بالرئيس الأميركي جو بايدن، مقابل تشبيه نتنياهو، بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”.
100 في المئة؟
وأوضح المصدر أن “أجندة” الحكومة الإسرائيلية الجديدة، تحوي إصلاح العلاقات الإسرائيلية مع بايدن، وتصحيح علاقات تل أبيب بالسلطة الفلسطينية لإضعاف حركة “حماس”، ولإعادة وضع حلّ الدولتَيْن على الطاولة من جديد. وهو حلّ يُريح الجميع، والدول الخليجية التي أبرمت اتّفاقيات تطبيع مع إسرائيل”.
وشدّد على أنه “يُمكن لنتنياهو أن يخرّب كلّ الأمور، خلال الأيام الفاصلة عن نَيْل الإئتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل ثقة “الكنيست”. فإذا قام بعمليّة عسكريّة مُفاجِئَة، ومباغِتَة، في غزّة أو غيرها، أو بأي عمل داخل إسرائيل، فسيُخرّب كل الأوراق. وحتى إذا تمّ اغتيال نائب إسرائيلي، تنقلب الأمور رأساً على عقب. فلا شيء مضموناً بنسبة 100 في المئة، في الوقت الفاصل عن خروجه (نتنياهو) من الحُكم رسمياً”.
ثلاثة أطراف
ولفت المصدر الى أن “الأمور مرهونة حالياً بمدى الجنون الذي سينتاب نتنياهو. فحياته السياسية انتهت، وسيدخل السجن بعد ذلك. والمرحلة الجديدة في إسرائيل ستبدأ من بعده. ولكن المنطقة في المجهول الآن، إذ من الممكن حصول مستجدّ أمني أو عسكري، يُعرقل نَيْل الحكومة الإسرائيلية الجديدة الثّقة”.
وعن الواقع الإقليمي العام، قال:”ثلاثة أطراف يلعبون في المنطقة، وهم إسرائيل وتركيا وإيران. هؤلاء يعترفون ببعضهم على أنهم قوى إقليميّة، دون سواهم. ففي النّهاية، إيران تخدم إسرائيل، من مُنطَلَق أنها ركيزة الصّراع السنّي – الشيعي، الذي يخدم تل أبيب، ويؤذي العرب، ويجعلهم مشرذمين بين كتلتَيْن شيعية وسنيّة، في العالم العربي”.
ليبرمان
وعن مستقبل العلاقات بين إسرائيل وروسيا بعد نتنياهو، أوضح المصدر أن “التنسيق بين الجيشَيْن الروسي والإسرائيلي سيستمرّ، وتحكمه المصلحة، من مُنطلَق “الجيرة” بينهما، إذ إن القوى العسكرية الروسيّة موجودة في سوريا. والطيران الحربي لكلّ منهما لا يُحلّق إلا إذا أخبر الأخرى”.
وكشف أن “أساس التنسيق الروسي – الإسرائيلي هو رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، المتطرّف أفيغدور ليبرمان. فهو روسي، وقد يُصبح رئيساً للحكومة الإسرائيلية مستقبلاً”.
“القبّة الحديديّة”
وعن العمل الأميركي على تجديد “القبة الحديدية”، بعد الحرب الأخيرة في غزة، أجاب المصدر:”تكاليف حرب غزة كلّها، ستدفعها واشنطن في النّهاية”.
وشرح لوكالة “أخبار اليوم”:”تمتلك الولايات المتحدة الأميركية مخازن أسلحة خارج الأراضي الأميركية، ومنها في كوريا الجنوبية، وإسرائيل. المخزن الموجود في كوريا الجنوبيّة شكلي، وهو تمويهي لآخر شديد الأهميّة، موجود في إسرائيل، يحوي كل أنواع الأسلحة والذخائر، ويُمكن لتل أبيب استعمالها ساعة تشاء”.
وختم:”كلّما استعملت إسرائيل منه، تأتي الولايات المتحدة بأسلحة وذخائر جديدة إليه، وبتمويل أميركي. وهو وضع يعود الى حرب عام 1973، ويهدف الى تأمين عَدَم انقطاع الأسلحة من إسرائيل أبداً. هذه الصّورة تفسّر وتوضح الكثير من السياسات، في الماضي والحاضر والمستقبل”.
المصدر: وكالة أخبار اليوم