بقلم: خالد الجيوسي
ما الذي فعله ممثل “حماس” في العاصمة اليمنية صنعاء فأثار جدلاً وأغضب خليجيين وصدم بعض اليمنيين؟.. هل المقاومة الفلسطينية مطالبة فعلاً بتوضيح موقفها من إيران والحوثي إرضاءً للناقمين؟ وماذا عن تأثير مشهد تصافح الحركة الفلسطينية وشكرها لنظيرتها اليمنية في ظل الهجوم العسكري والإعلامي على الحركتين؟
“حماس” حركة المقاومة الإسلامية بمنظور البعض الخليجي، هي حركة إسلامية “إخوانية” مؤدلجة، مما يعني تفسيرًا أن التعاطف معها ممنوع، ودعمها حرام، ولعل التآمر عليها مسموح، فهي التي انقلبت على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، وضربت صواريخها “العبثية” التي لم تجلب إلا القتل والدمار للفلسطينيين في القطاع المحاصر، هذا على الأقل ما جرى ترويجه على المنصات الخليجية “الموجهة” ضد الحركة أو بالأحرى مقاومتها لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة”.
الثابت كما يقول معلقون فلسطينيون، أن الحركة (حماس) مغضوب عليها خليجياً، وبالتالي فإن اصطفافات الحركة لن تغير من حملات الهجوم التي طالتها، وإن كان للمصريين رأي آخر بعد الحرب الأخيرة، والانفتاح المصري اللافت على القطاع، فمعادلات القوة الفلسطينية هي التي فرضت على الدولة المصرية هذه المرة “التخابر” مع حماس، التهمة السابقة التي وجهت للرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وغيره الكثير من حركته.
لم تسجل حركة “حماس” إنكارًا للجميل للدول التي ساعدتها، وعلى رأسها إيران، والتي مدت الحركة بالسلاح، والمال، وهو الأمر الذي أغضب بعض الدول الخليجية، والحديث عن السعودية، والإمارات، في حين كانت تلك الدول تشن حملةً إعلاميةً ضد صواريخ المقاومة، ومحاولة الحديث عن المعركة، وكأنها بين ندين، لا محتل واحتلال، وشعب مظلوم تحت التنكيل والتعذيب والقتل، بل إن البيان الإماراتي وفقاً لمنتقدين قد ساوى بين الضحية والجلاد، حيث تحدث عن صراع بين طرفين”.
قد لا يضير الحركة الإسلامية “حماس”، أن تسجل موقفها الشاكر لحركة أنصار الله الحوثية في اليمن، فالانتقادات الخليجية أساساً طالتها خلال الحرب، وقد تتشارك هي والحركة نفس مستوى قائمة المغضوب عليهم، وكلاهما يقول أحد المعلقين، يخوضان حرباً ضد عدوان، أحدهما التحالف السعودي، والثاني الاحتلال الإسرائيلي.”
حركة أنصار الله، كان قد أكد زعيمها السيد عبد الملك الحوثي، بأن حركته ستدخل على خط المعركة القادمة لأجل القدس، والأقصى، كما عرض الحوثي على السعودية إطلاق جنود أسرى سعوديين، مقابل الإفراج عن قادة من حركة حماس تعتقلهم في سجونها، وعليه قد تكون الحركة ملزمةً ومعنيةً برد الجميل الحوثي، واهتمام الحركة بفلسطين، وقضيتها، وهو ما فعله ممثل حركة حماس في صنعاء معاذ أبو شمالة.
ان في لقاء جمع أبو شمالة بالقيادي في انصار الله محمد علي الحوثي، قدم أبو شمالة درع حركة حماس للحوثيين، تقديراً لمواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية، وبثت وسائل إعلام تابعة لحركة “أنصار الله” صورةً جمعت أبو شمالة بالقيادي الحوثي المذكور، وقد قدم له ممثل حماس درع الحركة.
وأثارت الصورة جدلاً على المنصات، وهجوماً على الحركة، فشبه البعض قساوة المشهد، بلقاء السفير الإماراتي بإسرائيل بالحاخام الصهيوني المتشدد الذي يدعو لقتل العرب والمسلمين، ووجه آخرون اتهامات لحركة حماس بالاصطفاف خلف المحور الإيراني، أو محور المقاومة الذي يضم حزب الله، سورية، العراق، واليمن”.
علق المحلل السعودي سليمان العقيلي قائلاً: “تضامن حماس مع جماعة الحوثي المتطرفة التي تستهدف الديار الإسلامية المقدسة أمر يتخطى التصور”.
في المقابل سجلت مواقف مؤيدة للحركة بخطوتها حيث قال الناشط شافي العجيل: ”حماس السنية تكرم أنصار الله الشيعية هو هذا الخط والنهج والطريق والشراكة وروح الاسلام بعيد عن التبعية والذيلية إنما صورة مشرفة للتحالف والاعتزاز والنصرة الإيمانية الموقف يزعج الصهيونية والعرب المتصهين”.
وطالبت أصوات الفصل بين موقف حماس بتكريمها الحوثي، وموقفها من الدفاع عن فلسطين فكتب الإعلامي القطري جابر الحرمي: “نختلف مع خطوة حماس في تكريمها للحوثي في صنعاء، ويحق لمحبيها وداعميها انتقاد خطوتها، لا نختلف على مواقفها المشرفة ودفاعها عن فلسطين القدس الأقصى، ولها حق على المسلمين جميعا دعمها، لكن الذين يعادون حماس، ويتآمرون عليها، ويقفون مع العدو.. لا يحق لهم الصراخ وانتقاد ذلك”.
وكانت العاصمة صنعاء وفي ظل إدارة حركة أنصار الله، قد شهدت تظاهرات بمئات الآلاف تضامناً، وتعاطفاً مع غزة، وفرحاً برشقات صواريخها خلال معركة سيف القدس الأخيرة، برغم الحرب على اليمن، والحصار القاتل على البلد السعيد، فيما الدول الخليجية الناقدة لموقف حماس من الحوثيين وإيران، منعت التضامن مع الغزيين، بل وتآمرت على القطاع بالتطبيع والاستثمار الاقتصادي مع الدولة العبرية، وشنت حملات تشويه تستهدف أهالي حي الشيخ جراح، والإيحاء ببيع أراضيهم ومنازلهم زورًا وبهتاناً وحق المستوطنين فيها، لتشهد الكويت وقطر تظاهرات ووقفات تضامنية مع غزة.
المصدر: خالد الجيوسي