تحقيقات - ملفات
بين البنزين الايراني والنفط العراقي… “هالسيارة مش عم تمشي”
جو لحود–لبنان24
حتى اللحظة تبدو الصورة “سوريالية” او بالأحرى عصية عن ان تدخل حيّز الحقيقة، والصورة التي نتحدث عنها هي طوابير السيارات المركونة عند ابواب محطات تعبئة الوقود بانتظار ان يقرع جرس الاقلاع ويتحنّن صاحب المحطة على المنتظر بـ 20 الف اضافية، فتصبح الفرحة عامرة وشبيهة بفرحة الحائز على جائزة ترضية في مسابقات الربح والخسارة.
وفي ميزان الربح والخسارة، تختلط الامور على المواطن اللبناني، الذي بات ضائعا في تحديد موقعه الصحيح، فبالنسبة للبعض، فان التمكن من الحصول على كمية اضافية من البنزين وتصريف الدولار على سعر الصرف المحلّق، بالاضافة الى تخزين اللحوم والدواء وغيرها من سلع غذائية وغير غذائية، يعتبر ربحا، لا بل شطارة ،ترفع لها القبعة.
اما البعض الاخر، فيعتبر ان كل التطورات الاقتصادية والمعيشية والسياسية،كما مختلف التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان، تصب في خانة واحدة متمثلة في المحاولة الجدية لافقار المواطن اللبناني وسلبه كل ما لديه من املاك منقولة وغير منقولة، وهنا يظهر كف الخسارة من الميزان اللبناني.
وما بين الرأيين، نذهب بالحديث الى ما هو خلف مفهوم السلبية والايجابية، فوراء هذا المفهوم مواطن لبناني يهاب التغيير ويتقن فن التكيّف والتأقلم، وسلطة لبنانية تحوّل عملية تأمين ضروريات الحياة الى انجازات من عيار الوصول الى الفضاء ومخاطبة كائناته.
وبالعودة الى صورة محطات الوقود بطوابيرها ومشاكلها وعياراتها النارية، يظهر جليا رفض المواطن اللبناني الرضوخ لفكرة الحدّ من قدرته على التنقل والحركة، اذ انه، وبعد انتظاره ساعات لتعبئة الوقود، يعود لممارسة حياته بصورة طبيعية دون الأخذ بعين الاعتبار عدم امكانية الحصول على البنزين مرة أخرى، فهو في قرارة ذاته يعلم ان المحروقات متوفرة في المخازن والبواخر وعملية قطعها تصب في خانة الجشع وانحلال الدولة وعدم قدرتها على ضبط الاسواق وموادها.
وفي هذا الاطار وعلى الرغم من الاختلافات السياسية في صفوف اللبنانيين، يبدو ان الحديث عن استيراد النفط العراقي وبكميات متزايدة، كما الحديث عن النفط الايراني الذي سيدخل عبر المرفأ المدمّر بطريقة شرعية، بات مقبولا لدى الجميع، لا بل محط اعجاب من اللبناني الذي كاد ان يحرق البلاد لو لم يستدرك مجلس شورى الدولة الوضع ويتراجع عن قراره ويعيد الـ 3 الاف و 900 ليرة الى الصراف الآلي.
وعلى هذا المنوال لم تعد “هالسيارة مش عم تمشي”، لا بل انها تسير ولو بوتيرة بطيئة نحو الوصول الى القعر والدخول في فوضى الانهيار التام.
وعلى طريق الانهيار التام، الذي لا نعلّم كم سيكفي بنزين السلطة حتى تتمكن من تأجيل بلوغه، تبدو حكومة تصريف الاعمال الحالية مستمرة في جمودها، الذي ستهزه رياح بعض القرارات التي قد تجبر على اتخاذها، اذ انها قد تجالس العهد حتى انتهائه وما بعد انتهائه، وصولا الى انتخابات نيابية يعوّل عليها لتشريع التركبية الحالية اومحاولة احداث خرق فيها.
وعلى هذا الطريق عينه، أهلا وسهلا بالمغتربين السعيدين بدولاراتهم التي ستمكنهم من السياحة في لبنان من اقصاه الى ادناه، حاملين عبارة “جايين نصرف لانو البلد بحاجتنا”
وهنا سنستعيض عن التعليق الحقيقي الذي نرغب به، بكلام يتداوله الجميع، فنقول : “أهلا وسهلا بكم “
وعلى طريق الانهيار التام، الذي لا نعلّم كم سيكفي بنزين السلطة حتى تتمكن من تأجيل بلوغه، تبدو حكومة تصريف الاعمال الحالية مستمرة في جمودها، الذي ستهزه رياح بعض القرارات التي قد تجبر على اتخاذها، اذ انها قد تجالس العهد حتى انتهائه وما بعد انتهائه، وصولا الى انتخابات نيابية يعوّل عليها لتشريع التركبية الحالية اومحاولة احداث خرق فيها.
وعلى هذا الطريق عينه، أهلا وسهلا بالمغتربين السعيدين بدولاراتهم التي ستمكنهم من السياحة في لبنان من اقصاه الى ادناه، حاملين عبارة “جايين نصرف لانو البلد بحاجتنا”
وهنا سنستعيض عن التعليق الحقيقي الذي نرغب به، بكلام يتداوله الجميع، فنقول : “أهلا وسهلا بكم “