وصف تقرير صدر عن مركز أبحاث إسرائيلي مستقل تابع لجامعة تل أبيب، الصين بأنها من “اللاعبين الدوليين القلائل” الذين قد يمكنهم “إنقاذ” إسرائيل من إيران لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ووفقا للتقرير الصادر عن معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، والذي حصلت عليه صحيفة “جيروزاليم بوست” ونشرت مقتطفات منه أمس الأحد، فإن الصين بدأت في محاولات جاهدة لتصوير نفسها على أنها “قوة عالمية أكثر مسؤولية”، ونظرا لاعتماد طهران العميق على بكين، قد تكون “الصين واحدة من الجهات الفاعلة القليلة التي تستطيع – إن أرادت – ترجيح كفة الميزان في الشرق الأوسط لصالح الاستقرار”.
وحذر التقرير من أن ذلك لن يكون أمرا سهلا وأن التعويل على إقناع الصين بقطع علاقاتها مع طهران أو تقليصها بشكل ملموس، غير واقعي بل وربما ستأتي محاولة القيام بذلك بنتائج عكسية على إسرائيل.
ويرى مؤلفو التقرير أن “دوافع الصين لتعميق التعاون مع إيران لا علاقة لها بإسرائيل، وبدلا من ثني الصين عن تعزيز العلاقات مع إيران، يجب على إسرائيل إقناع بكين باستمرار بضرورة الضغط على طهران لتهدئة سلوكها المزعزع للاستقرار”.
يضيف التقرير: “إلى جانب سياسة أمريكية أكثر قوة وتبصرا في الشرق الأوسط، فإن هذا من شأنه أن يفيد استقرار المنطقة بأكملها، ومعه المصالح التجارية والاقتصادية الصينية”.
ماذا لدى إسرائيل من أدوات التأثير على الصين؟
حسب التقرير، فإن استمرار إسرائيل في العمل على إضعاف وتعطيل خيارات طهران الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية وبرنامجها النووي، يمكن أن يؤدي إلى “تأخير وزعزعة استقرار التجارة الصينية مع إيران والشرق الأوسط بشكل عام”.
كما أشار التقرير إلى أن “اتفاقات إبراهام” تمنح فرصا جديدة لدفع الصين إلى كبح جماح طهران، موضحا أنه “إذا نسقت إسرائيل مع حلفائها في الخليج تعاملهم مع الصين، فإنهم يواجهون احتمالات أفضل في جعل بكين تأخذ في الاعتبار مصالحهم فيما يتعلق بإيران”.
ووصف التقرير منظمة شنغهاي للتعاون بأنها ساحة أخرى يمكن فيها للصين أن تؤثر بشكل إيجابي على الملف الإسرائيلي الإيراني، علما بأن إسرائيل تقدمت إلى منظمة شنغهاي بطلب الحصول على وضع شريك في الحوار، وهو أدنى بدرجتين من وضع عضو كامل العضوية.
مع ذلك، دعا التقرير إسرائيل للاهتمام بموازنة قربها من الصين بتحالفها مع الولايات المتحدة والأخذ في الاعتبار خطر تسريب المعلومات إلى إيران.
وأوضح التقرير أن “وجود الشركات الصينية المملوكة للدولة والشركات التابعة لها في مشاريع البناء والبنية التحتية في كل من إيران وإسرائيل معا يتطلب معالجة وتحوطا دقيقين”.
وحسب التقرير، فإن China Railway Tunnel Group “مجموعة أنفاق السكك الحديدية الصينية”، التي تمتلك 51% من الأسهم في كونسورتيوم مشترك يقوم ببناء جزء كبير من الخط الأحمر من شبكة السكك الحديدية الخفيفة في تل أبيب، هي شركة تابعة لشركة CREC “المجموعة الهندسية التابعة للسكك الحديدية الصينية”، وهي تعتبر شريكا لمؤسسة “خاتم الأنبياء” التابعة للحرس الثوري الإيراني، في بناء خط القطار السريع بين طهران وقم وأصفهان.
وخلص التقرير إلى أنه “من جانب إسرائيل، سيكون تحديد نقاط القوة والقيود الموجودة في العلاقات الصينية الإيرانية أمرا حاسما للمضي قدما”.
وتملك الصين علاقات استراتيجية مع إيران، وقبل أسابيع وقعت اتفاقية استثمارية لمدة 25 عاما، بحيث تتولى الشركات الصينية مهمة تطوير البنية التحتية مقابل مبيعات ميسرة للنفط الإيراني.
المصدر: “جيروزاليم بوست”