طبعت التهدئة الاعلامية جبهة بعبدا وخلفها ميرنا الشالوحي مع “بيت الوسط”، وتراجع القصف السياسي في الساعات الاخيرة بين المقرّات الثلاثة لصالح هدنة طلبها رئيس مجلس النواب نبيه بري، يفسح تحقيقها في المجال امامه للانطلاق في مسعى متجدّد مع الرئيس المكلف سعد الحريري، من اجل تذليل ما تبقّى من عقبات من امام طريق إنجاح مبادرته.
التجاوب مع مطلب الهدنة تجلّى في وقف السجالات وحرب البيانات بين الرئاسة الاولى وتيار”المستقبل” من جهة، وبين “التيارين البرتقالي والازرق من جهة ثانية. وفي حين جدّدت مصادر مطلعة على موقف بعبدا تأكيدها أن بعبدا منفتحة على معالجة الوضع الحكومي ضمن المعايير التي سبق أن حدّدتها بهدف تحقيق المشاركة والميثاقية والتوازن الوطني، غلبت لغة المرونة مع الحريري على بيان المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل يوم السبت، بحيث أكد “التيار” التزامه بحكومة اختصاصيين وبرئاسة الحريري، معلناً في الوقت نفسه انفتاحه على أي حكومة يتوافق عليها اللبنانيون، لكنه رفض أي إنقلاب على الدستور بتخطّي المناصفة الفعلية وتكريس أعراف جديدة بالحديث عن مثالثة مقنعة يحاول البعض الترويج لها على قاعدة ثلاث مجموعات من ثمانية وزراء، يقود كلّ منها أحد المكونات الأساسية في البلاد، مع تأييده إستثنائياً لهذه المرة، ألّا يكون لأي فريق أكثر من 8 وزراء”.
في هذا الوقت، أكّدت المصادر المطلعة على موقف بعبدا لـ”نداء الوطن” ان التوجه راهناً هو لإفساح المجال امام مسعى جديد سيقوم به الرئيس بري باتجاه الرئيس المكلّف، وقالت “المأمول به الآن هو ان يتحرك رئيس مجلس النواب خلال الاسبوع الطالع في ضوء الصيغة التي اقترحها، في انتظار التفاهم على آلية تسمية الوزيرين المسيحيين من ضمن مقترحات يجري التداول بها”. واشارت المصادر الى أن “حزب الله” متفاهم مع رئيس المجلس وداعم لتحركه بهدف الوصول الى حل، وذلك بالتنسيق مع النائب جبران باسيل. وعليه، فإن بعبدا تترقّب ان تتظهّر الخطوط العريضة لمصير تحرك بري، خصوصاً وان الرئيس المكلف سعد الحريري، صحيح انه لم يبد حتى اللحظة اي تجاوب بعد مع الطروحات المقترحة، لكنه لم يوصد الابواب كلّياً، بالرغم من إعلائه السقف.
وفيما السؤال ما هي الخيارات البديلة المطروحة في حال فشل مبادرة الرئيس بري، بعدما تردّد ان من بينها عقد مؤتمر حوار او اللجوء الى الاستقالة من مجلس النواب فتجيب المصادر انه من المبكر الخوض بالعمق في الخيارات البديلة طالما ان رئيس مجلس النواب لم ينعِ مبادرته، بل هو يلقى دعماً من كتل نيابية عدّة بما فيها “التيار الوطني الحر”، علماً ان البعض يرى ان هذه الخيارات ما زالت مجرّد افكار يجري التداول بها في الاعلام والاوساط السياسية، لكن اي من هذه الطروحات لا تلقى تأييداً جامعاً، وبالتالي لا يمكن اعتبارها صالحة للاعتماد بل هي للنقاش غير الحاسم.
وإذ توقفت المصادر اخيراً عند الهواجس التي عبّر عنها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته امس، قالت ان ما عبّر عنه هو وليد مخاوف لدى كثيرين.