“ليبانون ديبايت” – المحرّر السياسي
لا خيار أو مبادرة أو تصوّر يبدو اليوم مطروحاً على الطاولة، باستثناء العنصر الوحيد المتمثّل بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتأليف حكومة من 24 وزيراً، لكن، ما من معطيات جدّية أو مؤشرات تفيد بأن تقدّماً ما من الممكن أن تحمله الساعات والأيام المقبلة على صعيد التأليف، وبالتالي، فإن المشهد السياسي الذي استقرّ خلال الأسبوع الماضي، على الإنتظار، ومن باب الأمل، كما تقول أوساط قصر بعبدا ل “ليبانون ديبايت”، لن يحافظ على واقع المراوحة الحالي، والذي يتزامن مع التدهور الخطير في الواقع الإجتماعي والمعيشي للبنانيين.
وتعتبر الأوساط، أن الإعتقاد الذي ساد بأن مبادرة الرئيس بري، سوف تحرّك عملية تأليف الحكومة المتعثّرة، قد سقط بفعل موجة التصعيد المفتعَلة من قبل الرئيس المكلّف سعد الحريري، وهو ما يُظهر النوايا الفعلية والمتمثّلة باستمرار العرقلة والمراوحة في عملية التأليف، بينما في المقابل، تُضيف الأوساط نفسها، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يراقب عملية إضاعة الوقت الثمين من قبل الرئيس المكلّف، لن ينتظر طويلاً، وهو باشر بدراسة الخطوات المتاحة أمامه.
وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من معطيات على المحور الحكومي، تكشف أوساط قصر بعبدا، أن رئيس الجمهورية، قد أصبح اليوم على مشارف اتخاذ القرارات الكبرى، خصوصاً وأنه يملك الخيارات للتحرّك، ومنها على سبيل المثال، وكما تحدّدها الأوساط بأربعة وهي كالآتي:
ـ الدعوة إلى طاولة حوار في قصر بعبدا، وإذا امتنعت القوى السياسية عن المشاركة فيها، سيعمد رئيس الجمهورية إلى فضح المعطّلين للحوار.
ـ مخاطبة المجتمع الدولي أو مراسلة عواصم القرار، أو إيفاد موفد خاص إلى الدول المعنية بالوضع اللبناني، من أجل عرض الأزمة السياسية.
ـ دعوة المجلس النيابي لتقصير ولايته.
ـ الذهاب نحو استقالات لكتل نيابية من المجلس، وتحصل بعدها عملية إعادة تكوين للسلطة، وفي هذه الحالة لن يستطيع أي فريق سواء كان الرئيس المكلّف أو “الحضن الشيعي” أن يتحمّل تداعيات هذا الأمر.
ومن هنا، تشدّد الأوساط نفسها، على أن رئيس الجمهورية، متمسّك بالأمل، ويؤكد على مراكمة الإيجابيات، ويسعى لمنع أي توتر أو فتنة بين اللبنانيين، ولكنه في الوقت نفسه، قد أصبح على مفترق طرق، والشعب لن ينتظر وهو يجوع ويبحث عن لقمة العيش ويعاني من الأزمات على كل الأصعدة.