ما علاقة الفطر الاسود بكوفيد 19
ملك الموسوي
تنتشر عدوى الفطر الأسود الضارة والقاتلة بكثرة في الهند بعد تسجيل آلاف الإصابات بهذا الداء لتتفاقم الأعباء الصحية في البلاد التي تواجه موجة جديدة من الوباء.
يأتي ذلك وسط انتشار مخاوف ببعض دول إقليم شرق المتوسط من بينها مصر من انتشار الإصابات بالفطر الأسود، الأمر الذي أثار جدلا على مدار الأيام الماضية.
كما أعلنت السلطات الصحية في العراق، عن وفاة مريض تأثرًا بإصابته بالفطر الأسود، ليعد ثاني حالة وفاة بهذا الداء.
وقال استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور أمجد الخولي، إن الفطر الأسود موجود في البيئة كغيره من الفطريات، وهو نادر الحدوث ويصيب بشكل أساسي الأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في المناعة.
وأوضح أن هذا الداء يختلف عن مرض كوفيد-19، سواء في نمط الانتقال أو وبائيات المرض، ولكن الاستخدام المكثف “للكورتيكوستيرويدات”، ومن بينها “الكورتيزون” لعلاج حالات بسيطة أو معتدلة من مصابي كورونا، يعد أحد العوامل المسببة لهذه الفطريات.
وأوصى استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، بالتركيز على تنفيذ التدخلات الوقائية من كوفيد -19، بما في ذلك الحرص على تناول اللقاح خاصة بين الفئات ذات الأولوية.
وأشار “الخولي” إلى أن الفطر الأسود، الذي يُعرف بداء الفطار العفني، يظهر في المرضى الذين يعانون من نقص مناعي شديد.
وقال إنه داء يصعب علاجه، ويتطلب في بعض الأحيان علاجًا مضادًّا للفطريات بالحقن في الوريد، يصحبه استئصال جراحي للعضو المصاب في الجسم.
وتحدث الإصابة عند استنشاق الأبواغ التي تنتقل بعد ذلك لتصيب الرئتين والجيوب وتمتد لتصل إلى الدماغ أو العينين، وقد سبق وصف أعراضه في المستشفيات التي يُعالَج فيها المرضى المنقوصو المناعة، الذين يعانون من نقص حرج في المناعة، بحسب استشاري الصحة العالمية.
وحدد الأشخاص المُعرضون لخطر الإصابة، وهم المرضى الذين يعانون من داء السكري غير المنضبط والمصابون بالأمراض الخبيثة ومن يعانون من نقص المناعة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء المرضى مستويات منخفضة نسبيًّا من هذه المضادات، وينبغي تجنُّب الجرعات العالية أو الجرعات الطويلة لأن مضادات الكورتيكوستيرويدات يمكن أيضًا أن تُضعف جهاز المناعة.
إن الفطر الأسود موجود في الطبيعة والبيئة، ومن الممكن أن يصيب بعض مرضى انخفاض المناعة أو الذين يحصلون على أدوية مضادات حيوية وكورتيزون فإن الأهم لمنع الإصابة هو تطبيق إجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات وأماكن تردد المرضى.
إن مرض الفطر الأسود لا ينبغي أن يكون مصدر قلق كبير للناس، إذ أن أعداد الإصابات محدودة للغاية، ومن ثم لا يمثل تحدياً صحياً.
بدأ هذا المرض، وهو غير معد، بالانتشار خصوصا بين المتعافين من مرض كوفيد-19، الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا، لاسيما في الهند بوقت سابق هذا الشهر وتسبب بوفاة المئات فيها.
وبحسب موقع “الهند” الإخباري، فإنه “تم اكتشاف فطر أسود أو داء فطري في أدمغة 15 في المئة على الأقل من المرضى الذين دخلوا مستشفى مهراجا يشوانتراو الحكومي في مقاطعة مدهيا برديش”.
والفطر الأسود، هو عدوى فطرية تتسبب في اسوداد البشرة حول الأنف أو تحول لونها، وتُصيب المريض بضعف الرؤية أو ازدواجها، وآلام في الصدر، وصعوبات في التنفس، وسعال مصحوب بالدم.
ويرتبط هذا المرض ارتباطا وثيقا بمرض السكري وحالات ضعف جهاز المناعة. وقال خبراء إن زيادة استخدام أدوية بعينها في جائحة كوفيد-19 لكبح الجهاز المناعي ربما يكون السبب في زيادة الحالات، وفقا لـ”رويترز”.
نقل موقع “الهند” عن خبراء قولهم إن أولى عوارض إصابة الدماغ بالفطر الأسود، هي:
- صداع الرأس.
- القيء.
- فقدان الوعي في الحالات المتقدمة من انتشار العدوى.
وارتبط مرض كوفيد-19 بالإصابة بعدد كبير من أنواع البكتريا والفطر لكن الخبراء يقولون إن موجة كوفيد-19 الثانية في الهند أوجدت بيئة مثالية للفطر الأسود.
ونقلت “رويترز” عن باحثين أن انخفاض الأكسجين والإصابة بمرض السكري وارتفاع مستويات الحديد ونقص المناعة واقتران ذلك بعدة عوامل أخرى منها طول فترة البقاء في المستشفى على أجهزة التنفس الآلي يخلق بيئة مثالية للفطر الأسود.
اما لالنسبة للعلاج وفقا للمكتبة الوطنية الأميركية للطب، يجب إجراء الجراحة على الفور لإزالة جميع الأنسجة الميتة والمصابة. ويمكن أن تؤدي الجراحة إلى التشوه؛ لأنها قد تنطوي على إزالة الحنك أو أجزاء من الأنف أو أجزاء من العين. ولكن من دون هذه الجراحة تقل فرص البقاء على قيد الحياة بشكل كبير.
يتم أيضا إعطاء دواء مضاد للفطريات، عادة “الأمفوتريسين بي” (amphotericin B) عن طريق الوريد، وبعد السيطرة على العدوى قد يتم تحويل المريض إلى دواء مختلف مثل “بوساكونازول” (posaconazole)، أو “إيزافوكونازول” (isavuconazole).
وإذا كان الشخص مصابا بداء السكري، فمن المهم أن تصل نسبة السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي.
هذا المرض ليس معديا، وهو ما يعني أنه لا يمكن أن ينتشر عبر اتصال البشر ببعضهم البعض أو بالحيوانات، لكنه ينتشر من خلال أبواغ فطرية منتشرة في الهواء أو في البيئة، ومن المستحيل تقريبا تفاديها.