كتب رضوان مرتضى في” الاخبار”: التحقيقات في انفجار المرفأ تتقدّم، والقرار الظني سيصدر في غضون أشهر قليلة. هذه الخلاصة تقولها مصادر مطّلعة على التحقيقات، متحدّثة عن أدلّة جديدة توصّل إليها التحقيق. وقد تسلّم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار تقرير المحققين الفرنسيين بعد ملخّص تقرير أوّلي كان قد تسلّمه المحقق العدلي السابق.
ويختلف التقرير الحالي عن السابق بأنه أكثر دقة وتفصيلاً عن سابقه. وقد خلُص التقرير إلى استبعاد فرضية استهداف المرفأ بصاروخ، بالاستناد إلى تحليل التربة في موقع الانفجار الذي بيّن عدم وجود عامل خارجي (سواء عبوة ناسفة أو صاروخ) تسببت بالانفجار. هذه المعلومات التي حصلت عليها ««الأخبار» من مصادر مطّلعة على التحقيق، لم يؤكّدها المحقق العدلي البيطار، الذي تحدث في دردشة مع صحافيين عن ثلاث فرضيات:
الأولى: حصول خطأ أثناء عملية تلحيم باب العنبر الرقم 12 أدى إلى اندلاع الحريق، ثم وقع الانفجار.
والفرضية الثانية هي حصول عمل أمني أو إرهابي متعمّد داخل المرفأ تسبّب بالكارثة.
أما الفرضية الثالثة فهي فرضية الاستهداف الجوي عبر صاروخ.
وذكر البيطار أن «إحدى هذه الفرضيات استبعدت بنسبة 70 في المئة، والعمل يجري على الحسم النهائي بين الفرضيتين المتبقيتين»، من دون أن يحددهما.
وبحسب المعلومات، لا يزال هناك تقرير فني ثالث يُنتظر تسلّمه من المحققين الفرنسيين، إذ يُفترض أن يُسلّم إلى القضاء اللبناني في نهاية شهر أيلول المقبل. ومع أنّ التقرير الفرنسي الثالث سيأتي متأخراً، تتحدث مصادر مطّلعة على مسار التحقيقات بأنّ هناك تقدّماً يُسجّل لناحية دحض فرضيات وتقدّم فرضية على ما عداها. إذ لا يُعلم إذا كان المحقق العدلي سينتظر تسلّم التقرير لإصدار قراره الظني، أو أنه قد يُصدره قبل تسلّمه في حال باتت تفاصيل ما حصل واضحة أمامه.
وقد انتهى المحقق من مسح الكاميرات وداتا الاتصالات في موقع الانفجار. كذلك كُلّفت لجنة فنية بالإشراف على تنفيذ محاكاة للحريق الذي تسبب بالانفجار الكبير في الرابع من آب الماضي في العنبر الرقم ١٢، علماً بأنّ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يتولّى الإعداد اللوجستي لتنفيذ المحاكاة.
وعلمت ««الأخبار» أنه في مسألة دخول الباخرة روسوس إلى لبنان، باتت في حوزة البيطار خيوط تعزّز اقتناع المحقق العدلي، لجهة إن كانت قد دخلت صدفة أو أنّ هناك مؤامرة. أما بالنسبة إلى الانفجار، فتكشف المصادر أنّ هناك «أدلّة جديّة ودقيقة». كذلك علمت ««الأخبار» أنه لم يتم التوصل الى تحديد هوية أصحاب البضائع الحقيقية، لكن اكتشف المحققون نشاطاً، خلال العام الجاري، لشركة «سافارو»، التي تملك شحنة نيترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت. ويدحض ذلك فرضية أنها شركة «نائمة» أو وهمية، وأن مهمتها كانت حصراً إيصال النيترات إلى بيروت تمهيداً لتفجيرها بعد سنوات. فقدْ تبيّن أنّ الشركة عقدت في بداية عام ٢٠٢١ صفقة مع مصر لبيعها كبريت وصوديوم وفوسفات.