ينظر كثر من المراقبين بيأس للمشهد الظلامي الذي يعيشه اللبنانيون وسط مضي أشهر على تكليف الرئيس الحريري تشكيل حكومة تعيد بصيص امل لشعب يحتضر على شتى الصعد وسط ضياع المزيد من الوقت وتصعيد بين التيارين الازرق والبرتقالي في ظل تفاؤل ساد الاسابيع الماضية بإمكانية إيجاد حل عبر جهود الرئيس بري الذي يراهن عليه البعض نتيجة […]
ينظر كثر من المراقبين بيأس للمشهد الظلامي الذي يعيشه اللبنانيون وسط مضي أشهر على تكليف الرئيس الحريري تشكيل حكومة تعيد بصيص امل لشعب يحتضر على شتى الصعد وسط ضياع المزيد من الوقت وتصعيد بين التيارين الازرق والبرتقالي في ظل تفاؤل ساد الاسابيع الماضية بإمكانية إيجاد حل عبر جهود الرئيس بري الذي يراهن عليه البعض نتيجة معرفته بكيفية تدوير الزوايا السياسية الضيقة ومعالجة العقد المستعصية في ميرنا الشالوحي وبيت الوسط.
عضو تكتل لبنان القوي اسعد درغام أكد في حديث خاص «بالديار» أن من مصلحة الرئيس عون والعهد هو أن تتشكل حكومة في أقرب وقت ممكن، ولا شك أن هناك نية عند الرئيس الحريري بعدم تشكيل الحكومة لعدة أسباب من خلال الخطاب الناري في مجلس النواب والسفر والبيانات ضد رئيس الجمهورية…
وأشار «الى ان اليوم نحن نسهل مبادرة الرئيس بري ولقد وصلنا إلى شبه تفاهم على موضوع الوزيرين المسيحيين ولكن بدأت تطرح مواضيع خلافية بما يتعلق بتقسيم الوزارات ونيل الثقة وسوى ذلك ومن المؤكد أن الرئيس لن يقف مكتوف الأيدي ومن الخيارات: استقالة نواب تكتل لبنان القوي اذا فشلت كل المساعي».
أما في الملف المالي والاقتصادي، اعتبر درغام «ان الوضع يحتم على الرئيس المكلف التواصل مع كل الكتل واولها لبنان القوي للعبور،فالحكومة هي المطلوب الاول ونجاح مبادرة الرئيس بري التي نسهلها ضمن احترام الدستور والمكونات التي تشكل المشهد السياسي اللبناني برمته».
من جهة أخرى، رأى نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في حديث خاص «بالديار»، «أن الفرص مفتوحة والأهم أن يقتنع رئيس الجمهورية أن الحكومة يجب ان تكون من دون قدرة فريق رئيس الجمهورية على تعطيلها من خلال عملها اليومي وخطتها والقرار باقالتها، ووفق ما قاله جبران باسيل أن الوزراء الذين يجب ان يعينوا حزبيون وهو يريد من ذلك تعويم نفسه والسيطرة على الوزارات التي تعنيه، فرئيس الجمهورية مصرّ على الثلث المعطل لانه وفريقه يعتقدون أن ثمة امكانية لتمديد ولاية المجلس من خلال قراءة الظروف اذا استمرت على ما هي عليه، ولذلك فمجلس لوزراء مجتمعا يأخذ مسؤولية رئاسة الجمهورية ولكن في حال كانت الحكومة مقالة او مستقيلة سيحتج رئيس الجمهورية بأن ثمة فراغاً ما في السلطتين التشريعية والتنفيذية لتكون حجة للبقاء في الموقع، وهذا الكلام تحدث عنه ماريو عون ولو كان بشكل زلة لسان، لذلك فالخيارات المتاحة في ظل إصرار رئيس الجمهورية على الثلث المعطل وصعوبة تحقق مبادرة الرئيس بري».
ولأجل ذلك، اعتبر علوش «انه قد يكون أبرز ما هو متاح هو الاعتذار وبالتالي حتى لا يتحمل واقع الانهيار الذي يحصل في البلاد وهذا ما يؤزّم المشهد برمته، فلبنان في هذه الحالة يصبح خطرا على السلم الإقليمي والدولي، وفي هذا الوضع تصبح المناطق الأكثر هشاشة هي مناطق الاكثرية السنية وهذا هو رهان عض الأصابع عند فريق رئيس الجمهورية ،لذلك فالخيارات السوداوية هي الأكثر احتمالا في المشهدية الانية».
وختم «هذه المشهدية في اعلاه اليوم باتت «مقرفة» بالنسبة لشعب يرزح بجله تحت خط الفقر، حيث ان انفجار هذا الشعب لم يعرف ازرق او برتقاليا او احمر، بل إن كل الالوان ستتوحد عندما يغدو صوت الفقراء فوق كل صوت. فهل يسمع ذوو الالباب ذلك ؟ أم أن الغشاوة على ابصارهم باتت ثقيلة جدا؟»