غزة: شبح جولة ثانية خطوات إسرائيلية استفزازية تجاه غزة: المقاومة تُهدّد بجولة جديدة
على بُعد أيام من الحوارات المرتقبة بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، يزداد المشهد «الغزّي» تعقيداً، منبئاً باحتمال انفتاح باب المواجهة مجدّداً، في ظلّ إصرار العدو على معاقبة القطاع، وعجْز الوسطاء، إلى الآن، عن وقف عملية الابتزاز الجارية حالياً. وبينما يستمرّ إغلاق المعابر منذ العدوان الأخير، تأتي عرقلة العدو دخول المنحة القطرية إلى غزة لتصبّ الزيت على النار، وتستدعي رسالة شديدة اللهجة من المقاومة، أكدت فيها أنه ما لم يُفرَج عن الأموال بحلول الأسبوع المقبل، فإنها ستكون معنيّة باتّخاذ «قرار مهمّ» بخصوص وقف إطلاق النار
وجاءت رسالة المقاومة هذه في أعقاب إبلاغ السفير القطري، محمد العمادي، الفصائل، بأن دولة الاحتلال رفضت، خلال الأسبوع الحالي، دخول أموال المنحة القطرية إلى غزة عبر معبر بيت حانون – إيرز شمال القطاع، في وقت أبلغ فيه القطريون الأمم المتحدة ومسؤولين في الإدارة الأميركية بأن مثل هذه الخطوة تستفزّ الفلسطينيين وتدفع نحو تفجير الأوضاع. ونفت المصادر أن تكون الفصائل قد طلبت من القطريين تحويل المنحة القطرية عبر السلطة الفلسطينية أو بطريقة جديدة، مؤكدة أن تلك محض شائعات تروّجها أطراف في السلطة تابعة لرئيس المخابرات ماجد فرج. وتستبق الرسالة الفلسطينية إرسال المصريين دعوات إلى 19 فصيلاً لحضور اجتماعات الأمناء العامين في القاهرة بحضور الرئيس محمود عباس لترتيب البيت الفلسطيني، إذ يُتوقَّع أن ترسَل الدعوات بداية الأسبوع المقبل. ولأوّل مرّة، تدعو القاهرة العديد من فصائل المقاومة، غير «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، لحضور الحوارات، وذلك بناءً على طلب «حماس» على اعتبار أن جميع الفصائل شريكة في المعركة الأخيرة، على رغم اعتراض أطراف من حركة «فتح».
وسبق لصحيفة «إسرائيل هيوم»، المقرّبة من رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، أن نقلت قبل ثلاثة أيام عن مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية أن دولة الاحتلال لا تستطيع إدخال الأموال القطرية إلى غزة، بدعوى عدم وجود ضمانات بألّا تصل الأموال إلى «حماس»، في ظلّ «محدودية» آليات الرقابة والإشراف الدولية في القطاع، مشيرة إلى أن منع الأموال يأتي في وقت تتّخذ فيه إسرائيل إجراءات لإبطاء جهود «حماس» لتقوية نفسها. في المقابل، شدّدت فصائل المقاومة، في بيان أول من أمس، على ضرورة وقف كلّ الاستفزازات التي تمارَس من قِبَل الاحتلال في القدس وحيّ الشيخ جراح، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، والإسراع في إعادة الإعمار، ورفع الحصار عن غزة، محذّرة العدو من الإقدام على محاولات بائسة لرسم إنجازات وهمية على حساب الشعب الفلسطيني ومقاومته ومقدّساته، مؤكدة أن المجاهدين ما زالت أيديهم على الزناد. في هذا الوقت، تواصلت مساعي جيش الاحتلال لاستعادة صورة الردع التي تهشّمت خلال معركة «سبق القدس». إذ أعلن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، أليعازر توليدانو، أن الجيش يستعدّ لاستئناف القتال مع «حماس» مجدّداً، لأن ما فعله في المرحلة الأولى من عملية «حارس الأسوار» لم يكن كافياً، مضيفاً أن العملية المقبلة لن تنتهي «من دون تغيير الواقع الأمني» في غزة.
من ناحية أخرى، طالب 17 عضواً من «الحزب الديمقراطي» في مجلس الشيوخ الأميركي، في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد اللازمة للانطلاق بإعادة البناء في غزة، داعين أيضاً إلى الضغط على تل أبيب لإعادة فتح معبرَين لإدخال المساعدات والوقود لسدّ احتياجات المدنيين المتزايدة في القطاع. وشدّد المشرعون الأميركيون على أهمية وجود تمويل قوي للجهود الإنسانية في كلّ من غزة والضفة الغربية، ودعم الأمم المتحدة عبر وكالتها المخصّصة لغوث اللاجئين «أونروا»، بالإضافة إلى إعادة الوجود الدبلوماسي الأميركي على الأرض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتنسيق مع الحلفاء من أجل استمرار وقف إطلاق النار «منعاً لانتشار التطرّف».
ميدانياً، واصلت زوارق الاحتلال استفزازاتها للصيّادين الفلسطينيين، وأطلقت النار تجاه مراكبهم شمال قطاع غزة. وفي جنوب القطاع، نفّذت بحرية العدو، وفق مصادر عبرية، «نشاطاً» عند الحدود البحرية بين مصر وغزة، بهدف منع مراكب الصيادين من التسلّل ناحية مصر، بدعوى استخدامها في التهريب.