كتبت بولا اسطيح في الكلمة اونلاين:
بات لسان حال اللبنانيين بعد ٨ اشهر من المناكفات والنكد السياسي والكباش على وزير بالزائد وآخر بالناقص وعلى صلاحيات باتت آخر ما تعني المسلمين والمسيحيين على حد سواء وهم غير القادرين على تأمين لقمة العيش والوقود ويحلمون بالهرب لا الهجرة من الحجيم اللبناني، “لا تشكلوا حكومة ولنذهب بعد كل هذه التضحيات والمخاض باتجاه حلول جذرية بعيدة عن الترقيع والتسويات التي لا تخدم الا اشهر وبأفضل الاحوال سنوات معدودة قبل انفجار الوضع من جديد”.
اي حكومة هذه يتجه لتشكيلها اصلا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهو غير قادر على الجلوس ساعة واحدة مع رئيس الجمهورية المفترض ان يتعاونا سويا لانجاح عمل مجلس الوزراء وخاصة في الظروف الاكثر من استثنائية التي يمر فيها البلد؟ اي حكومة هذه والتيار الذي يرأسه رئيسها يصف العهد الذي سيكون جزءا منه عبر الحكومة الجديدة ب”عهد جهنم” والرئيس ب”رئيس جهنم”.. اي حكومة ورئيس الجمهورية يتهم صراحة رئيسها العتيد بأن “المستنقع الذي نحن فيه من انتاج منظومة ترأسها تياره السياسي وتسلّطت على مقدرات البلاد”…
اي حكومة هذه وبتنا على ابواب الانتخابات النيابية وبدل ان تنكب على صياغة خطة طوارىء لوقف الانهيار وجعل الارتطام سلسا، ستكون منهمكة على الارجح بالاعداد للاستحقاق النيابي وادارته، من دون ان ننسى ان رئيسها والوزراء الذين سمتهم القوى السياسية لن يترددوا، كما جرت العادة، بتدجين كل مؤسسات الدولة خدمة لحملاتهم الانتخابية، كيف لا وهم اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى لتأمين ولو أصغر الخدمات لناخب كفر بهم والارجح بات يفضل مقاطعة الانتخابات ككل؟!
اي حكومة هذه لا تحظى بدعم عربي وخليجي يؤمن لها رأس المال اللازم للنهوض بالبلد، وتنتظر ان يتحدد مصيرها ومصير الكيان اللبناني في مفاوضات اقليمية ودولية ناشطة هنا وهناك؟!
يبدو محسوما ان حرب البيانات التي استعرت مؤخرا بين بيت الوسط وبعبدا لن تشكل قوة دافعة للتشكيل بل بالعكس تماما تقربنا اكثر من اي وقت مضى من انقضاض الاطراف السياسية على بعضها البعض بعد كشف كل او اوراقها! اما المضحك المبكي فاصرار مصادر قريبة من الرئيس عون واخرى قريبة من الرئيس الحريري على فصل مسار التشكيل عن مسار حرب البيانات… تقول الاولى:”بيان القصر اتى ردا على سلسلة تجاوزات واهانات للرئيس لم يعد يمكن السكوت عنها وآخرها البيان الصادر عن تيار “المستقبل”… هل يعقل ان نسكت عن تسمية الرئيس ب”رئيس جهنم”!! ما يحصل تجاوز كل الاعراف والتقاليد..لكن ذلك شيء وتعاوننا بملف التشكيل شيء آخر”!!
اما مصادر الحريري فتتحدث عن قرار بتسمية الامور بأسمائها ومن هنا اتى بيان “المستقبل” الذي هاجم جبران باسيل.. لكن كل ذلك لا يؤثر على مبادرة الرئيس بري، ففي حال قرر الرئيس عون الاستغناء عن الثلث المعطل وتم حل عقدة الوزيرين المسيحيين تشكل الحكومة!”
اذا هي ال”سكيزوفرانيا” تضرب بقوة المعنيين بعملية التشكيل.. يتحدثون عن نية بتقديم التنازلات وبذل كل الجهود لانجاز عملية التأليف وفي الوقت عينه يستخدمون السلاح الثقيل في المواجهات المفتوحة بينهم..اما اللبنانيون فيكتفون بالمشاهدة.. الاكيد انهم لا يستجدون “اللعب الحلو”.. فلا شيء جميل بما يقترفه هؤلاء والناس بالطوابير امام محطات البنزين وتبحث لساعات عن علبة دواء لن تجدها.. لا تشكلوا حكومة..فلنرتطم لننهض من جديد على ان تبقوا في الهاوية وينهض الشعب بلبنان الجديد بقيادات جديدة..