ولذلك أيضاً، ارتفعت وتيرة التهديدات في الأسابيع الأخيرة باستقالات جماعية من مجلس النواب، لكونها السبيل الوحيد لفرض انتخابات نيابية مبكرة وسحب التكليف. اللافت في هذا السياق، أن الموقف الحقيقي لدى القوى السياسية من إمكان السير بخيار الانتخابات المبكرة غير واضح. فإذا كانت المشاريع المرتقبة للنواب، كتلاً أو فرادى، هي الاستقالة، فمن قال إن شيئاً سيتغير في التوازنات السياسية في البلد؟ والمفارقة أن الأكثر تضرراً من هذه الاستقالات والذهاب الى انتخابات مبكرة هما تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فيما هما يكثران من التهديد بالاستقالة. يُضاف إل ذلك أن هذه الاستقالات لا يُمكن أن تتمّ بقرار أحادي يتّخذه كل منهما، ولكل منهما اعتبارات تتعلق بباقي القوى السياسية. حتى لو اعتبر التيار الوطني الحر أن ذلك هو السبيل الوحيد لسحب التكليف من الحريري، ولو اضطر إلى أن يعبّد طريق الاستقالة لحزب «القوات» اللبنانية، فهل يفعلها وحيداً بلا تنسيق مع حليفه الأساسي «حزب الله»؟
وعليه، يعتبر أكثر من مصدر أن «البلد فعلياً دخل جوّ الانتخابات، والكلام كله صار من باب المزايدة الانتخابية، غيرَ أن تعبيد الطريق الى حكومة انتخابات أو انتخابات مبكرة ليسَ سهلاً كما يحكى، فتعطيل المجلس النيابي بالاستقالات، من دون ضمان حصول انتخابات، لا يمكن المغامرة به، لأن البلاد ستدخل حينها في الفراغ الكامل».