يقبع بالسجون منذ سنوات عقابا لهما على تأدية واجباتهما، اثنان من المدعيين العامين الذين أوقفوا شاحنات جهاز المخابرات التركي المحملة بالأسلحة، والتي اعتاد إرسالها إلى الجهاديين في سوريا، وفق ما كشف مؤخرا أحد زعماء المافيا.
عادت قضية شاحنات المخابرات التي كانت مصدر إزعاج للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للواجهة مرة أخرى، بعد أن اعترف زعيم المافيا التركي، سادات بكر، بأن الحكومة استغلته دون علمه لنقل السلاح إلى جبهة النصرة.
قبل 6 سنوات، كشف المدعيان العامان السابقان عثمان شيشمان وعزيز تاكجي عن معلومات أكثر بكثير من المعلومات التي شاركها مؤخرا سادات بكر عن شاحنات المخابرات، وذلك أثناء جلسة دفاعهما لدى المحكمة.
المدعي العام المحتجز أوزجان شيشمان، الذي أوقف شاحنات المخابرات قبل 6 سنوات، قال خلال محاكمه في المحكمة الجنائية العليا الثانية في طرسوس، إن الشاحنات المحملة بالذخيرة رافقها موظفين عموميين حتى غادرت بوابة الريحانية الحدودية.
وذكر شيشمان أنهم اكتشفوا أن بعض المسؤولين الحكوميين أوصلوا الأسلحة إلى منظمات إرهابية، وقال إنهم متورطون أيضًا في حوادث إرهابية مميتة مثل هجوم الريحانية في ميدنة هاتاي الحدودية مع سوريا، وأن ذلك تم اكتشافه بالصدفة في التحقيقات التي أجريت.
في القضية ذاتها، لا يمكن نسيان كلمات المدعي العام المحتجز عزيز تاكجي في المحكمة الجنائية العليا الثانية ببلدة طرسوس في مرسين وقوله “أنا لا أدافع هنا، أنا أكتب لائحة اتهام ستوجه لكم في المستقبل”.
حُكم على عثمان شيشمان بالسجن 17 عامًا و3 أشهر، وعزيز تاكجي بالسجن 26 عامًا.
اعتراف زعيم المافيا التركي، سادات بكر، الموالي السابق للنظام، كشف كذب الرواية الرسمية، وتعرُّض من فضحوا القضية للظلم، خاصة في ظل تصريحات سابقة لكبار المسؤلين الأتراك في القضية ذاتها.
فقد كان نائب حزب العدالة والتنمية الحالي ونائب حزب الحركة القومية سابقا طغرل تركيش كذب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء آنذاك أحمد داود أوغلو، بخصوص الأسلحة المضبوطة عام 2014 في شاحنات تابعة للمخابرات، مفترض أنها تحمل مساعدات بينما كانت في طريقها إلى الجهاديين في سوريا.
داود أوغلو وأردوغان زعما عقب افتضاح الأمر أن شحنة الأسلحة كانت مرسلة إلى التركمان في سوريا.
لكن تركيش المنتمي إلى التيار القومي التركي صرح في برنامج تلفزيوني خاص شارك فيه قبل انضمامه إلى حزب العدالة والتنمية أن الأسلحة المرسلة بالشاحنات لم تكن مرسلة إلى تركمان بايربوجاك كما ادعى رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان ورئيس الوزراء -الأسبق- أحمد داوود أوغلو.
وتابع تركاش: “أقسم بالله، تلك الأسلحة لم تذهب إلى التركمان. أنا أقول بناء عن علم ومعرفة. لدينا اتصالات مع تلك المنطقة. لدينا علاقات مع تركمان بايربوجاك والناس في حلب، هذه الأسلحة لم ترسل إلى التركمان”.
ماذا قال بهجلي عن إرسال حليفه الحالي أردوغان أسلحة إلى سوريا حينها؟
أعاد نشطاء في تركيا نشر تصريحات، زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي حول قضية شاحنات أسلحة جهاز المخابرات التركي المرسلة إلى الإرهابيين في سوريا، التي هاجم فيها الرئيس رجب أردوغان قبل أن يتحالف معه لاحقا.
قضية شاحنات الأسلحة المضبوط عام 2014، عادت إلى الواجهة مؤخرا، بعد اعترافات زعيم المافيا سادات بكر بتورطه في إيصال الأسلحة دون علمه أنها تذهب إلى جبهة النصرة وليس تركمان سوريا.
وفي ظل الجدل المثار عاود رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا تداول تصريحات قديمة لرئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، سبق وأن أدلى بها حول تلك القضية خلال مؤتمر جماهيري للانتخابات في مدينة بايبورت.
وكان بهجلي، الحليف السياسي الحالي للرئيس أردوغان، وصف الواقعة بأنها “كارثة” وأتهم أردوغان بدفع البلاد إلى “المستنقع” قائلا: “في أي دولة ديمقراطية وحضرية لن تظل الحكومة في منصبها بعد كارثة مشابهة لتلك المتعلقة بشاحنات المخابرات المرسلة إلى سوريا”.
واتهم بهجلي حزب العدالة والتنمية الحاكم حينها بتحوله إلى شريك لمهربي السلاح، قائلا: “كيف دفعت تركيا يا أردوغان إلى مثل هذا المستنقع؟ استنادا إلى أي قانون وحجة أخلاقية قامت حكومتك بتقديم السلاح والذخيرة إلى المعركة الدامية القائمة في الدولة المجاورة؟ وبأي صلاحية قدم أردوغان السلاح إلى الجماعات الدموية وما المصالح التي حققها من هذا؟”.
المصدر: متابعات