علي منتش -لبنان24
عادت السلبية لتخيم على الواقع الحكومي في لبنان، بعدما استطاع الرئيس سعد الحريري، حتى الان، استيعاب مبادرة الرئيس بري والتخفيف من زخمها من دون الدخول معه باشتباك سياسي او خلاف حكومي سيكون الحريري الخاسر الاكبر فيه.
فعليا لم يحصل شيء جديد في المفاوضات الحكومية، اذ وافق الحريري على ما كان قد وافق عليه ضمنيا سابقاً وعلى الذي باركته باريس خلال زيارة وزير خارجيتها جان ايف لودريان قبل اسابيع، فقبِل بحكومة من 24 وزيراً، كتجاوب شكلي مع مبادرة بري.
لكن اللقاء بين الطرفين الذي وصف بالايجابي، كان لقاءً عادياً، بالرغم من ان بري حاول اعطاء ابرة بنج سياسية بالتسويق لايجابيته ليحمي الحريري وتكليفه اياماً اضافية، لكن الحريري لم يعط اي ضمانة سياسية للتشكيل خلال اللقاء، بل طلب وقتا لبحث مسألة الوزيرين المسيحيين العالقين.
علما، ان الحريري، وبحسب المعلومات كان واضحا خلال اللقاء مع بري، ولم يتهرب في مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين، معطيا المسألة بعداً مرتبطاً بالصلاحيات وليس بالمحاصصة، مؤكدا انه من حقه كرئيس حكومة تسمية وزراء غير سنّة ولن يتخلى عن هذا الحق الدستوري.
وبعكس ما تم تداوله، لا مهلة زمنية محددة طلبها الحريري، حتى ان الساعات الاربع والعشرين التي حددت في بعض وسائل الاعلام ليس لها اساس من الصحة، وكل ما في الامر ان الحريري طلب وقتا ليدرس خياراته وموقفه من اقتراح بري لحل قضية الوزيرين.
لعل الايجابية الحقيقية ظهرت من لقاء “الخليلين” مع الوزير جبران باسيل، اذ حصل تقدم كبير في موضوع توزيع الحقائب على القوى السياسية، ولعل هذا الاجتماع قد تجاوز عقدة الوزيرين المسيحيين ليبحث توزيع الحقائب بإنتظار رد الحريري.
لكن، يبدو ان التيار الوطني الحر يستمر بما يشبه المناورة السياسية في اطار تحسين علاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ ان التيار الذي اعطى مهلة سابقاً لحزب الله من اجل حسم الموضوع الحكومي، ها هو يتجاوز مسألة الوقت ويتعاطى اعلاميا بإيجابية كبرى مع رئيس مجلس النواب.
وبدا من خلال اجواء اجتماع باسيل مع “الخليلين” ووفيق صفا بأن باسيل لن يعلن فشل المبادرة ولا الانسحاب منها، الا عندما يعلن الرئيس بري ذلك، فهو صاحبها وهو الذي يتواصل بشكل مباشر مع الرئيس سعد الحريري، وهذا ما اراح الاجواء الحكومية نسبيا.
وبحسب المعلومات فان البحث سيتركز في الساعات المقبلة على حسم مسألة الوزيرين المسيحيين بطريقة يكون فيها الحريري قد ساهم عمليا بتسمية احدهما، من دون معرفة ما اذا كانت مثل هذه الفكرة ستلقى تجاوبا من باسيل.
اضافت المعلومات بأن بري لن يكتفي بالتواصل مع الحريري بل سيتواصل بشكل مباشر مع رئيس الجمهورية في اطار مساعيه الحكومية..