سوريا وإيران على طاولة بايدن وبوتين.. والتنين الصيني همّ واشنطن الأكبر
ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
بعد مرور نحو 5 أشهر على تنصيبه، يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لعقد القمة الأولى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 16 حزيران الجاري. الاتصالات الأميركية-الروسية الأخيرة، وضمنها اللقاء بين وزيريْ الخارجية الأميركي والروسي أنتوني بلينكين وسيرغي لافروف في 20 أيار الفائت، تستحوذ على اهتمام الخبراء لتأثير العلاقة بين الخصميْن التقليدييْن على المشهديْن الدولي والإقليمي، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط. وفي مطالعتهم للاتصالات الثنائية هذه، يرى خبراء أنّها تكشف عن رغبة أميركية في ابتعاد موسكو عن بكين، بعدما أكّد مسؤولون أميركيون كبار أنّ بايدن وضع الصين وروسيا على قائمة أولوياته السياسية الخارجية.
دانيل بوشكوف، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، يشدّد على متانة العلاقة الروسية-الصينية إذ يرى أنّ “الشراكة الصينية-الروسية وطيدة كفايةً لتحمّل الانفتاح الأميركي الناشئ”، معتبراً أنّ الوقت ما زال مبكراً جداً للقول إنّ العلاقات الروسية-الأميركية تسير باتجاه العودة إلى طبيعتها. ويرجح الخبير تركيز قمة بوتين-بايدن على المسائل التي تطرّق إليها بلينكين ولافروف، معدّداً عدم انتشار الأسلحة والحد من التسلح والأوبئة والتغير المناخي وملفات كوريا الشمالية وأفغانستان وتوترات الشرق الأوسط بما فيها سوريا وإيران والتصعيد الفلسطيني-الإسرائيلي الأخير، وغيرها من المسائل الملحة ذات الاهتمام المشترك. كما يرجح الخبير أن يثير بايدن مخاوف بلاده، المتعلقة بمسائل عدة ومنها حقوق الإنسان انطلاقاً من قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، وملف أوكرانيا والأمن السيبراني.
لا يتوقع بوشكوف خرقاً نظراً إلى أنّ هذه القمة هي اللقاء الرفيع الأول بين البلديْن منذ سنوات، لافتاً إلى أنّ الاجتماع يُعقد في أعقاب علاقات مدمّرة ومتدهورة بشدة. في المقابل، يرجح بوشكوف نجاح الرئيسيْن في إرساء بعض من الاستقرار على مستوى العلاقات الثنائية، وذلك عبر التطرّق إلى أغلبية المسائل الملحة. كذلك، يتوقع الخبير مزيداً من التفاعل بين البلديْن، إذا ما نجحت واشنطن وموسكو في الحفاظ على أسلوب نقاش عملي ومنتج على غراء لقاء لافروف-بلينكين.
بوشكوف الذي يستبعد قدرة بايدن على دق إسفين بين روسيا والصين، يبرر بالقول إنّ البلديْن يدركان أنّ الوقوف في وجه ضغوط واشنطن يمثّل مصلحة مشتركة، “الأمر الذي يجعل العلاقات ثابتة ومنيعة في وجه الاضطرابات السياسية العالمية”. ولدى سؤاله عما إذا ستكثّف واشنطن جهودها لزرع الفتنة بين بكين وموسكو في المستقبل، يرجح الخبير أن تركز الولايات المتحدة على “ترقيع العلاقات مع موسكو في المستقبل القريب وذلك على صعيد المجالات المحتملة ذات الاهتمام المشترك”، سعياً من واشنطن إلى تفادي اندلاع مواجهة متزامنة مع موسكو وبكين على جبهتيْن.