علي منتش-لبنان24
حتى اللحظة، وبالرغم من عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، لا تزال الاجواء الحكومية سلبية، اذ لا شيء يوحي بتشكيل سريع للحكومة في ظل الخلاف الحاصل على بنود التسوية التي يطرحها الرئيس نبيه بري مع الرئيس الحريري، خصوصا لجهة تسمية الوزيرين المسيحين.
لكن السلبية التي باتت مسيطرة على المشهد الحكومي ، بالرغم من كل الجهود، لا تنفي امكانية الوصول الى تسوية بسبب الضغوط التي يمارسها الرئيس نبيه بري في هذا الشأن، خصوصا ان الحريري ليس في وارد الدخول في اشتباك مع “حليفه الاخير” لان ذلك سيقلب المشهد لصالح الرئيس ميشال عون.
لكن السؤال الواقعي هو، هل سيؤدي تشكيل الحكومة الى حل الازمة في لبنان او اقله تجميد الانهيار والبدء بمعالجته؟
وبحسب مصادر مطلعة فإن الاسلوب التي تشكل فيه الحكومة لا يوحي بالخير، خصوصا ان اطراف الخلاف لم تحل خلافاتهم، بل ان تسويات وضغوطا داخلية هي التي قد تؤدي الى تقديم تنازلات متبادلة، من دون ان يكون هناك اي نقاش حول الرؤية المشتركة للحلول او للخطوات التي من المفترض القيام بها.
وتعتبر المصادر ان التشكيل في حال حصل، سينقل الاشتباك بين فريق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من خارج مجلس الوزراء الى داخله، وبالتالي، وحتى لو لم يحصل اي فريق على الثلث المعطل او على النصف زائدا واحداً، غير ان التعطيل سيكون سيد الموقف في الحكومة الجديدة.
وتسأل المصادر، هل هناك اتفاق على كيفية التعاطي مع صندوق النقدي الدولي؟ او على مسألة رفع الدعم؟ او على خطة اقتصادية او مالية او نقدية؟ او على خطة الكهرباء؟ او على تلزيم المرفأ؟ او على التوجه شرقا؟ او على العلاقة مع سوريا؟ او على كيفية التعاطي مع النازحين؟ وغيرها من الاسئلة.. لا يبدو ان هناك اتفاق على شيء بل ان الخلافات في وجهات النظر هي المستحكمة.
وترى المصادر ان المرحلة الحالية، وبالرغم من صعوبتها معيشيا، لكنها مرحلة انتخابات، لذلك فإن كل فريق سياسي سيسعى الى تثبيت انتصاره والى افشال خصومه، وبالتالي فنحن امام مرحلة اشتباك وليس مرحلة إلتقاء وحلول، لان شد العصب الشعبي يفترض زيادة العصبية الحزبية والطائفية وتزخيم الخلافات.
وتلفت المصادر الى ان المساعي الحالية تشبه فكرة الزواج بالإكراه، فلا رئيس الجمهورية وفريقه يرغبون بالحريري رئيسا لحكومة العهد الاخيرة، ولا الحريري راغب في ان يشكل حكومة يكون لعون فيها هذه الحصة الوازنة، من هنا يرى البعض ان تشكيل الحكومة في ظل الظروف الحالية قد يكون اسوأ على البلد من عدم تشكيلها.