حسن هاشم -لبنان24
أوحت الأجواء التي عمل “التيار الوطني الحر” على إشاعتها في الساعات الأخيرة أنّ تكتّل “لبنان القوي” بات أمام “خيارات مفتوحة”، وهو متمسّك بـ”الأمل الأخير” المتمثّل بالمبادرة التي يعمل عليها رئيس مجلس النوّاب، نبيه برّي، والتي يلاقيه فيها البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لإخراج الأزمة الحكومية من عنق الزجاجة، في مهلة كان برّي تحدث عنها وهي لا تتعدّى الأسبوعَيْن.
وعلى الرّغم من المزاعم والأنباء التي تناولت وضع الرئيس المكلّف سعد الحريري في الخارج، إلا أنّ “أهل الحلّ والربط” والمعنيين بموضوع التأليف حاولوا إشاعة أجواء إيجابية يسودها شيء من الحذر، بانتظار أوّل خطوة سيقوم بها الرئيس المكلّف الذي عاد إلى بيروت ليل أمس، والحراك الذي سيقوم به الرئيس برّي والبطريرك الراعي.
بالعودة إلى “الخيارات المفتوحة” التي تحدّث عنها أكثر من مصدر في “التيار الوطني الحر”، فإنّ الاستقالة من المجلس النيابي قد تكون أحد مفاتيح الحلّ، “ولكن ليس على حساب الأجواء الإيجابية السائدة حالياً، ولذلك نحن نتريّث بانتظار ما ستفضي إليها الاتصالات الجارية، إلا أنّنا لن نبقى مكتوفي الأيدي إن استمرّت المراوحة ووصلنا إلى حائط مسدود آخر”، بحسب ما يقول عضو المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر”، وليد الأشقر.
بري في مهمة شاقة وصعبة: اعادة الثقة و”الكيمياء” بين عون والحريري
التأليف بين الإيجابية والإحراج المتبادل
وفي حديث لـ”لبنان 24″، يؤكّد الأشقر أنّ مسألة الاستقالة من المجلس النيابي تبحث جدياً في أروقة “التيار” وتكتّل “لبنان القوي”، لافتاً إلى “أنّنا نرى أنّها قد تكون مدخلاً إلى الحلّ في حال لم تُسجّل مساعي الرئيس برّي والبطريرك الراعي أيّ خرق على الصعيد الحكومي”.
ويرسم الأشقر خطوات ما يمكن وصفه بـ”السيناريو العوني” لخارطة الحلّ “والذي ينطلق من استقالة نيابية أولاً وصولاً – ربّما – إلى إجراء انتخابات رئاسية قبل موعد انتهاء ولاية الرئيس عون وهذا الخيار يدرس في حينه”.
وبحسب الأشقر، فإنّه “وفي حال قرّرنا السير بالاستقالة من المفترض أن يلاقينا بها حزب “القوات اللبنانية” الذي ينادي كذلك باستقالة جماعية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وفي هذه الحالة تسقط الميثاقية عن المجلس النيابي وبالتالي نذهب نحو تقصير ولايته والدعوة إلى انتخابات نيابية تجرى قبل موعدها”.
ويوضح الأشقر أنّه “عند إجراء الانتخابات النيابية التي سينبثق عنها مجلس جديد يسقط التكليف حكماً عن الرئيس المكلّف ما يستدعي دعوة رئيس الجمهورية إلى استشارات نيابية ملزمة في قصر بعبدا لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة”.
ويلفت إلى أنّ “الرئيس المكلّف الجديد سيعمل مباشرة على تشكيل حكومته في ظلّ التوازنات الجديدة التي ستفرزها الانتخابات ليعرضها أمام المجلس لتنال الثقة”.