النصف الممتلئ من الكوب

 

عماد موسى-نداء الوطن

آن الأوان ليكفّ اللبنانيون عن النق المتواصل والنظر بإيجابية إلى النصف الملآن من الكوب وعدم تحميل العهد مسؤولية المسار الإنحداري المؤدي في خلال أشهر إلى الهلاك التام. فلو لم يكن العهد قوياً بما فيه الكفاية لكنّا هلكنا و”احترق مسّينا” من زمان. ولكان الشيخ سعد الدين الحريري شكّل الحكومة التي يريد وانضرب التمثيل المسيحي والميثاقية وتوازن الرئاسات التي دفعنا ثمنها غالياً.

لو وقع انفجار مرفأ بيروت، ولم يكن الرئيس العماد ميشال عون في سدّة الرئاسة وأعطى توجيهاته لمحاسبة المقصّرين ومعالجة المصابين كانت المصيبة لتكون أكبر.

لو لم يعلن فخامة الجنرال حرباً من دون هوادة على الفساد لكان الفساد أعلن الحرب على الجنرال. المبادرة باغتت الفساد.

فلنكف عن جلد ذواتنا.

على الرغم من حال الطفر المؤكدة ها هو وزير الخزانة غازي وزني يوقّع على فتح اعتمادات لشراء الفيول كما لو أن الدنيا بألف خير. وزني من مصادر التفاؤل المستدام.

كان دولارنا يساوي 1500 ليرة، صار يساوي 13 ألفاً. وغدا سيكون لكل مواطن بطاقة تمويلية يسحب منها ما يبقيه فوق خط الفقر. بعدنا بألف خير بالنسبة لبوروندي.

لننظر بتفاؤل، نحن على أهبة الدخول إلى نادي الدول النفطية في خلال عشر سنوات.

ونحن من المنتمين إلى نادي الدول المنتصرة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فنزويلا، المملكة الحوثية، سورية ـ الأسد، إمارة غزة.

ونحن أعضاء في نادي المفلسين وما حدا من الدائنين إلو عين يطالبنا بسنت.

الوضع صعب قليلاً لكن طاقات الأمل موجودة.

بقليل من الصبر يمكن لأي مقاول الحصول على كيسين ترابة سوداء. وإن لم يوفق بترابة سوداء يبتاع ترابة بيضاء ويلوّنها.

بقليل من الصبر يمكن لمريض السرطان أن يؤمن دواءه من السوق السوداء، أو من الخارج إن توافرت له الإمكانات، وإن لم تتوافر فليصلِّ كثيراً وهو بأي حال محظوظ أنه غير مصاب بضمور العلاقات الشوكي.

بقليل من الصبر، يمكن لأي لبناني أن يملأ خزّان سيارته بـ 20 ألف ليرة كل 48 ساعة. أو أن يعود إلى الدرّاجة الهوائية أو أي وسيلة نقل صديقة للبيئة. الحمار صديق.

أنظروا يا ناس إلى النصف الممتلئ من الكوب.

كيلو الهبرة بـ 160 ألفاً. بلاها. كيلو الملفوف بـ 750 ليرة.

كيلو الدجاج يلامس الخمسين ألفا. بخمسين ألفاً يشتري اللبناني 20 مغلفاً من الشوربة بنكهة الدجاج السريعة التحضير.

إنقطع الغاز؟ موقدة على البلكون.

الا تجدين سيدتي ما تأكلينه، إنها فرصتك الذهبية حتى تنجحي بامتحان الدايت الذي فشلتِ به منذ عهد المغفور له الرئيس شارل حلو.

إنها فرصة ذهبية لابتداع طرائق حياة جديدة قد لا تتكرر.

Exit mobile version