خاص “لبنان 24″
حسمت عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت ليلا التكهنات والاقاويل التي راجت خلال اليومين الماضيين، عن بقائه في الخارج او اسباب مختلفة تحول دون عودته . وباتت الانظار متجهة الى اللقاء المرتقب بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في مساعي الاخير للتوصل الى حل للملف الحكومي، وسط معلومات تفيد بان بري سيتوجه الى بعبدا اليوم للقاء رئيس الجمهورية.
وفي الانتظار نشطت المواقف و”تسريبات” المصادر بشأن نتائج الاتصالات الجارية. فمصادر الرئيس الحريري جددت الحديث” عن محاولات لدفعه الى الاعتذار”، فيما قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في حديث صحافي صباح اليوم “ان شيئا ما غير مريح في المداولات القائمة، وهناك عدم وضوح في طرح الرئيس بري ، وفي شي منو راكب”.
واذ قال علوش “هناك مشكلة في تعيين الوزراء المسيحيين إذ كيف يمكن للرئيس عون ان يسمي وزراء مسيحيين ليس لديهم انتماء سياسي؟”، ردت مصادر على صلة بالمفاوضات الحكومية ب”ان الحريري لم يتجاوب مع مبادرة بري بالذهاب لحل وسطي لمسألة الوزيرين المسيحيين وكان في كل مرة يطلب يوما اضافيا للرد، لكن من دون جواب حتى الساعة”.
مصادر اخرى في تيار المستقبل قالت ليل امس”الحريري مستعد لتقديم الحلول شرط أن تكون وفق الأصول الدستورية، وهو لن يقبل بأن تفرض عليه تشكيلات وزارية من هنا أو من هناك، والهدف هو الحفاظ على صلاحيات رئاسة الحكومة بالدرجة الأولى”.
اما اوساط الرئيس نبيه بري فتقول “إن الصيغة التي سيعرضها تمكنه من الحكم على نيات الفريقين المعنيين بتشكيل الحكومة، في ظل تفاهم يضمّه مع حزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط، لسحب الغطاء عن الفريق المعرقل”.
بدورها تقول مصادر رئيس الجمهورية ” لدى الرئيس عون خيارات عديدة يمكن ان يتخذها في حال فشلت كل المساعي لولادة حكومية قريبة ، لكن اي خيار لم يحسم بعد”.
في هذا الوقت تحاول مصادر القصر الجمهوري سحب “فتيل التفجير الظاهر للمساعي الحكومية”والمتمثل بما تردد عن تشكيلتين حكوميتين قدمهما الرئيس عون للبطريرك الراعي، مشيرة الى “ان ما قدم هو خطوط عريضة كتصور لآلية يمكن البحث فيها وقدمت للبطريراك عشية الجلسة النيابية لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية بعدما كان الراعي قد طلب وضع افكار للنقاش في اطار الوساطة التي كان يقوم بها، كما قدم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل نسخة منها الى الرئيس بري خلال الجلسة النيابية”.
وفي السياق كانت لافتة التغريدة الصباحية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم وقال فيها “لا بد من التفتيش عن القوى الخفية التي تحول دون تشكيل الحكومة”.