ارشيف الموقع

الاعلام العبري: الاستخبارات الإسرائيلية عديمة الفائدة!

فشل الاستخبارات الاسرائيلية
الخنادق

“من نتائج معركة سيف القدس فشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وبوقتها المحدد ما يعبر عن فشل استخباراتي ومعلوماتي كبير”، هكذا لخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الفشل الاستخباراتي الذي منيت به “إسرائيل” نتيجة لمعركة “سيف القدس”، وذلك بعد أن عجزت قوات الاحتلال عن اغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية إضافة إلى عدم قدرتها على تدمير القاعدة الصاروخية وسلسلة الانفاق التي استخدمتها المقاومة في الحرب.

وهذا ما أكد عليه رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في مؤتمره الصحفي نهار الأربعاء الفائت، بعد أن أعلن أن الضرر الذي لحق بشبكة أنفاق المقاومة لم يصل إلى 5% وأن هذا الضرر سيعالج خلال وقت قصير، معتبرًا أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب فشلًا استخباراتيًّا كبيرًا، فهو خطط لسنوات لعملية يغتال خلالها الصف الأول للحركة بضربة واحدة، لكنهم فشلوا بذلك، في المقابل فإن استخبارات كتائب الشهيد عز الدين القسام كانت مطلعة على خطط الاحتلال الإسرائيلي، ولم تنطل عليهم خدعة الهجوم البري”.

الصحافة الإسرائيلية تعترف بفشل الاستخبارات

كثُر حديث الاعلام الاسرائيلي في الآونة الأخيرة -خلال هبة الأقصى وما تلاها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة- عن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، وتدور التساؤلات حول الفشل في التحضير للتكتيكات الصاروخية لحماس والذي أظهر هشاشة منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية“.

وتساءلت صحيفة جورساليم بوست وسط النقاشات التي اندلعت بسبب حرب غزة حول ما إذا “انهارت سياسة مدير الموساد يوسي كوهين في تسهيل التمويل القطري لحركة حماس، وهل أدى اندلاع الحرب إلى كشف ثغراتها؟ هل فشلت في تقدير احتمالية نشوب صراع مع حماس حول الانتخابات الفلسطينية والشيخ جراح والعنف اليهودي العربي داخل إسرائيل؟ هل فشلت في التحضير لتكتيكات حماس الصاروخية الأخيرة لاختراق درع الدفاع الجوي للقبة الحديدية؟”.

وكان وزراء في الحكومة الإسرائيلية قد وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لأداء المؤسسة الأمنية في الحرب على غزة، وذلك في الاجتماع الذي سبق قرار وقف إطلاق النار حسبما كشف تقرير لصحيفة إسرائيلية، وقد وصلت حدة الانتقادات لدرجة أنه تم وصف الاستخبارات الإسرائيلية بأنها “استخبارات عديمة الفائدة”، وذلك نتيجة “عجزها عن طرح أهداف من شأنها تغيير واقع الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة”، وخلال الاجتماع أكد المجتمعون على أن “هذا العدوان لم يحقق أي نتيجة عملياتية ناجحة”.

وكان رأس الهرم الإسرائيلي “نتنياهو” قد ادعى أن “حارس الأسوار” قد حققت انجازًا نوعيًا وهو “تدمير معظم مترو حماس” -إحدى المهام الرئيسية للعملية العسكرية- في إشارة إلى شبكة الانفاق التي تستخدمها فصائل المقاومة في قطاع غزة، لكن الوزراء الإسرائيليون أجمعوا أن سلاح الجو الإسرائيلي “فشل في تدمير معظم الأنفاق الدفاعية لحماس”، وتساءلوا عن كيفية استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع المحاصر حتى نهاية العملية العسكرية، منتقدين الفشل الذريع في الوصول إلى القيادات البارزة في حركة “حماس”، بحجم يحيى السنوار أو محمد الضيف.

وأشار رئيس تحرير صحيفة “هآرتس” ألوف بن أن، إلى أن معركة “سيف القدس” أوضحت مكامن الضعف لدى كيان الاحتلال ليس فقط من الجانب الاستخباراتي الاستراتيجي انما من الجانب الاستخباراتي التكتيكي أيضًا، “إلى جانب الإخفاق الاستخباراتي الاستراتيجي والاستخفاف بنوايا حماس وقدراتها، برز أيضًا الفشل الاستخباراتي التكتيكي، حيث لم يجمع الجيش الإسرائيلي ما يكفي من الأهداف النوعية في غزة، والتي يمكن أن يؤدي المسّ بها إلى انهيار الحافز وقدرة حماس على مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية. صحيح أن سلاح الجو ضرب أهدافًا كثيرة ستضطر حماس للعمل على إعادة بنائها، لكن هذا لم يكن كافيًا”.

إذًا، وبعد اعتراف الداخل الإسرائيلي بفشل القبة الحديدية، جاء اليوم الدور على الاستخبارات الإسرائيلية، وفيما حمل البعض المسؤولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر البعض الآخر أن ساحة القرار كانت وستبقى عند كل من المستويين العسكري والأمني، وبالتالي فإن أصل الفشل هو استخباراتي عسكري قبل أن يكون سياسيًا أو متعلقًا بالقرارات الحكومية، فهل جاءت خطوة تعيين رئيس جديد للموساد خلفًا لـ “يوسي كوهين” في إطار لملمت ما خلفه انتصار المقاومة الفلسطينية من شرخٍ في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى