سلاح غزة بين امس واليوم


بدأت صناعة السلاح في قطاع غزة مع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وبدأت الجماعات الجهادية تطور منظومتها العسكرية وخصوصا منظومة الصواريخ. وقد بدأت كاجتهادات فردية إلى أن قامت بعض الدول بمد يد العون وكانت عملية صناعة المتفجرات والصواريخ عملية بدائية وذهب ضحيتها كثيرون وفقد البعض أطرافهم بسببها. الصواريخ في البداية كانت تصل إلى بضع كيلومترات لكن بعد عقد من الزمن تصل الآن إلى عشرات الكيلومترات.
الصواريخ التي تطلق من غزة على إسرائيل تطورت مع الوقت فأضحت تصل لعشرات الكيلومترات

بعد حرب عام2006، بدأت المقاومة الفلسطينية تطوير نموذج فلسطيني، يرتكز على فكرة الأنفاق والحرب بالصواريخ. وجدت إرادة فلسطينية جامحة بهذا الاتجاه وإمكانيات عند إيران وحزب الله، فالتقت الرغبة الفلسطينية والإيرانية وأنتجت منظومة الصواريخ الحالية.

بالنسبة للصناعة الداخلية فالصناعة الداخلية هي الأهم فخطوط الإمدادات تنقطع بسبب النظام المصري الجديد، بسبب أجندة خاصة بعكس ما كان يسمح به نظام مبارك ونظام الإخوان في مصر. فالنظام المصري الجديد يقطع خطوط الإمداد أرضاءً لرغبة قومية وإقليمية ترضي جميع الأطراف في المنطقة. فالمصدر المهم هو التصنيع المحلي وإسرائيل قصفت بالصواريخ مرات عدة مصانع تصليح هذه الأسلحة خلال حرب غزة الماضية.
وكان للشهيد عماد مغنية دور كبير في هذه المنظومة فهو من ارسل للمقاومة الفلسطينية اقراص مدمجة لتعليمهم كيفية تصنيع عبوات من مواد بدائية، وأرسل لهم السلاح عند اكتشاف تيار مائي بين سيناء وغزة، فكانت حمولات السلاح الخفيف تلقى في نقطة معينة لينقلها التيار إلى شواطئ القطاع، كما عبرّت مختلف أنواع الأسلحة بعد تعبيد خط إيران، السودان، مصر فغزة.
وهو أول من أدخل السلاح من خارج فلسطين إلى داخل قطاع غزة، بحسب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبدالله شلح.
لم يكتفِ الشهيد مغنية بالمعاينة عن بعد فقد زار غزة وتفقّد وعاين مصانع الصواريخ بنفسه.
يقول البعض أنه شارك شخصياً في اجتماعات مع مسؤولي الفصائل للبحث في سبل تطوير الانتفاضة
كذلك إيران تمثل جهة محورية لإمداد حماس والجهاد الإسلامي بالأسلحة
وتحظى حماس والجهاد الإسلامي بدعم إيراني في مساعيهما للحصول على الأسلحة

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفديو المصورة لرجال يهتفون للشهيد المجاهد “قاسم سليماني” ويقولون “يالا ثارات سليماني، يا قاصم الجبارين” لحظة اطلاق المقاومة الفلسطينية في غزة للصواريخ على مواقع العدو الصهيوني في الداخل المحتل والقدس.

واطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجمهور المقاومة العديد من الهاشتاغات مستذكرين الدور الكبير الذي لعبه الشهيد في دعم المقاومة في فلسطين والعالم على جميع المستويات، ومؤكدين لانه لو كان حاضرا اليوم لكان متصدرا الصفوف الاوائل في الدفاع عن اولى القبلتين والمقاومة حتى تحرير كامل الارض من دنس الاحتلال الصهيوني الغاصب.

و قال ممثل حركة حماس في طهران، في إشارة إلى صاروخ عياش، ان هذه التكنولوجيا كانت من افكار اللواء الحاج قاسم سليماني التي شاركها معنا وحولناها الى تكنولوجيا محلية، وأخيراً تمكنا من استهداف بطاريات القبة الحديدية.

أطلقت الفصائل الفسلطينية أكثر من 3100 صاروخ باتجاه إسرائيل خلال 8 أيام تقريباً، بحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي، فيما أعلن المتحدث باسم حماس أن الفصائل في القطاع “جهزت نفسها لقصف تل أبيب ستة أشهر متواصلة”.
فالمناطق التي كانت آمنة في العمق الإسرائيلي لم تعد كذلك بعد اليوم. فالصواريخ تطال حتى ما يسمى تل أبيب الكبرى. أي أن الصواريخ التي تمتلكها المقاومة الإسلامية تهدد إسرائيل بشكل استراتيجي.

يقول الخبراء إن الفصائل الفلسطينية أدركت الثغرات في نظام القبةالحديدية الإسرائيلي. ولذا فإن الفصائل تقوم بعمليات إطلاق صواريخ جماعية وفي عدة اتجاهات حيث يعجز النظام الدفاعي الإسرائيلي عن صدّها

وفي هذا السياق، أكد الناطق العسكري باسم “كتائب المجاهدين” أن الكتائب والمقاومة الفلسطينية “ما زالت مستمرة لنصنع النصر بإذن الله تعالى”. وقال متوجهاً بالخطاب للاحتلال الإسرائيلي إن المقاومة الفلسطينية “ما زال في جعبتها الكثير والكثير من المفاجآت التي لن تتوقعها، وكلما ازددت في الاعتداء على أهلنا في القدس وغزة سيكون القادم أكبر وأشد”.

ملك الموسوي 27/5/2021

Exit mobile version