قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن اعترافات زعيم المافيا التركي، سادات بكر، بجرائمه تهز حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ونشرت “واشنطن بوست” مقالا تحليليا لها حول سلسلة مقاطع الفيديو التي ينشرها سادات بكر على قناته الخاصة على اليوتيوب، وتحظى بمشاهدات مليونية.
“واشنطن بوست” أوضحت أن اعترافات زعيم المافيا التركي، سادات بكر، جمدت الأوساط في تركيا، ولكنها هزت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن أحد الأشياء التي تجعل ادعاءات بكر ضارة للغاية هي اعترافاته بالدور الذي قال إنه لعبه في ارتكاب أعمال إجرامية نيابة عن الأسماء القوية في الحكومة التركية.
وأكدت الصحيفة أن مثل هذه الإدعاءات تسبب ضيقا لحكومة أردوغان، خاصة في فترة تتضاءل شعبيته وسط التدهور الاقتصادي ووباء فيروس كورونا.
وأكدت واشنطن بوست أن هذه الأزمة يبدو إنها لن تنتهي قريبا، لأن بكر الذي نشر سبعة مقاطع فيديو، يقول إنه سيشارك 5 فيديوات أخرى.
كيف يتصدى أردوغان لاتهامات زعيم المافيا؟
قرر الرئيس التركي رجب أردوغان، اتخاذ موقف مؤيد ومدافع عن وزير داخليته سليمان صويل الذي يواجه مزاعم بالفساد وجرائم أخرى وجهها له ولمسؤولين وحلفاء آخرين لأردوغان، سادات بكر زعيم المافيا الهارب.
قال أردوغان خلال اجتماع الأربعاء مع تكتل نواب حزب العدالة والتنمية، إن الهدف من مقاطع الفيديو التي ينشرها سادات بكر منذ نحو شهر هو إلحاق الضرر بتركيا.
الرئيس التركي قال في أول تعليق على اتهامات سادات بكر، إن الحكومة ستلاحق مجرمي الجريمة المنظمة في جميع أنحاء العالم، وقال إنهم سيحبطون “كل المؤامرات الخبيثة المحاكة ضد تركيا. شعبنا يعلم جيدا من يقف إلى جانب المنظمات الإرهابية والعصابات الإجرامية”.
ودافع أردوغان عن سليمان صويلو قائلا: الهدف ليس وزير الداخلية وإنما هو عرقلة بناء تركيا الكبرى والقوية”.
وتسببت اتهامات سادات بكر في نقاش واسع داخل الأروقة السياسية في تركيا حول استقالة وزير الداخلية، سليمان صويلو.
ونشرت صحيفة الجارديان، تحليلاً إخبارياً لمزاعم سادات بكر التي أوردها في مقاطع فيديو بثها من حيث يقيم حاليا في الإمارات، مستهدفا مسئولين حاليين وسابقين في حكومة الرئيس التركي، رجب أردوغان.
وأوضح مقال الجارديان، أن توقيت مقاطع الفيديو التي ينشرها سادات بكر والتي تبلغ نحو ساعة، لها تأثير مدمر على رئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب تراجع شعبية الحزب الحاكم، وفق استطلاعات الرأي بسبب الأزمة الاقتصادية وعدم إدارة أزمة وباء كورونا بشكل جيد.
أشارت الصحيفة إلى أن سادات بكر اتهم شخصيات بارزة في الحكومة بادعاءات مثل القتل والاغتصاب والفساد وتهريب المخدرات.
وورد في التحليل أن مزاعم بكر تدعم “شكوك الأتراك بأن العلاقة بين المؤسسة الحاكمة والمافيا التي كانت تنتشر في السنوات الأخيرة لا تزال مستمرة”.
من جهتها قالت صحيفة جمهوريت إن الاتجاه السائد في كواليس جناح السلطة أن الرئيس رجب أردوغان، يدعم وزير داخليته سليمان صويلو.
وهناك نقاش داخل الأروقة السياسية في تركيا حول أن استقالة وزير الداخلية، سليمان صويلو، أو إقالته في الوقت الحالي سيعطي رسالة بأن السلطات التركية خسرت المعركة أمام المافيا وأن أردوغان لن يقيل صويلو أبدا قبل انتهاء الأزمة الحالية.
وكان صويلو أحد الشخصيات التي استهدفها زعيم المافيا، سادات بكر، خلال التسجيلات المصورة التي قام بنشرها على مدار الشهر الماضي.
صويلو علق على اتهامات سادات بكر خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني على قناة خبر تورك مع المذيع باريش جولار، وهو نجل وزير الداخلية السابق معمر جولار أحد أبرز المدانين خلال تحقيقات الفساد والرشوة نهاية عام 2013، بقوله “إن هناك عددا من الأحداث تتعلق بنجل وزير الداخلية السابق، من بينها العثور على ماكينات عد الأوراق المالية داخل منزله”. وأثار ذلك تساؤلات حول ما إن كان صويلو يسعى إلى إرسال رسالة إلى أردوغان تطالبه بمساندته في هذه الأزمة كما سبق أن لم يسمح بمحاكمة الوزراء السابقين الأربعة الذين تورطوا في ممارسات فساد في ذلك العام.
أي أن صويلو حاول إرسال رسالة خفية إلى أردوغان مفادها أن الوضع الآن ليس مختلفا عن السابق (2013) خاصة حيث أنه حاول خلال الحلقة إظهار الهجوم عليه وعلى رجال أردوغان الآخرين من أمثال صهره ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، على أنه عملية تتعرض لها تركيا اليوم على يد زعيم المافيا المتعاون مع القوى الداخلية والخارجية، ولذلك يجب اعتبار هذه الحملة الجديدة محاولة انقلاب على الحكومة مثلما سبق أن تم اعتبار تحقيقات الفساد والرشوة محاولة انقلاب لتندلع بعدها عمليات مضادة لكل قادة وأعضاء الأمن والقضاء والبيروقراطيين الذين شاركوا في هذه التحقيقات.
وتدور الأحاديث أيضا حول اتخاذ وزارة العدل إجراءات خلال فترة قريبة لشن حملة مضادة ضد سادات بكر وأسماء على صلة به بناء على تعليمات من أردوغان.
هذا وتشير الأحاديث المثارة إلى بدء وزارة العدل عملية قانونية متكاملة ضد سادات بكر وادعاءاته، وأنه لن يكون من الغريب امتثال بكر أمام القضاء التركي خلال فترة قريبة بعد إعادته إلى البلاد.
كيف سيتعامل أردوغان مع تهديدات زعيم المافيا سادات بكر؟
تناول حساب (نبض تركيا) على تويتر، المهتم بتحليل الأحداث التركية، تصريحات زعيم المافيا التركي سادات بكر، بعد أن تسببت في ظهور فضائح لنظام أردوغان ورجاله.
واعتبر الحساب الشهير أن هناك تهديدًا مبطنًا لأردوغان بغرض إجباره على وقف الحملة الأمنية التي انطلقت ضد زعيم المافيا في أبريل الماضي، في مقابل عدم إظهار المزيد من تلك الفضائح.
ورغم اتهام سادات بكر عددا من الشخصيات بالتورط في قضايا مخالفة للقانون، مثل تجارة المخدرات والسلاح، من بينهم وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو ووزير الداخلية والعدل الأسبق محمد آغار، لم يتحرك الادعاء العام للتحقيق مع أي من هؤلاء.
وقال “نبض تركيا” الذي يتابعه على تويتر أكثر من 30 ألف شخص، تعليقا على آخر تصريحات سادات بكر الذي كان من أشد المدافعين عن أردوغان “زعيم المافيا التركية سادات بكر كشف عن فضائح عديدة تورط فيها نظام أردوغان لكن بحسب رأيي أن اعترافه بهجوم رجاله على صحيفة حريت التابعة لمجموعة دوغان الإعلامية في 2015 كان من أكبرها لحدوثه قبيل انقلاب 2016 الفاشل الذي هو من أكبر المؤامرات التي شهدها العالم بدون شك”.
أضاف: “فقد خطط أردوغان مع حلفائه القوميين “المحافظين” و”العلمانيين” (حزبا الحركة القومية والوطن) لتصفية الجيش لرفضه العملية العسكرية في سوريا عام 2016 التي كانت ستمهد الطريق لتجارة الأسلحة التي تحدث عنها زعيم المافيا. لذلك كان يجب قبل كل شيء إزالة العناصر التي ستمنع تدبير هذه المؤامرة”.
ولفت إلى أن “الإعلام الحر أو غير الخاضع لأردوغان كان من أهم العناصر التي ستحول دون تسويق هذه المؤامرة على أنها محاولة انقلاب من خلال نشر الحقائق، مما اقتضى إعادة تصميم كل المؤسسات الإعلامية لكي يبقى الميدان لإعلام أردوغان ويقلب الحقائق رأسا على عقب كما يحلو له بكل سهولة.”
وأشار إلى أن “إعادة تصميم الإعلام قبيل هذه المؤامرة الكبرى بدأت بهجوم صحيفة حريت/مجموعة دوغان، كما اعترف زعيم المافيا، حيث كان الهدف إرهاب مالكها رجل الأعمال آيدين دوغان والسيطرة على إعلامه. وقد تحقق ذلك حيث اضطر دوغان أخيرا لبيع مؤسسات إعلامه لرجل الأعمال دمير أورين من رجال أردوغان”.
ولفت إلى أنه “قد يعترض معترض على هذه التغريدة انطلاقًا من أن مجموعة دوغان ابتاعها يلدريم دمير أورين باسم أردوغان أو نيابة عنه في 2018 لكن هذا لا ينفي صحة تحليلنا، ذلك لأن مالك مجموعة دوغان خاف بعد هذا الهجوم قائلا: أنا صاحب أحفاد، وسخر مؤسساته الإعلامية لمشروع أردوغان منذ ذلك الوقت (2015).
وأردف: “وقد كان أحمد هاكان ضمن كتاب صحيفة حريت الذين تعرضوا للهجوم من قبل أنصار/حلفاء أردوغان في 2015 أيضا، مما أسفر عن كسر أنفه وضلوعه، ليصبح فيما بعد مواليا لأردوغان بشكل كامل وهو الآن رئيس تحرير “حريت” ويدافع بشراسة عن أطروحات النظام. والمثير أن قناة سي أن أن ترك التي كانت تتبع حينها لمجموعة دوغان تولت مهمة تقديم “انقلاب أردوغان على ذاته” على أنه محاولة انقلاب فاشلة دبرته جماعة فتح الله كولن، حيث فتحت شاشتها لأردوغان ليتمكن من إجراء مكالمته الشهيرة عبر برنامج فيس تايم لتسويق روايته عن هذه المؤامرة القذرة”.
وتابع: “واللافت أن زعيم المافيا سادات بكر يصف المالك الجديد لمجموعة دوغان الإعلامية يلدريم أورين بأنه “الوسيط” و”الوديع” الذي يحرس بضاعة غيره، في إشارة منه إلى أن أردوغان هو المالك الحقيقي لهذه المجموعة. بمعنى أنه يهدد أردوغان قائلاً: أعلم كل شيء، لسحبه إلى طاولة المفاوضة وإغلاق ملفاته.
واستطرد (نبض تركيا) بالقول: “استمرت إعادة تصميم الإعلام قبيل مؤامرة الانقلاب بالسيطرة على مجموعة “إيباك” في عام 2015 أيضًا، ثم مجموعة فضاء (صحيفة زمان ووكالة جيهان) في بدايات 2016 بتهمة صلتهما بحركة الخدمة. وهكذا تم حرمان الشعب التركي من مجموعات دوغان “العلمانية”، وإيباك وفضاء “المحافظتين”. سيطرة أردوغان على هذه المجموعات الإعلامية الثلاث التي كانت تضم أكبر المؤسسات المرئية والمكتوبة تركت “العلمانيين” و”المحافظين” و”المتدينين” عرضة لعملية اختراق العقول وتشكيل الأذهان ليؤمنوا “الصورة” المقدمة لهم من إعلام أردوغان “الإسلامي” وإعلام “القوميين” بشقيه المحافظ والعلماني”.
ولفت إلى أنه “بعد إزالة عائق الإعلام، أقدم أردوغان بالتواطؤ مع حلفائه على تنفيذ أكبر مؤامرات العالم / الانقلاب المدبر في 16 تموز 2016، وقام بتصفية جميع الجنرالات والضباط، بل الطلبة العسكريين، بدعوى انتمائهم لحركة الخدمة ليتم فتح المجال أمام التدخل العسكري في سوريا؛ أكبر بوابة لتجارة الأسلحة”.
واصل نبض تركيا قائلا: “أكبر اتهام يوجهه زعيم المافيا سادات بكر لنظام أردوغان هو تجارة المخدرات والأسلحة، وهما نفس الاتهام الذي وجهه اليوم (أمس الجمعة) زعيم المافيا الآخر سركان كورتولموش الذي أعلن أنه مستعد للكشف لكل من الولايات المتحدة وروسيا الفضائح التي تورط فيها نظام أردوغان في سوريا وعموم المنطقة”.
نبض تركيا قال: “إن الرئيس التركي بعد خروجه عن الإطار القانوني والشرعي في 2013، وتحالفه مع مخلفات الدولة العميقة المافيوية، قضى على كل الوطنيين الحقيقيين من خلال اتهام جميعهم بالانتماء إلى سفسطة منظمة فتح الله كولن وعرّض الجيش لإهانة غير مسبوقة في سبيل أموال قدرة من تجارة الأسلحة والمخدرات في المنطقة”.
واعتبر أن الخطورة تكمن في أن “زعيم المافيا سادات بكر يهدد نظام أردوغان بالكشف عن مزيد من الفضائح التي تورط فيها أنثاء الانقلاب الفاشل والعمليات الخارجية. هناك مزاعم باحتمالية الانقلاب بعد ظهور هذه الفضائح. أنا أرى هذا بعيدا لكن ليس مستحيلا، فقد يتجه البعض في الجيش لتوظيف “الغضب المتراكم” في إسقاط أردوغان”.
واختتم نبض تركيا: “لكن هناك احتمال آخر وهو أن أردوغان قد يحاول إنقاذ نظامه من خلال إقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، حاملا إياه كل العمليات غير القانونية، بما فيها العمليات المنفذة ضد جماعة فتح الله كولن، زاعما أنه تعرض للخداع بشأن هذه الجماعة، كما سبق أن ساق ادعاء مماثلا في تحقيقات أرجنكون. مهما كان الأمر فإن المحقق هو أن أردوغان يلتقط أنفاسه الأخيرة في “المستنقع” الذي أنشأه مع حلفائه من الكيانات غير القانونية، مثل مخلفات الأطلسيين والأوراسيين، والآن يحاولون البقاء في الحياة بوضع أقدامهم على كاهل بعضهم البعض في ذلك المستنقع”، على حد تعبيره.
كيليتشدار أوغلو: أردوغان سلم تركيا إلى عصابات المافيا
بدوره قال زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو خلال اجتماع مع أعضاء حزبه، إن الرئيس التركي، تحول إلى مشكلة أمن قومي بالنسبة لتركيا إذ سلّم البلاد إلى عصابات المافيا.
وتابع زعيم المعارضة التركية: “النظام الحالي في تركيا هو قوة سياسية تستسلم للمافيا. قوة سياسية تشتريها المافيا. وهذا ما يحدث عندما تبتعد عن سيادة القانون. في 29 أغسطس 2018، في اجتماع مجلس الحزب، استخدمت العبارات التالية؛ إذا لم تقم بإضفاء الطابع الديمقراطي على الدولة، يمكن للدولة أن تتحول بسرعة إلى تنظيم إجرامي منظم”.
كما أشار كيليتشدار أوغلو إلى أنه كذلك قال في اجتماع عقده في 16 أكتوبر 2018، “إذا لم تستوفِ متطلبات سيادة القانون، ستنتهي دولة القانون، وستتحول إلى تنظيم إجرامية منظم”، مؤكدا أنه ذكر ذلك في الوقت المناسب، ولكن لم يكن لديهم تطلع إلى المستقبل.
وإذ حظيت التسجيلات المصورة لزعيم المافيا التركي سادات بكر، والتي يبثها من دبي، بملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة علّق كيلتشدار أوغلو متعجبا، “ما نوع البلد التي ينشر فيها زعيم المافيا بيانا ويتابعه الملايين؟؟”.
وشدد كيلتشدار أوغلو على أنه حان الوقت لأن لكي يودع أردوغان السلطة، وإجراء انتخابات مبكرة، داعيا أردوغان لعدم الخوف من الشعب وإجراء انتخابات.
ورفعت دعاوى قضائية في تركيا للتحقيق مع الأشخاص الذين وردت أسمائهم في مقاطع الفيديو التي نشرها سادات بكر على مدار الشهر الماضي، وبينهم وزير الداخلية سليمان صويلو، لكن القضاء لم يتحرك حتى الآن.
أكشنار لأردوغان: إلى متى ستلتزم الصمت تجاه ما يحدث في البلاد؟
انتقدت رئيسة حزب الخير، ميرال أكشنار، صمت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجاه الفضائح التي كشف عنها زعيم المافيا التركي.
وطالبت أكشنار يوم الثلاثاء الرئيس التركي بإتخاذ موقف تجاه ما يحدث والقيام بمسؤولياته، و”عدم إهانة تركيا بأفعاله الخادعة وغير المنتظمة”.
وأوضحت أكشنار أن عاصفة مقاطع فيديو سادات بكر هبت في تركيا، وأنها لم تصبح فضيحة لحزب العدالة والتنمية فقط، بل لتركيا كلها.
وأكدت أكشنار أن مثل هذه الفضائح وهذا القبح لا تشاهده تركيا فقط، بل العالم كله، فالآن يتم الإساءة إلى سمعة تركيا التي باتت على المحك.
وشددت رئيسة حزب الخير على أن محاسبة التورطين في الأحداث لا يمكن بمقاطع الفيديو، بل من خلال عملية قضائية شفافة تحقق في جميع الادعاءات.
كما طالبت أكشنار بإقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، وبدء التحقيقات معه ومع كل من تورط، لأن العدل يتطلب ذلك.
وأشارت أكشنار إلى أن الوضع في تركيا مزري، فالاقتصاد في العناية المركزة، والعدل مصاب بجروح بالغة، والديمقراطية توفاها الله، ولا أحد يهتم.
بعد اعترافات سادات بكر.. بدء التحقيق بمقتل الصحفي القبرصي كوتلو أدالي
فتح الادعاء العام في تركيا تحقيقًا ضد أتيلا بكر شقيق زعيم المافيا التركي، سادات بكر، في جريمة مقتل الصحفي القبرصي كوتلو أدالي.
التحقيق يعد الأول الذي تجريه السلطات بعد سلسلة مقاطع الفيديو التي نشرها سادات بكر من محل إقامته الجديد في الإمارات، ويفضح خلالها جرائم رجال الدولة بالتعاون مع المافيا.
وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إنه أمر ببدء التحقيق في واقعة اغتيال أدالي الذي قتل في هجوم مسلح أمام منزله في السادس من يوليو 1996.
ونشر سادات بكر تدوينة على تويتر، أوضح خلالها أن أتيلا بكر الذي تم توقيفه هذا الأسبوع، أطلق سراحه بشرط الرقابة القضائية، قبل ظهور تصريحات شقيقه بشأن مقتل كوتلو أدالي.
وأول أمس، اعتقلت السلطات التركية أتيلا بكر من منزله في بلدة “فتحية” بمحافظة موغلا التركية، بعد العثور على سلاح غير مرخص في منزله. وبعد التحقيق معه تم الإفراج عنه بشرط المراقبة القضائية.
وكان سادات بكر، قد أوضح سابقا أنه تم تكليفه من قبل المقدم السابق في المخابرات التركية، كوركوت أكان، ووزير داخلية تركيا الأسبق محمد أغار، بتصفية الصحفي القبرصي كوتلو أدالي، وأنه أوكل الأمر إلى شيققه أتيلا بكر مشيرا إلى أن أكان أعطى شقيقه مسدسا من طراز “Uzi” وعلمه كيفية استخدامه وكيفية تفكيك وتثبيت كاتم الصوت، ولكنه لم ينفذ هذه المهمة.
وأكد سادات بكر أن رجال أكان هم من نفذوا مهمة اغتيال الصحفي أدالي بعد ذلك.
ويرى خبراء أن زعيم المافيا سادات بكر أوقع وزير الداخلية سليمان صويلو في الفخّ، بالإعلان عن أنه كلف شقيقه باغتيال الصحفي القبرصي أدالي، بأمر من رجال كوركوت أكان ومحمد أغار، لكنه لم ينفذ العملية لأمر ما، ليستكمل المهمة في وقت لاحق رجالهما، حيث دفع سادات بكر وزير الداخلية إلى فتح تحقيق بحق شقيقه ليتجه الأخير إلى النيابة العامة ويدلي بأقواله وتدخل القضية ضمن السجلات القضائية.
فضلاً عن أن زعيم المافيا أثبت بخطوته هذه مدعاه بأن مؤسسة القضاء تقع تحت الإرادة السياسية وليست مستقلة، حيث أمر سليمان صويلو بفتح تحقيق مع شقيق زعيم المافيا مع أنه لم ينفذ عملية الاغتيال، وكان وسيطًا فقط، في حين أنه لم يفعل أي شيء ضد كوركوت أكان ومحمد أغار رغم أنهما من أصدر أمرا باغتيال الكاتب القبرصي كوتلو أدالي.
كررها 16 مرة خلال دقيقة.. برلماني تركي: من يحصل شهريًا على 10 آلاف دولار من المافيا؟
ظل البرلماني المعارض عن حزب الشعب الجمهوري، محمود تونال، يكرر سؤال “من السياسي الذي يحصل شهريا على 10 آلاف دولار من المافيا؟” خلال كلمته في البرلمان لنحو 16 مرة لمدة دقيقة واحدة، ليحظى بعدها بتصفيق حار من نواب المعارضة.
وكان وزير الداخلية زعم خلال لقاء تلفزيوني هذا الأسبوع أن أحد البرلمانيين يحصل من المافيا، على 10 آلاف دولار شهريا، بينما كان يدافع عن نفسه تجاه اتهامات زعيم المافيا سادات بكر له بالتورط في تجارة المخدرات.
تصريحات وزير الداخلية اعتبرها محللون محاولة لجعل الرئيس رجب أردوغان يشعر بالقلق ودفعه لعدم التفكير في إقالة صويلو من منصبه استجابة لمطالب المعارضة، مشيرين إلى أن “السياسي” المقصود هو متين كولونك المساعد الوثيق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والموكل بالشبكات السرية التركية في أوروبا.
وكانت مجموعة نواب حزب الشعب الجمهوري قد تقدمت مؤخرا بطلب إلى رئيس البرلمان، مصطفى شانتوب، للتحقيق في هذه الادعاءات.
القضاء الأمريكي بحث منذ 5 سنوات عن شريك نجل يلدريم بتجارة المخدرات
اتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث منذ ما يقرب من 5 سنوات عن التركي “خليل فالايلي” أحد الأسماء التي كشف عنها زعيم المافيا التركي سادات بكر، بتهم تهريب المخدرات وغسيل الأموال.
خليل فالايلي واحد من الأشخاص الذين فجر عنهم زعيم المافيا التركية، سادات بكر، مؤخرا فضيحة كبرى، حيث أوضح أن فالايلي شريك إركان يلدريم نجل رئيس وزراء تركيا السابق، بن علي يلدريم، في تجارة المخدرات.
وهناك دعوى قضائية مرفوعة ضد فالايالي في ولاية فرجينيا الأمريكية. ملف القضية معلق لأنه لا يمكن إجراء محاكمة غيابية في الولايات المتحدة.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن خليل فالايالي وشقيقه حسنو فالايالي وأوزغور دمير، متهمون بغسل ممتلكات وأموال تم جلبها بطريقة غير مشروعة من الخارج بوسائل مالية في ولاية فرجينيا.
وبما أن خليل فالايالي وشركاه هاربون، فإن الدعوى معلقة. في الولايات المتحدة، إذا لم يتم القبض على المتهمين، فلا يمكن محاكمتهم غيابيًا.
ونشر سادات بكر هذا الأسبوع من مقر إقامته الجديد في دبي مقطع فيديو عبر يوتيوب، كشف خلاله أن إركان كان قد توجه إلى فنزويلا خلال شهري يناير وفبراير الماضيين لاعتمادها كمصدر جديد للمخدرات، وأن شريكه في هذا الأمر هو خليل فالايلي.
وعلى إثر ذلك رفع إركان يلدريم نجل رئيس وزراء تركيا السابق، بن علي يلدريم، دعوى قضائية ضد زعيم المافيا التركي، سادات بكر.
وعلى خلفية اتهامات سادات بكر هذه أدلى بن علي يلدرم بتصريح لوسائل الإعلام مفيدا أن نجله توجه إلى فنزويلا بغرض توزيع المستلزمات الصحية لمواجهة وباء كورونا، كالأقنعة ومعدات الاختبار.
وأكد يلدريم أن ذكر عائلته جنبا إلى جنب مع المخدرات أكبر إهانة يمكن أن تلحق بهم، مشيرا إلى أن كل ما قاله سادات بكر افتراء وكذب.
سادات بكر يتوعد بتدمير وزير الداخلية يوم الأحد!
هدد زعيم المافيا التركي، سادات بكر، وزير الداخلية، سليمان صويلو، ردًا على اتهامه له بالتآمر ضد البلاد.
جاء ذلك عقب مشاركة صويلو في برنامج تلفزيوني على قناة خبر ترك، اتهم خلاله سادات بكر بأنه “أداة للقوى الداخلية والخارجية” التي تريد جر تركيا إلى فترات الاضطراب السابقة. وفق تعبيره.
وعوضا عن الإجابة عن الاتهامات الموجهة له، زعم صويلو أن سادات بكر على علاقة بوحدة الحرب الخاصة التي أسست داخل المؤسسة العسكرية بشكل سري في الستينات واشتهر بأنه الكيان الذي يقف وراء الانقلابات في تركيا وتورط في جرائم القتل الدموية.
وصرح صويلو قائلا: “متى تأسست الحرب الخاصة؟ ومن قام بتمويلها؟ (الولايات المتحدة) هذا ما يقوله الراحل أجاويد (رئيس وزراء تركيا الأسبق). قوات وحدة الحرب الخاصة هي من نفذت أحداث السادس والسابع من سبتمبر/ أيلول ضد الأقليات في الخمسينات من القرن الماضي، كما صرح أحد قادتها وهو صبري يرمي بش أوغلو. من جعل سادات بكر وأورهان تونجال (أحد المتورطين في مقتل الصحفي أرمني الأصل هرانط دينك) شركاء؟ ليجب سادات عن هذا السؤال. من يكون أورهان تونجال؟ وما سر العلاقة بينهما؟”.
وقال وزير الداخلية إن سادات بكر “أداة للقوى الداخلية والخارجية المنزعجة من معركة تركيا الناجحة ضد التنظيمات الإرهابية وعصابات المخدرات وعصابات الجريمة وتسعى لإعادة تركيا إلى فترات الاضطراب السابقة”.
واستهدف سادات بكر على وجه الخصوص وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو ووزير الداخلية الأسبق محمد آغار، خلال مقاطع فيديو نشرها من دبي، بعد حملة أمنية انطلقت في أبريل الماضي ضد رجاله.
فليقدم دليلاً واحدًا على هذا
وفي رد منه على تصريحات صويلو هذه، أفاد سادات بكر أنه لم يسبق له أن التقى بأورهان تونجالي، ولا يعرفه، ولم يجر أي اتصال هاتفي بينهما من قبل قائلا: “لم يسبق وأن اجتمعنا في مكان واحد باللحظة عينها. قدِّمْ دليلا واحدا على هذا يا صويلو”.
وتطرق سادات بكر إلى اتهام صويلو له باغتصاب فتاة وتوجهه إلى مركز الشرطة وإغلاقه ملف الواقعة وامتلاكه دليلا على هذا، قائلا: “لم أذهب أبدا إلى مركز الشرطة على خلفية واقعة الاغتصاب المذكورة. ذهبت فقط إلى نيابة بيكوز للتقديم ببلاغ ضد أفراد الشرطة الذين قدموا هذه المعلومة الخاطئة إلى الصحافة. صويلو يكذب مجددا ومستعد لإثبات هذا بالأدلة”.
صويلو يكذب
وعلق سادات بكر على تصريحات صويلو حول النجاح في مكافحة عصابات الجريمة والمخدرات، قائلا: “تتحدث عن النجاح في مكافحة المخدرات يا صويلو، بينما إسطنبول تحتل المرتبة الثانية وتحتل أضنة المرتبة الثالثة عالميا في تعاطي المخدرات. أنت تكذب”.
وحول تخصيص حماية أمنية لزعيم المافيا من وزارة الداخلية، قال صويلو إن ذلك كان في عام 2015 بسبب تهديدات افتراضية وجهتها جبهة التحرر الشعبي الثوري لسادات بكر.
ردا على ذلك قال سادات بكر “سأدمرك يا صويلو يوم الأحد. يبدو أن نائب مدير الأمن العام المسؤول عن مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب أعد هذه الملفات الفارغة حتى نقع في وضع مهين! يا صويلو إن كان قرار حمايتي مجرد قصة ولا أصل لها فلماذا قمت بتمديد عمل الحرس الرسمي لي لمدة ثلاث سنوات؟ سأدمرك يوم الأحد”، في إشارة منه إلى أنه سيكشف المزيد عن الفضائح التي تورط فيها الوزير.
وعبر تغريدة على تويتر وجه سادات بكر لصويلو اتهاما خطيرًا بالتخطيط للانقلاب على أردوغان في أبريل الماضي، من أجل تعيين نفسه رئيسًا للجمهورية وتولجا أغار، نجل وزير الداخلية الأسبق محمد أغار وزيرا للداخلية خلفا له.
المصدر: متابعات