“الديتوكس” والحبوب المنحِفة خرافة… “الدايت مش قصاص”

مستيكا الخوري

وصل فيروس “كورونا” الى لبنان، أُقفل البلد وفُرض الحجر الصحي، النوادي أغلقت أبوابها أمام روادها الراغبين بفقدان الوزن. الناس أجبرت على ملازمة منازلها وكثر وجدوا في تناول الطعام “فشة خلق” إزاء أوضاع غير مسبوقة على اللبنانيين، واكبها ترد اقتصادي وقلق على المستقبل المجهول، ومنهم من اعتبر في الطعام “تسلية”، والتوجه نحو “البرّاد” أسهل الطرق وأقربها.

تلك الفترات الصعبة المتراكمة والترقب الدائم مع القلق والتفكير الزائد ولّدا لدى اللبنانيين نوعاً من اهمال الذات والأنظمة الغذائية المتبعة، حتى عاد البلد الى الفتح التدريجي على أبواب فصل الصيف، ليعود هم الناس الشاغل الجسم المثالي وكيفية الحصول عليه بأسرع وقت ممكن.

معادلة خطيرة جداً الوصول الى الجسم المثالي بالسرعة الفائقة إذ إن العلاجات الموقتة المطروحة بشدة عبر الانترنت والتي تحمل جملة عوارض جانبية، مضرة لجسم الانسان وغير مفيدة على المدى البعيد، وفق ما تؤكد أخصائية التغذية ستيفاني نصار عبر موقع “القوات اللبنانية” الالكتروني، مفندة سلسلة شائعات يعتمدها الناس.

نظام الديتوكس

“من يتبع هذا النظام عادة ما يعتمد على الفواكه والخضار على أنواعها أو السوائل كعصير الفواكه أو الخضار ويفتقر بشدة الى فئات طعام عدة كالنشويات والبروتينات والدهون المفيدة، وهو يصنف من فئة الأنظمة الغذائية غير المتوازنة”، تجزم نصار.

وتضيف، “الناس تتوقع ان هذا النظام سيخفض وزنها بسرعة ويخسّرها الدهون ويفيدها صحياً من خلال تنظيف الجسم من السموم، لكن هنا لا بد من الإشارة الى أن هذا النظام يفتقر الى العناصر الغذائية المهمة ما يؤدي الى خسارة الوزن بنسبة كبيرة من المياه والعضل لا من الدهون، الأمر الذي يضرّ الانسان”.

وتشير الى أن “جسم الانسان يمتلك أشياء كثيرة تنظفه من السموم أبرزها جهاز المناعة، التنفس، التعرق، وأعضاء مهمة جداً لتنظيف السموم أبرزها الكلى والكبد والرئتين”، معتبرة أن “ديتوكس نظام خرافي ولا يفيد إنما يضر حتى لو انخفض الوزن على الميزان”.

الشاي أو الحبوب المنحِفة أو حارقة الدهون

شائعة أخرى تجتاح مجتمعنا وتعرض متبعيها لخطر كبير، إذ توضح نصار أن “هذه المنتجات أي الشاي والحبوب المنحّفة أو تلك التي تحرق الدهون تتضمن نسبة كبيرة من الكافيين أو تنتمي إلى فئة المنتجات المسهِلة أي تمتلك مواداً مسهِلة تؤدي الى التبول كثيراً ما يسبب خروج المياه من الجسم”.

وتحدد العوارض الجانبية لهذه المنتجات بالآتي:

وتقول، “أثبتت الدراسات ان هذه المنتجات ليست الحل لفقدان الوزن لأن عوارضها الجانبية كبيرة ولا اثبات انها تُفقِد الدهون وهي منتج تسويقي وأيضاً خرافي”.

عدم الانتظام بوجبات الطعام الرئيسية أو التوقف عن الأكل بساعة مبكرة من النهار

أمام هذه القناعة المنتشرة بشكل لافت وكبير في مجتمعنا في تناول وجبة أو وجبات بشكل غير منتظم، أو التوقف عن الطعام في فترة مبكرة من النهار، وينصح بها اللبنانيون بعضهم البعض، تتوقف نصار عند معادلة علمية، وتقول، “الجسم ليحرق الدهون يجب أن يحرق سعرات حرارية أكثر ويتناول سعرات حرارية أقل، من هنا لا معنى لعدم تناول وجبة رئيسية في النهار إذا كنا نتناول سعرات حرارية خطأ في وجبات أخرى. هذه الطريقة غير فعالة لخسارة الوزن”.

وتشير الى أنه “كلما تناولنا وجبات غذائية أكثر، لكن بكمية قليلة، نساهم بتحريك نظام الأيض وذلك فعال بشدة لحرق سعرات حرارية على مدى اليوم”.

تناول مكونات باعتبارها تحرق الدهون (شاي أخضر، حامض، خل…)

وتتطرق نصار الى مكونات غذائية يعتبرها البعض الحل المثالي كالشاي الأخضر، الحامض والخل، وتقول، “يظن بعض الأشخاص ان الاكثار من هذه المكونات في الطعام يخفض الوزن وهذا الامر غير صحيح، ما تفعله هذه المنتجات انها تزيد نسبة صرف الطاقة بعد تناول وجبة معينة ليهضم الجسم الطعام ويمتص العناصر الغذائية. هذه المكونات يمكن زيادتها على النظام الغذائي المدروس بالنوعية والكمية لخسارة الدهون وإلا لن تكون فعالة أبداً بمفردها، وتأثيرها هو نفسه مع نظامنا الغذائي او من دونه”.

ممارسة الرياضة

عادة ما نسمع “عملت سبور اليوم فيي آكل شو ما بدي”، ترفض نصار هذه النظرية بشكل قاطع، وتؤكد أن “البعض يظن أنه بمجرد ممارسة الرياضة يحرق سعرات حرارية بنسبة عالية ويحق له تناول ما يشاء من الطعام، هذا الأمر خاطئ لأن الجسم يحرق عدداً معيناً من السعرات الحرارية خلال جلسة التمرين في النادي الرياضي أو خارجه، لكن يمكن تعويضها بالطعام الذي نستهلكه على مدار اليوم. يجب الأخذ بعين الاعتبار خلال الرياضة عدد السعرات الحرارية التي نتناولها من خلال النظام الغذائي لا الحرق فقط”.

وعن شائعات الرياضة العديدة، تشير الى أن “البعض يظن أن الملابس السميكة خلال الرياضة تؤدي الى مزيد من التعرق وذلك مفيد لخسارة الوزن. يجب معرفة ان التعرق هو طريقة للجسم لتخفيف الحرارة. وعند ممارسة الرياضة ترتفع حرارة الجسم ولا يجوز ان ترتفع فوق حد معين لئلا تؤثر على وظائف الأعضاء والجسم ليدافع عن نفسه يفرز المزيد من العرق. من هنا لا معنى لحرق الدهون أكثر في حالة التعرق الكثير، إذ نخسر المياه لا الدهون وهذا امر غير محبذ لأننا إن لم نعوض المياه التي نخسرها بشرب الماء خلال التمرين يؤثر ذلك علينا ويؤدي الى حالة الجفاف وهذا أمر خطير”.

الحلول

وتختصر نصار الحلول بوجوب “ألا يكون النظام الغذائي عبارة عن قصاص أو موقت وينتهي، وبعدها ويعود الانسان الى عادات غذائية غير سليمة ويرتفع الوزن”. وتقول، “يجب التفكير انه لا يجوز خسارة ارقام على الميزان قد تكون من المياه او العضل الذي يؤثر بشكل إيجابي على الصحة”. وتشدد على ضرورة “التفكير بطريقة تُخسّرنا الدهون على المدى الطويل بشكل لا نسترجعها لاحقاً”.

وتلفت الى أن “كل العادات او البدع او الخرافات التي تلجأ إليها الناس غير مبرهنة علمياً وموقتة. يجب البحث عن نمط حياة صحي ومتوازن يلتزم به الانسان طيلة حياته وعندها ينخفض الوزن بشكل تدريجي وصحي”.

وتنصح نصار “باستشارة اخصائي تغذية وعدم اللجوء الى مصادر غير موثوقة من الانترنت او السوشيل ميديا لأنه غالباً ما تكون غير صحيحة وتضر صحة الانسان”.

Exit mobile version