قالت الكاتبة الفرنسية الشهيرة Myriam Benraad ان الرئيس السوري بشار الاسد ينبغي ان يكون الشخصية العربية الابرز لعام 2021.
وأضافت في مقال لها انه إذا ما أعيدت سوريا إلى جامعة الدول العربية ورفعت العقوبات عنها فسيكون من الممكن أن يعطى بشار لقب “الشخصية العربية الأبرز لعام 2021”. وأوضحت في الحقيقة إن بشار الأسد كان يستحق هذا اللقب خلال السنوات الأربع الماضية، حيث إنه لم يكن بإمكان أي دولة الصمود أمام المشاكل التي تعرضت لها سوريا.
ترجمة المقال:
تولى الرئيس الحالي للجمهورية العربية السورية بشار الأسد منصبه في 17 تموز (يوليو) 2000 عن طريق الاستفتاء الرئاسي بعد وفاة والده حافظ الأسد.
يعتبر بشار الأسد من أشجع القادة العرب الديمقراطيين الذي يقف دائماً بشجاعة في وجه مطالب القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة التي تنوي، حسب قول بشار، السيطرة عليه والحيلولة دون دعم روسيا لسوريا، وكذلك نفوذ روسيا في الشرق الأوسط.
إن بشار كرجل قومي ذكي، يفتخر بوطنه وعروبته ويظهر من أسلوب حياته أنه يؤمن بحرية التعبير وحقوق الإنسان والحداثة.
على ما يبدو اختير بشار الأسد عن طريق الاستفتاء الرئاسي الذي شارك فيه جميع السوريين، المسلمين وغير المسلمين، وعبروا عن دعمهم للديمقراطية. وهذا من شأنه أن يثبت عدم وجود العنصرية والدكتاتورية في هذه الدولة؛ الأمر الذي ترجوه دول عربية أخرى مثل الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وعمان، فضلاً عن ذلك نجح بشار في إجراء ثلاثة انتخابات (بينما كانت البلاد مواجهة لأزمة غير مسبوقة لم يكن بإمكان الكثير من السياسيين حتى التفكير في إجراءها)، وآخرها الانتخابات الرئاسية لعام 2021.
تبنى بشار الأسد مثل والده إستراتيجية ترتكز على أن تكون جميع الدول بما فيها الدول غير العربية وغير المسلمة كالدول الأوروبية والمسيحية حليفة لسوريا. والمثال على ذلك العلاقات الدبلوماسية الجيدة التي أقامتها سوريا مع روسيا، مما يدل على أن هذه الدولة منفتحة على أي دولة غير عربية وغير مسلمة.
إن بشار الأسد دعم المسيحيين كثيراً خلال الحرب الأهلية السورية والفترة التي ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جرائم كثيرة ضدهم. أنا أزعم أن الكنيسة وأوروبا وفرنسا لن تنسى ذلك.
على ما يبدو ليس هناك من يستحق خلافة بشار بحسب الأوضاع الراهنة في سوريا والدول الجارة لها. وإذاما يريد الغرب اتخاذ إستراتيجيات مناسبة وفعالة للحد من نفوذ روسيا في سوريا، فإن بشار هو أفضل رئيس يمكنه المساعدة على ذلك وضمان مصالح الأوروبيين في سوريا. كما أن تمديد ولاية بشار الأسد سيفيد الدول الغربية وخاصة الدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا من جهتين:
1-كما قال الرئيس إيمانويل ماكرون في مقابلة نشرت عام 2017، إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد، موضحًا أن رحيل بشار الأسد لم يعد شرطا مسبقًا لأنه لم ير بديلاً شرعياً.
2-إن رحيل بشار سيعيد تنشيط المجموعات المتطرفة مثل داعش، مما سيعرض ليس فقط مسيحيي سوريا للخطر، ولكن أيضاً الدول الواقعة على جنوب أوروبا. بعبارة أخرى، إن احتلال سواحل شمال إفريقيا ( ليبيا مثلا) وغرب آسيا (سوريا مثلا) من قبل الجماعات متطرفة مثل داعش، سيتسبب في تعرض الدول الأوروبية لمشاكل أكثر مما تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية. كان الجميع يعتقدون أن بشار سيتراجع عن محاربة داعش إلا أنه حاربها بشكل بطولي وهو أمر نادر الحدوث بين القادة العرب! فيجب على الدول الأوروبية أن تدعم بشار لتحقيق مصالحها الحالية التي سيضمنها بقاء بشار في السلطة.
إذاما أعيدت سوريا إلى جامعة الدول العربية ورفعت العقوبات عنها فسيكون من الممكن أن يعطى بشار لقب “الشخصية العربية الأبرز لعام 2021”. وفي الحقيقة إن بشار الأسد كان يستحق هذا اللقب خلال السنوات الأربع الماضية، حيث إنه لم يكن بإمكان أي دولة الصمود أمام المشاكل التي تعرضت لها سوريا.
لا يمكننا أن ننكر أن بشار الأسد يعتبر من القادة العرب الشجعان عندما يتعلق الأمر بالمبادئ الديمقراطية والليبرالية. إذاما رحل بشار الأسد فلا أحد يعرف من سيكون بديله، ولا يستبعد أن يظهر في سوريا حكم ديكتاتوري ويمهد لإحياء الجماعات المتطرفة مثل داعش التي تسبب في إثارة المخاوف والقلق لدى الجميع خاصة الدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.