المقاومة تُنذر الاحتلال: لا قواعد جديدة على غزة
الأخبار- رجب المدهون
غزة | مع دوران عجلة مباحثات تثبيت وقف النار، التي يقودها الوفد الأمني المصري، وتواصُل جولاته بين رام الله وغزة وتل أبيب، تُواصل المقاومة في قطاع غزة تحدّي العدو الإسرائيلي وتهديداته، الأمر الذي دفع الأخير إلى التراجع تدريجياً عن خطوات الإغلاق السارية على القطاع منذ بداية العدوان، ليسمح أمس بفتح البحر أمام الصيادين ومعبر «كرم أبو سالم»، بصورة جزئية لكليهما. فبعد الرسائل الشديدة اللهجة التي أوصلتها المقاومة عبر الوسطاء، واستمرار إطلاق بالونات حارقة تجاه مستوطنات «غلاف غزة» تسبّبت أمس بحريقَين في مستوطنة «شاعر هنيغف»، قرر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إعادة فتح «كرم أبو سالم» لإدخال مواد إنسانية، وفتح مساحة الصيد في بحر غزة السادسة صباحاً لمسافة ستة أميال بحرية كخطوة أولى.
وعلمت «الأخبار»، من مصادر في «حماس»، أن الحركة أبدت رفضاً قاطعاً لمحاولة فرض الاحتلال قواعد جديدة تتعلّق بالوضع العام في غزة، وأنها لن تنتظر كثيراً حتى «تكسر هذه المحاولات مهما كان الثمن». وفي التفاصيل، أُبلغ الوسيط المصري أن المهلة لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل معركة «سيف القدس» قد «قاربت على النهاية»، وأن «صبرها بدأ ينفد، خاصة أن الاحتلال يسمح بخطوات استفزازية في القدس وغزة»، ما يعني أن «احتمالية تجدّد ضربات المقاومة أمر وارد وتزداد فرصه يوماً بعد يوم». المصدر قال إن «حماس» ومعها فصائل المقاومة لا تزال «على أهبة الاستعداد لعودة المواجهة التي ستتحدّد وفق سلوك الاحتلال في الأيام المقبلة»، مؤكداً أنها جاهزة لتوجيه «ضربات كبيرة امتنعت عنها في آخر أيام المواجهة تجاوباً مع جهود الوسطاء». كما شددت على أن «سلوك الاحتلال سيحدّد الوقت الذي ستعود المقاومة فيه لتوجيه هذه الضربات من عدمه»، وأن «سيل التهديدات المتواصل من قادة الاحتلال لن يخيف المقاومة ولن يدفعها إلى التراجع عن موقفها».
في سياق متصل، قالت المصادر نفسها إن المصريين أبلغوا «حماس» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيجري اتصالات مجدّداً مع نظيره الأميركي، جو بايدن، للتحدّث حول بعض العقبات التي تعترض المباحثات الجارية لتثبيت وقف النار، وتهدّد بانفجار الوضع مجدداً. وكان موقع «والّا» العبري قد نقل أن رئيس هيئة الأركان في جيش العدو، أفيف كوخافي، أصدر تعليماته للجيش بأن يكون على «أهبة الاستعداد التام للردّ على أيّ تدهور أمني واسع من غزة»، كما شملت تعليماته لـ«شعبة الاستخبارات العسكرية» (أمان) التسريع في «وتيرة إنتاج أهداف جديدة في غزة».
وبينما تجدّدت تهديدات الاحتلال على لسان وزير المالية، يسرائيل كاتس، باغتيال قائد «حماس» في غزة، يحيى السنوار، في حال تجدّد إطلاق الصواريخ، تحدّى السنوار قوات الاحتلال عبر ظهوره علناً للمرّة الثانية بعد انتهاء العدوان، خلال حفل تأبين أقامته «حماس» في مدينة غزة لعدد من قادتها وعناصرها العسكريين الذين استشهدوا في معركة «سيف القدس». وأثناء الاحتفال، حمَل السنوار واحداً من أحفاد الشهيد جمال الزبدة، وهو من مهندسي تطوير صواريخ «كتائب القسام»، فيما حذرت «القسام» من العودة إلى «مسبّبات المعركة»، قائلة: «أفعالنا تسبق أقوالنا وصواريخنا في مرابضها جاهزة تنتظر القرار». وأضافت الكتائب: «قلنا ونؤكد أن القدس والأقصى خطّ أحمر ولن نسمح للاحتلال بتجاوزه أو العبث بمقدساتنا، ونقول للعدو بكلّ ثبات ووضوح: إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا، وأيادينا على الزناد، ولمعركتنا فصول لم تُكتب بعد».
من ناحية أخرى، ارتفع عدد شهداء العدوان على غزة إلى 253، بينهم 66 طفلاً و39 سيدة و17 مسنّاً، إضافة إلى 1948 إصابة بجراح مختلفة، بعد انتشال جثامين أربعة من شهداء المقاومة كانوا مفقودين داخل أحد الأنفاق منذ اليوم الأول للمواجهة. إلى ذلك، ورداً على سؤال حول تفكير الأردن في إعادة ترتيب علاقته مع «حماس» خلافاً لما كانت عليه طوال عشرين عاماً، كشف نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وجود اتصالات بين المملكة والحركة خلال الأسابيع الماضية، «هدفها إسناد الشعب الفلسطيني، وتقديم ما يمكن من أجل رفع الظلم عنه، مع استمرار التنسيق والاتصالات مع القيادة الفلسطينية (السلطة)».