“ليبانون ديبايت” – المحرر السياسي
يكتسب الصمت الذي ساد في قصر بعبدا غداة جلسة مجلس النواب التي ناقشت رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى النواب والتي عرض فيها كل مجريات وتفاصيل التأخير في عملية تأليف الحكومة الجديدة في الأشهر الماضية، دلالات يأتي في مقدمها الترقب لمرحلة ما بعد استيعاب الشارع مناخ التوتر الذي ظهر بشكل واضح في كلمة الرئيس المكلف سعد الحريري، وذلك في معرض الردّ على الرسالة الرئاسية.
وفي هذا المجال تقول مصادر سياسية واسعة الإطلاع، أن مضمون هذه الرسالة من الناحية الدستورية كان واضحاً، ويأتي عملاً بمبدأ التعاون بين السلطات، حيث أنه تضمّن شرحاً للواقع المحيط بعملية التشكيل.
وبالتالي توضح الأوساط، أن الطلب كان واضحاً من مجلس النواب، والذي كلّف الرئيس الحريري، بأن يأخذ بعين الإعتبار، العوائق التي تحول دون تأليف الحكومة، أي دون مبادرة الرئيس المكلف إلى الإتفاق مع رئيس الجمهورية، على هذه العملية.
ومن هنا تضيف المصادر المطلعة، فإن المجلس أصدر توصية أي لم يُصدر قراراً أو إجراءً، وفق المادة 145 من النظام الداخلي، التي تنص على حثّ الرئيس المكلف على تأليف الحكومة بالإتفاق مع رئيس الجمهورية، أي بعبارة واحدة “تأكيد المؤكد الدستوري”.
من جهة أخرى ومع مغادرة الرئيس الحريري لبنان بعد الجلسة يوم السبت الماضي، تلفت المصادر إلى أن التوتر بقي يسود المناخ العام ، وذلك إنطلاقاً من التوتر الذي طبع كلمة الرئيس الحريري، مقابل المسؤولية التي ظهرت في كلمة باسيل، إذ أنه خلال الجلسة النيابية، لم يصوّت كل من تكتل “لبنان القوي” وكتلة “الجمهورية القوية”، على التوصية.
كذلك تشيرالمصادر إلى أن الحريري، لم يجتمع طبعاً برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وفق ما تمنّى الرئيس نبيه بري، علماً أن باسيل لم يعارض بالمبدأ هذا الإجتماع. وبالتالي فإن هذا الأمر لم يؤد إلى اية مشكلة لدى فريق رئيس الجمهورية، الذي يترقّب أن يعرف الشعب اللبناني مكامن التوتر في هذه العملية، مع العلم أن كلام الحريري كان خطيراً ولكن لم يتم التعليق عليه بهدف ترك الرئيس المكلف لمعالجة الوضع والنزول عن الشجرة العالية التي صعد إليها، ويباشر بالتالي في عملية التاليف، في حال وجد إلى ذلك سبيلاً، نظراً إلى العوائق التي يعرفها، والعائق المستجد والمتمثل بالهجوم المباشر على الرئيس عون، والذي بقي من دون أية ردود أوبيانات، بانتظار تهدئة التوتر الذي سيطر على الأجواء، من دون إغفال أن الإنتظار هو “على جمر”، نظراً للمعاناة اليومية للمواطنين ولكل الأزمات التي تفترض الإسراع في تشكيل الحكومة.
ومن هنا تستخلص المصادر المطلعة نفسها، أن يستمر هذا الصمت الإستيعابي من قبل قصر بعبدا، والهادف لمنع التوتر والحؤول دون استثمار التشنج في الشارع السني، وذلك على اعتبار أن رئاسة الجمهورية هي لكل الطوائف وليس للمسيحيين او الدروز اوالشيعة، ورئيس الجمهورية هو رمز وحدة الوطن، ولذلك فمن الواضح كما تستخلص المصادر، أن الرئيس عون، ينتظر قادم الايام قبل اتخاذ الموقف المناط والمتاح بالمضمون والتوقيت المناسبين.