وقف إطلاق النار ضمن سلة كاملة …أم شروط تعجيزية !
فاطمة شكر-الديار
دول تنظر وتراقب مجريات الأحداث المستجدة في فلسطين وهي تنظر اليها بتمعن وإتقان خوفاً من تأثيرها على المنطقة والمحيط. الولايات المتحدة الأميركية المناصرة دائمًا ل «إسرائيل» تعيش حتماً حالة من الإرباك، وذلك حسب مصادر مراقبة لما يجري في المنطقة، فإن الإدارة الأميركية تتحول شيئاً فشيئا من داعمٍ أساسي للكيان الى التعامل معه بحذر، حيث يرى عدد من المخضرمين في السياسة داخل الإدارة الأميركية أن الرؤية مستجدة وأن عجلة المتغيرات تفرض عليها برمجة جدول جديد من الأعمال على قاعدة المصلحة الداخلية للدولة خاصة في ظروف إقليمية ودولية إختلفت عن السابق.
ومع إعادة التموضع العسكري في المنطقة، وبالتزامن مع إنتشار الجيش الأميركي المفروض في عدد من الدول بالتوازي مع خطة إستراتيجية جديدة لمشروع التسوية السياسية القائمة على خارطة إقتصادية يتقاسم الأفرقاء في النزاع نتائجها حسب المعطيات التي تجبر كل دولة في التعاطي، وحسب المشاركة الفعلية لكلٍ من الدول المهيمنة ضمن صراع المنطقة.
وإذا ما عدنا قليلاً الى الماضي القريب، فإن الجميع يتذكر الدعم الدائم «للكيان الاسرائيلي»، والدعم العسكري الذي قدر بالمليارات من الدولارات، والميزانية المفتوحة التي لا تقدم لأحد، سيما وأن جيش العدو يصنف السادس في العالم نظراً لقوته، أما اليوم، فإن الدعم المطلق وغير المحدود لم يعد يجدي نفعاً، إذ أنَّ التكافؤ العسكري فرض نفسه على المشهد الحالي، لا سيما أن الكلفة العالية التي كانت «إسرائيل» في موقع الهجوم الدائم انقلبت وتغيرت لتصبح هي نفسها في خط الدفاع عن نفسها وتعرضها لخسارة كبرى لجيشها الذي بات ينهزم، وليتحول من جيش لا يُهزم الى مدافعٍ داخل بيته وعلى باب داره مع خسارةٍ في المعنويات التي لا تقدر بالمال، خاصة اذا استمرت المقاومة المزدوجة داخل فلسطين المحتلة بالتشارك بيد تضغط على الزناد، وأخرى تنتفض في الداخل في أكبر حركة إحتجاجية منذ إحتلال فلسطين وعلى مدى مسمع العالم وتأييده.
وأشار المصدر الى ان العمليات العسكرية لن تتوقف الا بتحسين شروط المقاومة، والتي تعمل بعض الدول على ترتيبها، ومنها حياد القدس بشكلٍ تام عن منطقة الصراع وربما بإشراف دولي أو حتى ضمانات من الإدارة الأميركية، عدا عن فتح المعابر بشكل دائمٍ وخاصة معبر (رفح ) بإشرافٍ عربي مصري وضمان عربي قادر على الضغط المباشر على «الكيان»، كما أن المعلومات تشير الى تأمين خط بحري بإشراف تركيا على الحدود البحرية مع غزة وبالمشاركة مع جيش العدو الإسرائيلي على قاعدة السماح للبواخر والسفن بإدخال المساعدات الفورية لقطاع غزة دون قيد او شرط.