ماذا لو بقيت الحرب حتى كلمة نصرالله… أو تخطّت شهرها الأول؟

– تكشف الاتصالات التي رافقت المساعي الأميركية لوقف النار في غزة، أن سؤالين أميركيين كانا على طاولة النقاش الدائر مع المستويات السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال والتي تولاها كل من الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ووزير دفاعه لويد أوستن. ويطال السؤال الأول كيفية تصرف قادة الكيان إذا ما تواصلت الحرب لموعد الإطلالة التقليدية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد التحرير في 25 أيار، أما السؤال الثاني فهو ماذا سيكون عليه الحال في 10 حزيران، أي عندما ينقضي شهر على اندلاع الحرب؟

– توضح المصادر التي وصلتها بعض وقائع الاتصالات الأميركية بقادة الكيان، أن التوقعات الأميركية كانت ترتكز على توقعات تقول إن كفاءة القبة الحديدية ستتراجع كلما طال أمد الحرب وإن مخزون غزة الصاروخي تجاوز خطر الإصابة ولن يتعرّض للنقص الخطير، وبالتوازي فإن احتمال لجوء حزب الله الى تنفيذ وعده بعملية انتقاميّة، وجعلها موجهة تلزم جيش الاحتلال بالرد، قد تكون أحد سيناريوات دخوله الحرب، أما مرور شهر على الحرب فسيفتح الباب لتحوّل 10 حزيران إلى يوم أسود بالنسبة للكيان مع خطر دخول قوى محور المقاومة بقيادة إيران في الحرب، ولذلك فإن المسارعة للخروج من الحرب بلا أوهام تحقيق مكاسب تشكل الاستجابة المطلوبة للمخاطر.

– يدرك الأميركيون حجم المخاطر الذي ينتظر الكيان مع نهضة محور المقاومة من جهة وتحكم التطرف بخيارات الكيان من جهة أخرى، بخضوع المستويين السياسي والعسكري لقطعان المستوطنين بخلفية اللعبة الانتخابية، ولذلك فإن واشنطن التي كان قرارها الابتعاد عن تبني أي مبادرة لحل الصراع حول فلسطين، وجدت نفسها أمام ضرورة التورط مجدداً والانخراط في طرح المبادرات، فصفقة القرن التي ولدت ميتة تمّ دفنها مع أنقاض المباني التي دمّرتها الحرب، وحملات التطبيع التي تباهى بها قادة الكيان ظهرت هشة وتافهة وسخيفة، بقياس التحديات التي يطرحها النهوض الفلسطيني المستند الى صعود محور المقاومة.

– سيتحرّك الأميركيون على خط العودة لتوصيات بايكر هاملتون، كما يفعلون في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وكما سيفعلون في سورية، وسيجدون أن العودة لدولة على أراضي العام 67 عاصمتها القدس الشرقية، وتكريس حق العودة للاجئين ولو مؤجلاً وعلى مراحل ومحاولة استبداله بالتعويض، خيارات لا مفر منها، لكنهم سيكتشفون أن دونها حرباً أهلية يهودية يهودية يخوضها المستوطنون والمتطرفون بلا هوادة، تسابقها انتفاضة فلسطينية تشاركها عمليات المقاومة، في ظل الحضور الوازن لسكان الأراضي المحتلة العام 48، واستحالة شمولهم بأي حل تفاوضي، وسيجدون أنفسهم في سباق بين حربين، من دون خريطة خروج تضمن تفادي إحداهما.

– مشكلة الأميركيين كما كان يقول المفكر الراحل محمد حسنين هيكل أنهم يدركون الحلول مبكراً لكنهم يبقون يسعون لتفادي كلفتها بالبحث عن بدائل يتوهمون قدرتها على النجاح، وعندما يحزمون أمرهم لفعل ما يجب يصلون متأخرين.

التعليق السياسي

Exit mobile version