تتربع اسرائيل على عرش بطولة العالم في ممارسة الإحتلال والاستيطان، ويتربع الشعب الفلسطيني على عرش مقاومتها. وفي جهة مُقابلة تجهد تركيا اردوغان لكسب البطولة العالمية في التضامن مع فلسطين، متنافسةً مع ايران خامنئي، مع فارق ان تركيا تهتم بتعزيز تبادلها التجاري مع الدولة العبرية الذي تتخطى قيمته ستة مليارات دولار، فيما ايران لا تقيم علاقات رسمية مع تلك الدولة…
وبعد 11 يوماً من القصف المتبادل توصلت اسرائيل وحماس الى اتفاق لوقف اطلاق النار بجهود مصرية ورعاية اميركية. الطرفان تحدثا عن انتصار باهر، الا ان المنتصر الوحيد ليس واحداً منهما. إنها الفكرة الفلسطينية التي انتصرت. فحين يجتمع عرب فلسطين من كل المناطق على الدفاع عن اساسيات قضيتهم الوطنية يمكن التحدث عن انتصار. وهذا الانتصار غير خاضع لترتيبات الهدنة العسكرية المُصاغة بدقة بين عسكر نتنياهو وقيادة “حماس”.
انه خطوة ستراكم خطوات على طريق استعادة الحضور الوطني للشعب الفلسطيني، ومن هذا الحضور الذي يمتد الى كل شرايين فلسطين التاريخية سيتصاعد نضال الإستقلال والحرية، وستبدو معه صواريخ غزة وطائرات نتنياهو مشاهد جزئية في لوحة استنهاض الفلسطينيين لحيويتهم. وسيُترك للمتضامنين ان يتنافسوا على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
في احسن الأحوال يمكن للحكومة الاسرائيلية وغريمتها الصاروخية “حماس” أن تحظيا بإتفاق على شاكلة القرار 1701 في لبنان. وسيضمن مثل هذا القرار هدوءاً مديداً بين دولتي حماس وتل ابيب، لكن من سيكمل مهمة استرداد الحقوق الوطنية ستكون مرجعيته في مكان آخر، رسمت معالمه انتفاضات الجليل والناصرة وعكا ويافا الى جانب اللد والقدس ورام الله والخليل. وسيصبح تحقيق الأهداف ممكناً عندما يخلي الكثير من اللاعبين الحاليين المسرح، ومعهم اصحاب البطولات الوهمية في التضامن والمزايدة.