تمخض عن الزيارة التي أجراها إلى السعودية، مؤخرا، كل من رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” وقائد الجيش الجنرال “قمر جاويد باجوا” توقيع اتفاقيات تعاون هامة في مجالات الطاقة النووية والاستخبارات وتدريب القوات الخاصة، بجانب إعادة المساعدة النفطية السعودية لباكستان.
جاء ذلك ضمن خطوات على طريق إعادة إحياء التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وفق مجلة “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية.
وقالت المجلة إن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” فرش السجادة الحمراء لـ”خان” في مدينة جدة الساحلية يوم 7 مايو/أيار الجاري.
وجاء ذلك رغم الأضرار التي لحقت بالعلاقة الثنائية طويلة الأمد بين البلدين خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب رفض باكستان تقديم دعم مباشر للتدخل السعودي في اليمن، ودعم الرياض الضعيف لإسلام أباد في قضية كشمير.
ولفتت المجلة إلى أنه قبل رحلة “خان” إلى السعودية، زار “باجوا” المملكة، في 4 مايو، للقاء رئيس هيئة الأركان العامة “فياض بن حامد الرويلي” ونائب وزير الدفاع “خالد بن سلمان”.
وأوضحت أن مناقشات “باجوا” و”الرويلي” تركزت على تعاون القوات الخاصة في البلدين؛ حيث تم الاتفاق على أن تتولى مجموعة الخدمات الخاصة التابعة للجيش الباكستاني تدريب وحدات القوات الخاصة السعودية.
كما أجرى “باجوا” زيارة إلى مدرسة تدريب القوات الخاصة خارج الرياض، فيما أقرت المملكة زيادة مساعدتها لمجمع الصناعات العسكرية الباكستاني في مدينة تاكسيلا بولاية البنجاب، على بعد حوالي 30 كيلومترًا من إسلام أباد.
أيضا، ناقش الجانبان التعاون النووي الاستراتيجي؛ حيث قام “باجوا” بزيارة “مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية”، التي يُعتقد أنها تضم مفاعلا نوويا تجريبيا صينيا.
كما تم التوقيع على مذكرات تفاهم تعاون أخرى، بما في ذلك إعادة المساعدة النفطية السعودية لباكستان.
كذلك، تم الاتفاق على إنشاء مجلس تنسيق أعلى للإشراف على تجديد الشراكة بين البلدين.
وبينما لم يتمكن رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال “فايز حميد” من زيارة السعودية؛ بسبب الاضطرابات الناجمة عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، تمت مناقشة التعاون الاستخباراتي بين البلدين.
ولتأكيد هذه الشراكة القوية بالفعل، تعهد رئيس الاستخبارات العامة في السعودية “خالد بن علي الحميدان” بزيارة إسلام أباد قريبا؛ لمناقشة تنفيذ الاتفاقيات المختلفة المبرمة في جدة.
وتتمتع إسلام أباد والرياض بشراكة استراتيجية منذ عقود؛ فتاريخيا كانت المملكة تهب دائما لإنقاذ باكستان ماليا، بينما كانت الأخيرة تقدم في المقابل مساعدات عسكرية وخبرات إلى المملكة.
لكن العلاقات بين البلدين توترت في الآونة الأخيرة. فقبل 6 سنوات، امتنعت إسلام أباد عن الانضمام للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهو ما أغضب الرياض.
وازدادت التوترات بين البلدين في أغسطس/آب 2020، عندما حذر وزير الخارجية الباكستاني “شاه محمود قريشي” من أن إسلام أباد ستبحث في مكان آخر عن دعم إقليمي إذا لم تدع السعودية إلى عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن كشمير.
وردت الرياض على هذا التهديد بسحب القرض الميسر إلى باكستان بقيمة 3 مليارات دولار، وعدم تجديد ائتمان النفط والغاز البالغ 3.2 مليار دولار الذي انتهى في مايو/أيار 2020.
المصدر: انتيليجنس اونلاين