“صواريخ المقاومة أقضّت مضاجعهم”.. محلل عسكري إسرائيلي يعترف بالحقيقة المُرّة
اعترف محلل عسكري إسرائيلي بارز، الجمعة، أن جيش الإحتلال الإسرائيلي فشل في إحباط وتدمير نظام إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة.
وكتب رون بن يشاي، المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الجمعة: “أعاد الجيش الإسرائيلي ضبط شروط وقواعد اللعبة التي جرى بموجبها الصراع في الجنوب للعقود الأخيرة، ومن الآن فصاعدًا الكرة بيد القيادة السياسية في إسرائيل”.
واستدرك قائلاً: “لكن، وهذه لكن كبيرة، فشل الجيش الإسرائيلي في إحباط وتدمير نظام إطلاق الصواريخ، إذ لا يزال الكثير من السلاح الاستراتيجي الرئيسي للمنظمات المعادية في غزة قابلاً للاستخدام، ما يسمح لحماس والجهاد بتهديد إسرائيل”.
وأضاف: “كما حدث لنا مع حزب الله في نهاية حرب لبنان الثانية، صحيح أن ضبط النفس سيجعل حماس والجهاد تفكران مرتين، وربما ثلاث مرات، قبل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لكن القدرة على القيام بذلك هي حقيقة يجب على إسرائيل أن تأخذها في الاعتبار مستقبلاً”.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قدرت أن لدى “حركة (حماس) 14 ألف صاروخ في غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن الحركة أطلقت أكثر من 4 آلاف منها خلال الأيام الـ 11 الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي في سلسلة بيانات في الأيام الأخيرة، إن نسبة نجاح منظومة القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ كانت 90 بالمئة ولكن بن يشاي قال: “أسمح لنفسي أن أفترض أن الجيش الإسرائيلي يدرك أيضًا الحاجة إلى إيجاد رد هجومي أفضل على تهديد الصواريخ”.
ولم يقدم مزيداً من التفاصيل عن سبب افتراضه هذا.
وأضاف: ” فشل الحماية في عسقلان وأسدود وفي التجمعات السكانية في الجنوب غير المتاخمة للسياج (أي حدود غزة) هو أمر خطير ويتطلب إصلاحًا فوريًا”.
ودعا المحلل العسكري الإسرائيلي إلى “خطة حكومية سريعة سيتم تنفيذها على الفور لتوفير مناطق أمنية ومحمية لجميع سكان جنوب إسرائيل ومدن النقب، إلى عسقلان وخارجها” واعتبر أن حملة الوعي التي قادتها إسرائيل خلال العملية كانت أقل نجاحا منها في الجانب العسكري.
وقال: “سجلت حماس بعض الإنجازات الفكرية والسياسية في بداية القتال، عندما رسخت نفسها في الرأي العام الفلسطيني كمدافع عن القدس والأقصى، لا تتحدث فقط بل تضع الإسرائيليين في ملاجئ”.
وأضاف: “نجحت حماس في إنارة وتسخير الشبان الفلسطينيين، ليس فقط في القدس، ولكن أيضًا في الضفة الغربية، بين عرب إسرائيل، وكذلك في الشتات الفلسطيني، وخاصة اللبنانيين”.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح”، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
وتصاعد التوتر في قطاع غزة بشكل كبير بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة فيه منذ 10 مايو/ أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في المباني والبنية التحتية.
وبدأ فجر اليوم الجمعة، سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بعد 11 يوما من العدوان.
وأسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي على الأراضي الفلسطينية والبلدات العربية بالداخل المحتل، عن استشهاد 263 بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، 17 مُسنّاً، فيما أدى إلى إصابة أكثر من 8900، منهم 90 صُنفت إصاباتهم شديدة الخطورة.
المصدر: يديعوت أحرنوت