غلي ضاحي –الديار
اتصالات لضبط الشارع وردات الفعل… والناخبون 150 الفاً
لم تمر تهديدات رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للنازحين السوريين في لبنان مرور الكرام، ليلاقيه النائب السابق خالد الضاهر من الشمال، بينما لاقاهما «تيار المستقبل» في الشمال والبقاع وطريق الناعمة وطول الطريق الساحلي بين عكار الى اليرزة مقر السفارة السورية ومن صيدا وصولاً الى اليزرة ايضاً.
ويؤكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان نعمان شلق ورئيس اللجنة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي السوري في لبنان لـ»الديار»، ان ما جرى امس من تعرض للمواطنين السوريين والنازحين امر مستهجن ومستنكر ومرفوض، ويدل على حجم ضيق صدر اعداء سوريا والشعب السوري، والذين اعماهم الحقد الى حد التحريض على قتل السوريين كما حصل امس من عكار مروراً بجونية ويسوع الملك وصولاً الى الناعمة والطريق الساحلي الجنوبي.
ويشير شلق الى ان ضحيتين سقطا من جراء الاعتداءات عليهما في جونية وسعدنايل، وان من اصيب بنوبة قلبية كان بعد تعرضه للضرب. كما اصيب اكثر من 40 جريحاً وفي حصيلة اولية وخصوصاً ان العشرات ممن اعتدي عليهم وجرحوا عولجوا ميدانياً، واصروا على الذهاب الى السفارة للاقتراع وفي تحد واضح ليد الظلام ورفض التعددية وحرية التعبير عن الرأي وصولاً الى تهديد النازحين اذا مارسوا حقهم الطبيعي في التجديد لرئيسهم بالطرد وهذا امر لم يحصل في اي مكان في العالم ويذكر بممارسات العدو الصهيوني وسياسة التمييز العنصري بين الفلسطينيين والصهاينة.
ويؤكد شلق ان جهوداً امنية كبيرة، بذلت وتم التعميم على قيادات وعناصر حزب البعث ضبط النفس، وعدم القيام بأي ردات فعل والاحتكام الى القوى الامنية ولا سيما الجيش لضبط الامن ومنع الاعتداءات على الباصات واعتقال المشاغبين، كما بذلت جهود كبيرة لمنع ردات الفعل والانفعالات من النازحين، الذي جرحوا وكذلك بعد الاعتداء على بعض النساء والفتيات بالعصي والحجارة ، وهذا الامر استفز اباءههن وازواجهن واولادهن ولولا الوعي ولجم ردات الفعل لوقعت «مذبحة» في جونية!
ويؤكد نعمان ان مجموعات الحزب والاحزاب الحليفة الاخرى في 8 آذار ومن حلفاء سوريا قاموا بضبط النفس بشكل كبير، ومنعوا اي ردة فعل ايضاً على طريق الجنوب من الناعمة الى خلدة وصولاً الى اليرزة وكذلك في البقاع الاوسط، ويوضح ان عناصر الحزب كانوا يرافقون الناخبين من باب التنظيم وممارسة مهام اللجنة الانتخابية التي شكلها «البعث» في لبنان، وحيث تم تعبئة استمارات للناخبين والذين يودون التعبير عن رأيهم. كما اقام الحزب نقاط تجمع في مختلف المناطق اللبنانية وجهز الباصات وكل الامور اللوجستية لضمان الوصول الآمن الى مبنى السفارة.
وعن اعتماد السفارة السورية كمركز اقتراع وحيد يؤكد نعمان، ان هذا الامر سيادي ومرتبط دستورياً بانتخاب رئيس سوريا، ومن الطبيعي ان يكون على ارض سورية، والسفارة السورية في لبنان هي ارض سورية وينطبق عليها القانون السوري الذي يرعى الانتخابات الرئاسية بطبيعة الحال، وكل ما حكي في هذا لإطار ومخالف لهذا الكلام، تشويه وافتراءات ومحاولة للانتقاص من اهمية هذا الاستحقاق والقول ان ضغوطاً مورست عليهم وهذا غير صحيح.
ويشير نعمان الى ان التهديدات للنازحين بالترحيل، اذا ادلوا باصواتهم للرئيس الاسد معاكسة لما كان هؤلاء يتحدثون في العام 2011 و2012. وعندما هجر السوريون قسراً من بلادهم بسبب المجموعات التكفيرية والارهابيين وكانوا يقولون ان النظام السوري يهجرهم واليوم هم يرفضون عودتهم الى سوريا بالتواطؤ مع بعض الانظمة الاوروبية واميركا والدول الخليجية…
ويلفت الى ان الاعتداءات موثقة بالصوت والصورة ومعروف من قام بها ومن الطبيعي ان يكون هناك تحرك في اتجاه القضاء للادعاء على المعتدين، وان هناك 150 الف نازح ممن عبّروا بالاستمارات عن رغبتهم بالانتخاب وفي تقديرات اولية ادلى ما بين 35 و45 في المئة منهم باصواتهم امس في انتظار صدور النتائج.
في المقابل يكشف شيخ العشائر الحمادية الخالدية سعد فوزي حمادة لـ»الديار» ان عشيرة بني خالد ساعدت بشكل كبير في الاستحقاق الرئاسي السوري في الهرمل والبقاع، وساعدت في تنقلهم من الهرمل الى السفارة السورية بمساعدة من حلفاء سوريا وفي مقدمتهم حزب البعث.
كما كان لها دور في تحفيز مشاركة النازحين من الشمال وعكار وصولاً الى حمص والساحل السوري وانتهاءاً بحلب وحماه ودرعا، حيث اعلنت اكبر العشائر السورية تأييدها للرئيس السوري بشار الاسد، ونشرت صوره في كل سوريا وتأكيد ان السنة في سوريا وطنيون ومع دولتهم، والقول بأن سوريا هي دولة للعلويين امر فيه تجن وافتراءات، اذ تؤكد هذه الانتخابات هذا العام انها استفتاء على مستقبل سوريا والدولة السورية برئاسة الاسد، وهذا ما سيظهر في 26 ايار الجاري.