الأخبار- عبد الرحمن نصار، رجب المدهون
من الذي يطبّق تعليمات محمد الضيف على الأرض؟ سؤال لم يحيّر قادة العدو كثيراً، إذ دوماً كان لـ«الشبح» نائبه الذي يتحرّك وينفّذ ويشارك أيضاً في رسم السياسات. هو مروان عبد الكريم عيسى، نائب قائد هيئة أركان «كتائب القسام»، وقائدها الفعلي على الأرض، ومندوب الجناح العسكري في المكتب السياسي لـ«حماس»، وبعبارة تنفيذية أكثر وضوحاً: مرجعية العمل العسكري في الحركة ككلّ. لذلك كله، ترى إسرائيل أنه «المحرّك الرئيس للجناح العسكري» بعد اغتيال نائب «الضيف» السابق، الشهيد أحمد الجعبري، عام 2012.
وُلد عيسى عام 1965 في قطاع غزة، وقطن في مخيم البريج وسط القطاع، وكان رياضياً يلعب كرة السلّة في نادي المخيم. أمّا عائلته، فهُجّرت من قرية بيت طيما قرب عسقلان. اعتقلته إسرائيل خمس سنوات لنشاطه في «حماس»، فيما اعتقلته السلطة الفلسطينية أربع سنوات بعد عمليات الانتقام لاغتيال يحيى عياش، قبل أن يُفرَج عنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. منذ اغتيال عياش مطلع 1996، برز اسمه كأحد المخطّطين لعمليات الانتقام، ثمّ في بداية الانتفاضة، انخرط في عمليات «حماس»، بل هناك مَن يرى أنه أحد الذين ضغطوا على الزناد ليشتعل الميدان.
يصفه مقربون بأنه «يتمتّع بذكاء كبير وحسّ قيادي منذ نعومة أظفاره». وقبل انسحاب إسرائيل من غزة، كانت تنظر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إليه بصفته واحداً من أخطر المطلوبين، إذ كان له دور كبير في العمليات ضدّ المستوطنات الإسرائيلية في القطاع. يقول الصحافي الإسرائيلي، أمير بوخبوط، في تقريره على موقع «والّا» العبري، إن «اسم مروان يظهر دائماً في حواسيب منسّق العمليات الحكومية في المناطق، وفي غزة يُدعى أبو البراء، ومنصبه الحالي هو نائب رئيس الجناح العسكري لحماس، والرجل الذي استغلّ الهدوء الوهمي في القطاع لبناء مركز قوة للتنظيم في السنوات الأخيرة».
بعد اغتيال الجعبري في حرب 2012، قاد عيسى القتال ضدّ جيش العدو، وأجرى محادثات في القاهرة مع إسرائيل بوساطة مصرية. ومع مرور الوقت، بات قريباً من القيادة، وزادت أهمّيته لديها مع وصوله إلى قمّة الجناح العسكري الذي تستند إليه «حماس» بكلّ قوتها. وفق تقارير عديدة، ظهر الرجل منخرطاً في نقل الكتائب من الفرق غير المنظّمة إلى الذراع شبه العسكرية للجناح العسكري، وذلك في التسلسل الهرمي الواضح والدعم المالي. كما أنه قاد التطوير في محورَين: الأول سُلّم الرتب في المنظّمة، والثاني المحور التكنولوجي الصناعي. ففي أعقاب اغتيال عدنان الغول 2004، وهو من كبار أعضاء «القسام»، والخبير في تصنيع المتفجّرات، حصلت فجوة في هذه الصناعة، عمل عيسى على ردمها.
يقول تقرير إسرائيلي إن «عيسى انجذب آنذاك ببطء إلى ذلك الفضاء الذي تمّ إنشاؤه، وبدأ يكرّس نفسه لعالم التطوّرات العسكرية، لكن محاولات الجيش والموساد والشاباك استمرّت في تعطيل وإحباط عمليات نقل أسلحة ضخمة إلى غزة، ولذلك سعت حماس إلى تطوير أسلحة جديدة، بما فيها الطوربيدات ــ الغواصات المفخّخة والطائرات من دون طيار، وأيضاً زيادة مدى الصواريخ». وزاد الدور اللافت له بعد خروجه والقيادي في «حماس»، محمود الزهار، في جولة خارجية شملت إيران. آنذاك، تحدّث الإسرائيليون عن ربط عيسى مصير الحركة بـ«محور المقاومة»، ومساهمته في صياغة اتفاق يقضي بوحدة الساحات بين دول المحوّر ومكوناته. نفت «حماس» ذلك المضمون حينها، لكن هذا لم ينفِ ارتقاء العلاقة والتنسيق إلى مستوى أفضل، ثمّ قيل بعد سنتين إن لعيسى دوراً في محاولات الحركة إصلاح علاقتها بسوريا.
برز اسمه أكثر حين شارك في وضع الأفكار العسكرية وتحويلها إلى أفعال على الأرض، فضلاً عمّا يحوزه من قدرات على المناورة. ووفقاً لوصف أحد الضباط الإسرائيليين، فإن لديه قدرة «على لحام البلاستيك بالمعدن» (دلالة على صنع المستحيل)، إلى أن حدث هجوم الكوماندوز البحري على شاطئ زيكيم في حرب 2014، ما أظهر أن «جعبة حماس مليئة بالمفاجآت: برّاً وبحراً وجوّاً». ثم بعد 2014، قفز عيسى بين المستويين الأمني والسياسي، وبات موفداً للتفاوض في القاهرة مع إسرائيل بوساطة مصرية، على ملفّات من ضمنها إمكانية إبرام تبادل أسرى. لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، حين كشفت «حماس» عن القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس، وفي جزء من جولات التصعيد في غزة، والضربات الجوّية التي استمرّت 44 ساعة، ظهر انطباع بأنه سيتمّ القضاء على مروان في أيّ لحظة، كما تدّعي التقارير الإسرائيلية.
وسبق أن كشفت «الأخبار» أنه في كانون الثاني/ يناير 2019، أحبطت الأجهزة الأمنية للمقاومة خطّة إسرائيلية للتجسّس على قادة جناحها العسكري باستخدام أجهزة إلكترونية وُضعت على شبكة الاتصالات الخاصة بالجناح العسكري، ومراقبة الأجهزة المحمولة، وظهر عيسى على قمّة أهداف هذا التجسّس. يقولون عنه في «الشاباك»: «مروان عيسى بات اليوم عملياً إحدى أقوى شخصيات حماس في غزة. هو لا يتحدّث لكنه يفعل، وهنا مصدر قوته. لا يركّز عمله في المجال العسكري والأمني فقط، بل في المستوى السياسي».
وُلد عيسى عام 1965 في قطاع غزة، وقطن في مخيم البريج وسط القطاع، وكان رياضياً يلعب كرة السلّة في نادي المخيم. أمّا عائلته، فهُجّرت من قرية بيت طيما قرب عسقلان. اعتقلته إسرائيل خمس سنوات لنشاطه في «حماس»، فيما اعتقلته السلطة الفلسطينية أربع سنوات بعد عمليات الانتقام لاغتيال يحيى عياش، قبل أن يُفرَج عنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. منذ اغتيال عياش مطلع 1996، برز اسمه كأحد المخطّطين لعمليات الانتقام، ثمّ في بداية الانتفاضة، انخرط في عمليات «حماس»، بل هناك مَن يرى أنه أحد الذين ضغطوا على الزناد ليشتعل الميدان.
يصفه مقربون بأنه «يتمتّع بذكاء كبير وحسّ قيادي منذ نعومة أظفاره». وقبل انسحاب إسرائيل من غزة، كانت تنظر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إليه بصفته واحداً من أخطر المطلوبين، إذ كان له دور كبير في العمليات ضدّ المستوطنات الإسرائيلية في القطاع. يقول الصحافي الإسرائيلي، أمير بوخبوط، في تقريره على موقع «والّا» العبري، إن «اسم مروان يظهر دائماً في حواسيب منسّق العمليات الحكومية في المناطق، وفي غزة يُدعى أبو البراء، ومنصبه الحالي هو نائب رئيس الجناح العسكري لحماس، والرجل الذي استغلّ الهدوء الوهمي في القطاع لبناء مركز قوة للتنظيم في السنوات الأخيرة».
بعد اغتيال الجعبري في حرب 2012، قاد عيسى القتال ضدّ جيش العدو، وأجرى محادثات في القاهرة مع إسرائيل بوساطة مصرية. ومع مرور الوقت، بات قريباً من القيادة، وزادت أهمّيته لديها مع وصوله إلى قمّة الجناح العسكري الذي تستند إليه «حماس» بكلّ قوتها. وفق تقارير عديدة، ظهر الرجل منخرطاً في نقل الكتائب من الفرق غير المنظّمة إلى الذراع شبه العسكرية للجناح العسكري، وذلك في التسلسل الهرمي الواضح والدعم المالي. كما أنه قاد التطوير في محورَين: الأول سُلّم الرتب في المنظّمة، والثاني المحور التكنولوجي الصناعي. ففي أعقاب اغتيال عدنان الغول 2004، وهو من كبار أعضاء «القسام»، والخبير في تصنيع المتفجّرات، حصلت فجوة في هذه الصناعة، عمل عيسى على ردمها.
يقول تقرير إسرائيلي إن «عيسى انجذب آنذاك ببطء إلى ذلك الفضاء الذي تمّ إنشاؤه، وبدأ يكرّس نفسه لعالم التطوّرات العسكرية، لكن محاولات الجيش والموساد والشاباك استمرّت في تعطيل وإحباط عمليات نقل أسلحة ضخمة إلى غزة، ولذلك سعت حماس إلى تطوير أسلحة جديدة، بما فيها الطوربيدات ــ الغواصات المفخّخة والطائرات من دون طيار، وأيضاً زيادة مدى الصواريخ». وزاد الدور اللافت له بعد خروجه والقيادي في «حماس»، محمود الزهار، في جولة خارجية شملت إيران. آنذاك، تحدّث الإسرائيليون عن ربط عيسى مصير الحركة بـ«محور المقاومة»، ومساهمته في صياغة اتفاق يقضي بوحدة الساحات بين دول المحوّر ومكوناته. نفت «حماس» ذلك المضمون حينها، لكن هذا لم ينفِ ارتقاء العلاقة والتنسيق إلى مستوى أفضل، ثمّ قيل بعد سنتين إن لعيسى دوراً في محاولات الحركة إصلاح علاقتها بسوريا.
برز اسمه أكثر حين شارك في وضع الأفكار العسكرية وتحويلها إلى أفعال على الأرض، فضلاً عمّا يحوزه من قدرات على المناورة. ووفقاً لوصف أحد الضباط الإسرائيليين، فإن لديه قدرة «على لحام البلاستيك بالمعدن» (دلالة على صنع المستحيل)، إلى أن حدث هجوم الكوماندوز البحري على شاطئ زيكيم في حرب 2014، ما أظهر أن «جعبة حماس مليئة بالمفاجآت: برّاً وبحراً وجوّاً». ثم بعد 2014، قفز عيسى بين المستويين الأمني والسياسي، وبات موفداً للتفاوض في القاهرة مع إسرائيل بوساطة مصرية، على ملفّات من ضمنها إمكانية إبرام تبادل أسرى. لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، حين كشفت «حماس» عن القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس، وفي جزء من جولات التصعيد في غزة، والضربات الجوّية التي استمرّت 44 ساعة، ظهر انطباع بأنه سيتمّ القضاء على مروان في أيّ لحظة، كما تدّعي التقارير الإسرائيلية.
وسبق أن كشفت «الأخبار» أنه في كانون الثاني/ يناير 2019، أحبطت الأجهزة الأمنية للمقاومة خطّة إسرائيلية للتجسّس على قادة جناحها العسكري باستخدام أجهزة إلكترونية وُضعت على شبكة الاتصالات الخاصة بالجناح العسكري، ومراقبة الأجهزة المحمولة، وظهر عيسى على قمّة أهداف هذا التجسّس. يقولون عنه في «الشاباك»: «مروان عيسى بات اليوم عملياً إحدى أقوى شخصيات حماس في غزة. هو لا يتحدّث لكنه يفعل، وهنا مصدر قوته. لا يركّز عمله في المجال العسكري والأمني فقط، بل في المستوى السياسي».