كتب: هادي زاهر-وكالة وطن للأنباء
واصل الاحتلال الإسرائيلي تدميره للبيوت الفلسطينية، وقتل سكان غزة وذلك فقط تفهمًا منه لمشكلة الاكتظاظ السكاني التي هي الأكبر في العالم كله حيث أن غزة تقع على بقعة أرض صغيرة مساحتها 360 كم مربعا، طولها 41 كم، وعرضها يراوح بين 5 و15 كم. يبلغ عدد سكانها أكثر من 2 المليون نسمة، وهذا الاكتظاظ ينذر بوقوع كارثة، من هنا أراد الاحتلال أن يساهم بقتله للسكان هناك في تخفيف حدة الكارثة القادمة الناتجة عن هذا الاكتظاظ.
للقتل الجماعي الاسرائيلي فوائد عدة فقتل قسم كبير من الأطفال سيريحهم من معاناة الوجود التي تنتظرهم .
قتل اسرائيل الآباء والأمهات سيريحهم من الحسرة الأبدية على أولادهم.
وقتل اسرائيل الشيوخ سيريحهم من أوجاع الشيخوخة المتشعبة
كل من قتلتهم إسرائيل حتى اليوم يتعدى قليلًا الـ1 % مما قتلته الولايات المتحدة عندما ألقت القنبلة الذرية على هيروشيما، ثم أن الأنظمة العربية والإسلامية تخلت عن الشعب الفلسطيني وهي تقدر جهود إسرائيل التي كلما قتلت أكثر ازدادت شعبيتها أكثر وفتحت لها هذه الدول القنصليات والسفارات وزادت العلاقات السياحية والتجارية ويرفرف العلم في قلب عواصمها.
ومذابح إسرائيل تأتي دعمًا منها للشعب هناك، وذلك في مجالات عدة، فقصف سيارات الإسعاف والمدارس رائع جدًّا – من قال إن الإنسان يجب أن يعاني من العاهات المستديمة مدى الحياة؟
كما أن تدمير البيوت سيؤدي إلى محاولة اعادة الإعمار والبناء، وهذا مما يساعد في القضاء على البطالة التي تنتج الشرور على اختلافها، وذلك باستيعاب الأيدي العاملة، مما يقتضي إحضار الرمال الضرورية للبناء، مما يساهم في دفع أطفال فلسطين المتبقين في ممارسة طفولتهم الطبيعية المفقودة، فكما هو معروف أن الأطفال في كل مكان يجدون متعة بالغة في اللعب على الرمال، يلعبون ( بيت بيوت) وغيرها من الألعاب الممتعة، بناء أشكال مختلفة من شأنها أن تطور خيال وفكر الأطفال.
كما أن الاحتلال الاسرائيلي بتدميره للبيوت الفلسطينية يدعم الأدب وخاصة الشعر حيث ان قرائح الشعراء تتفتح وتقدح مما يدفعهم إلى نظم القصائد الجميلة الحنونة المتباكية على الأطلال.
من هنا فإن الاحتلال سوف يواصل هدم البيوت في غزة وفي كل مكان على سكانها، مساهمة منه في دعم مجالات حياتية متنوعة للشعب الفلسطيني، أرأيتم حنان وإنسانية دولة إسرائيل ممثلة بوزرائها رسل الإنسانية والمحبة، إن وزراء إسرائيل كالحمام الذي أوقف هديله على الشرفات المهدمة التي تثير الحنين وكل المشاعر الإنسانية الرقيقة.
من قال أن طائرات إف 15 أو 16 والاباتشي هي قاصفات مدمرة؟ إنها عصافير مغردة وبلابل شجيةفي سماء فلسطين المتعب، إنها لعبة جميلة، طائرة في السماء تسر الناظرين إليها، وتطرب السامعين لهمسها الحنون
من قال ان وزراء إسرائيل لا يحبون الفلسطينيين؟
هل من يقضي على البطالة يكره الفلسطينيين؟
هل من يوفر ملاعب للأطفال يكره الفلسطينيين؟
هل من يقطع الحياة عن الأم والأب الثاكل لتخليصهم من الحسرة الأبدية على أولادهم يكره الفلسطينيين؟
هل من يقتل الشيوخ لتخليصهم من أوجاع الشيخوخة والتي منها أوجاع المفاصل الناتجة عن تآكل وهشاشة العظام يكره الفلسطينيين؟
هل من يخلِّص المعذبين من معاناة الوجود يكره الفلسطينيين؟
هل من يدعم الأدب ويفتح قرائحهم الشعرية يكره الفلسطينيين؟
هل من يطير في سماوتاهم عصافير إف 15 وبلابل إف 16 وحساسين الأباتشي يكره الفلسطينيين؟