الخليل | في تطوّر غير متوقّع، نفّذت سيّدة فلسطينية، أمس، عملية إطلاق نار ضدّ قوات الاحتلال في الخليل، تزامناً مع استمرار المواجهات في عدد كبير من نقاط التماس في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتلّ عام 1948، وفي ظلّ تجدّد إطلاق صواريخ من لبنان نحو الجليل المحتلّ. وشهدت المنطقة المحيطة بمدخل مستوطنة «كريات أربع» شرق الخليل، حدثاً دراماتيكياً في المواجهة الجارية، حيث أطلقت السيّدة وفاء عبد الرحمن البرادعي النار باتجاه جنود العدو ومستوطنين قربهم. وبدأت العملية بتقدّم البرادعي ممتشقةً بندقية من طراز «إم 16»، وشروعها في إطلاق الرصاص أثناء سيرها نحو تجمّع الجنود والمستوطنين، لتنجح في إطلاق 28 رصاصة قبل إصابتها واستشهادها، بحسب قناة «كان» العبرية. ويفيد مصدر مطّلع، «الأخبار»، بأن الشهيدة وفاء عبد الرحمن البرادعي (37 عاماً) تنحدر من مدينة الخليل، وهي أمٌّ لخمسة أبناء، وتشتهر عائلتها بحيازة السلاح، لكن جيش العدو أعلن أنه يحقّق في كيفية حصولها على البندقية.
وتُعدّ عملية إطلاق النار الجريئة التي نفّذتها الشهيدة البرادعي سابقة تاريخية، فهي الأولى من نوعها منذ عقود طويلة، إذ إن غالبية الاستشهاديّات اللواتي سبقنها ارتقَين في تفجير أحزمة ناسفة أو عمليات طعن أو محاولات تنفيذ عمليات، وليس بإطلاق النار من رشّاش أوتوماتيكي وفي شارع استيطاني قرب مفترق مستوطنة إسرائيلية.وعلى رغم تعمّد جيش العدو إطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين، في مسعًى لردعهم وإخماد نار المواجهة، إلّا أن الضفّة والقدس شهدتا، في اليومين الأخيرين، استمرار الاشتباكات في عدد من نقاط التماس، حيث هاجم شبّان أبراجاً عسكرية جديدة ونقاط مراقبة لقوات الاحتلال، ورفعوا عليها أعلام فلسطين، كما حدث قرب مدخل بلدة سعير شمال شرق الخليل، وعند حاجز مخيّم شعفاط في القدس. في هذه الأثناء، تتواصل الدعوات الشبابية إلى تصعيد حالة الاشتباك على نقاط التماس في الضفّة الغربية، فيما يبدو أن نار التصعيد لن تنطفئ تقريباً، إذ تشهد الضفة بشكل شبه يومي تطوّراً مفاجئاً جديداً، منذ دخولها رسمياً على خطّ المواجهة الجارية، يوم الجمعة الماضية.