محلل أميركي: إسرائيل ستخسر هذه الحرب.. وهذه العلامات

 

ترجمة فاطمة معطي-لبنان24

تحت عنوان “هذه حرب لا تستطيع إسرائيل الانتصار فيها”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالة رأي للكاتب الأميركي-الروسي ماكس بوست، رأى فيه أنّ الحرب بين “إسرائيل وحركة “حماس” لن تحقق شيئاً”، متوقعاً عودة سريعة إلى الوضع القائم سابقاً قبل اندلاع المواجهات.

في بداية المقالة، يشكك بوت في قدرة العدو الإسرائيلي على هزيمة “حماس” في “حربهما الكبرى الرابعة منذ سيطرة الحركة على قطاع غزة في العام 2007”.

ويوضح بوت: “لم تقترب إسرائيل من تدمير “آلة حرب حماس” في المرات الثلاثة السابقة، ولن تنجح هذه المرة أيضاً”، مبيناً أنّ الحركة أطلقت الأسبوع الفائت ما يزيد عن 2800 صاروخ، أي أكثر من نصف عدد الصواريخ التي أُطلقت خلال مواجهات العام 2014 الممتدة على 7 أسابيع.

ويرى بوت أنّ إسرائيل لا ترغب في المخاطرة بـ”توغل بري” في قطاع غزة مثلما حصل في العام 2014، لافتاً إلى أنّ العملية أدت آنذاك إلى استشهاد 2251 فلسطينياً، بينهم 1462 مدنياً، ومقتل 67 إسرائيلياً و6 مدنيين، من دون أن تحقق أي مكاسب استراتيجية دائمة لتل أبيب. وإذ يقول بوت إنّ رغبة إسرائيل في إعادة احتلال قطاع غزة أقل اليوم، يكتب: “تحاول إسرائيل على أبعد تقدير إضعاف “حماس” وردعها عن القيام بمزيد من الأعمال العدائية خلال السنوات القليلة القادمة”، على حدّ تعبيره.

يزعم بوت أنّ “حماس” لا تسعى إلى هزيمة إسرائيل، مدعياً أنّها تريد عبر صواريخها تعزيز مكانتها السياسية في أوساط فلسطينيي الضفة الغربية “على حساب حياة وسبل عيش فلسطينيي قطاع غزة”. ويضيف: “لن توافق “حماس” على وقف لإطلاق النار قبل أن تثبت وجهة نظرها: لا تعبثوا معنا أيضاً”.

وفي هذا الإطار، يرجح بوت أن تعزز الحرب مكانة إسرائيل و”حماس”، مضيفاً: “قد يحقق (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هدفه الحقيقي- ألا وهو البقاء في منصبه وتفادي إدانته بالفساد- لكنه لن يحقق أي انتصار استراتيجي كبير لإسرائيل”. وهنا، ينتقد بوت نتنياهو، مرجحاً ألا تكون لديه رغبة في ذلك، إذ يعتبر “سيطرة “حماس” على قطاع غزة “أمراً مناسباً له. إذ يحرره من أي التزام لناحية تقديم أي تنازل للفلسطينيين (..)”. ويضيف بوت موضحاً: “يمكنه ببساطة أن يقول إنّه يرفض التعاطي مع الإرهابيين (بحسب تعبير بوت)، وهكذا يفلت من العقاب”.

بوت الذي تحدّث عن بروز إسرائيل كـ”قوة اقتصادية وعسكرية كبرى في الشرق الأوسط” وعن التطبيع العربي معها، يستدرك قائلاً: “ينبغي للأعمال العدائية الراهنة أن تذكّر إسرائيل أنّه لا يمكن أن تكون دولة “طبيعية”، وذلك في وقت “يشتعل فيه الصراع الفلسطيني”. توازياً، يحذّر بوت من “أسوأ أعمال عنف اندلعت بين اليهود والعرب” منذ ثلاثينيات القرن الفائت، قائلاً إنّ نتنياهو جنى ما حصده، في إشارة إلى سياساته التمييزية والاضطهادية.

وعليه، يخلص بوت إلى ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية بإصلاحات كبرى على مستوى السياسيات المتبعة مع العرب، معتبراً أنّه يُفضّل وقف عمليات طرد الفلسطينيين من القدس الشرقية ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. ويختم بوت: “لن تهزم إسرائيل الفلسطينيين عسكرياً، بل تحتاج إلى التوصل إلى تسوية سياسية معهم”.

Exit mobile version