كتبت رندة تقي الدين في” نداء الوطن”: بادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى عقد اجتماع ثلاثي مع كلّ من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي انضمّ إليهما عبر الفيديو، للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
وعلمت “نداء الوطن” من مصادر مطّلعة على الاجتماع أن العاهل الأردني أكد أن الممارسات الإسرائيلية هي التي قادت إلى هذا التصعيد، وهي ممارسات تدفع المنطقة إلى مزيد من التأزيم والتوتر، محذّراً من المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم بالنسبة إلى القدس، وتحديداً بما يتعلّق بالوصاية الهاشمية.
كما اعتبر الملك عبدالله الثاني أن هذا التصعيد ليس موضوعاً عربياً وإسرائيلياً فقط، بل ينبغي أن يكون موضوع اهتمام المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحمّل مسؤوليّته ويدفع من أجل وقف الإنتهاكات الإسرائيلية في القدس والعدوان على غزة، فيما شدّد الرئيس المصري على ضرورة إيقاف العدوان على غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
من جهته، كشف ماكرون أن الإتصالات تجري مع الجميع لوقف التصعيد من قبل الطرفَيْن، مشدّداً على ضرورة التوقف عن استهداف الصحافة، ودان في هذا الإطار ما حدث في غزة من تدمير مراكز وسائل إعلام ووكالات أنباء.
تزامناً، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على هامش مؤتمر الدعم الدولي للسودان في باريس أنه لا يرى كيفية الخروج من النفق الصدامي الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبراً أنه أمر محزن أن القوّة الرئيسية في العالم لا تتحرّك، وهي تتصوّر أن البعد الأمني هو كلّ شيء، بينما هو فقط جزء من القضية الأشمل التي هي التسوية السياسية للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
وتابع أبو الغيط: “إذا لم تحصل مثل هذه التسوية، فهذا النزاع سيبقى في صورة ساخنة حتّى لو توقف القتال بين الحين والآخر، وسيكون الصدام المستمر هو الإطار الإستراتيجي حتّى يقتنع الجانب الإسرائيلي بالحقوق الفلسطينية”، لافتاً إلى أن “أداء الإسرائيليين يتّسم بالعمى الكامل”، إذ “لا يرون الحياة على حقيقتها”.
وعمّا إذا كانت اتفاقات السلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بإمكانها أن تُساعد في الضغط على إسرائيل، رأى أن التدخل لا يحسمه سوى الإسرائيليين والفلسطينيين، وأضاف: “يؤسفني ويزعجني أداء دول أوروبّية، مثل النمسا التي تسرّعت باتخاذ مواقف تنمّ عن رعونة غير مسبوقة”.
وعن مخاوف البعض أن يتوسّع الصراع إلى لبنان، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه لن يتوسّع لأن تجربة حرب 2006 تفرض على “حزب الله” وإسرائيل الحذر، خصوصاً أن إيران حالياً تبحث عن تسوية مع الولايات المتحدة، وقد يتحرّك الملف إذا فشلت التسوية.
وحول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، رأى أن هذا الأمر “يتطلّب توافقاً عربياً كاملاً… إذا تحقق، فطبعاً ستعود، ولكن إذا لم يتوصّل الأمر إلى توافق، فلن تعود”، مضيفاً”: “ما أرصده حتّى الآن، أن الموضوع لا يتجاوز الحديث العام ولا يتحرّك في اتجاه اتخاذ إجراءات”.
المصدر: نداء الوطن