منذ الصلية الأولى التي انطلقت من غزة وابلًا من الزلازل على عنجهية الكيان الصهيوني حتى اللحظة، لم يهدأ نبض أهل الحقّ برهة، لم يسترح؛ فالمعركة التي يمكن تحديد الحيّز العسكري فيها بكامل التراب الفلسطيني، اتسعت جبهاتها أفلاكًا تدور حول غزّة النواة، واتخذت في كلّ فلك بعدًا جديدًا يشهد فيه الصهاينة هزيمتهم بكل أبعادها.
على الجبهة الإعلامية ولا سيّما بشقّها الإكتروني، تحوّلت كلّ الحسابات الشخصية والرسمية لكلّ من يمتّ إلى الحقّ بصلة إلى منصّة إعلامية تمدّ العالم بالأخبار العاجلة وبالصور وبالڤيديوهات وبالمواقف التي تنقل المعركة إلى كلّ عين وقلب.
وبشكل تلقائي، أمكن أن يُلاحظ التوازن الجميل والمتقن بين ضرورة عرض الجرح الفلسطيني بدون تباكٍ ولا توهين، وبين وجوب تسليط الضوء وبقوّة على كلّ ما يُظهر حقيقة الوهن الصهيوني.
ولم يغفل الناشطون طبعًا مشاركة أقوال وصور سادة الانتصارات على امتداد المحور.. فالسيّد حسن نصر الله الحاضر على أرض فلسطين وفي وجدان الفلسطينيين المقاتلين والصامدين في الأرض المحتلة، تحولت عبارته الشهيرة “إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت” إلى عنوان يرافق معظم الصور التي توثّق الهزيمة الصهيونية المتصاعدة وعلى كلّ المستويات: من الوجوم على وجوه الساسّة الصهاينة إلى صرخات الرّعب الصادرة عن المستوطنين المغتصبين للأرض وما عليها، وبينهما ارتباك جيش الاحتلال وصدمته المستمرّة والتي تنعكس هستيريا في قصف المدنيين وارتكاب المجازر في غزّة أو في تصعيد الارتكابات العدوانية في كلّ المدن الفلسطينية وتوزيع الأسلحة على “المستوطنين” وحمايتهم أثناء ممارستهم لأبشع الجرائم بحق الفلسطينيين.