صمود غزة وشراستها في القتال جعلا «إسرائيل» مهزومة وحربها عشوائية

الديار

واشنطن تعطل مجلس الأمن فيما القصف «الإسرائيلي» أوقع 58 طفلاً شهيداً نتيجة الغارات
أيام وتنتهي الحرب.. والسلاح الصاروخي لحماس أدهش قادة الجيش الصهيوني
ادارة التحرير

الحرب التي أرادتها «اسرائيل» حربا تقضي فيها على حركة حماس وكتائب القسام والجهاد الاسلامي وسرايا القدس وصلت الى الفشل الذريع، لانها كانت حرباً عشوائية من قبل العدو الاسرائيلي، حيث قصفت فيها الابراج والمنازل والمكاتب والمحلات التجارية في كامل غزة، دون ان تحقق نصراً على حماس التي ردت بحوالى 400 الف صاروخ من احتياط صواريخها التي تقدّر بحوالى 22 الف صاورخ قادرة على القتال عبرها لمدة 4 اشهر.

واذا كانت «اسرائيل» شنت 2800 غارة على غزة ودمّرت ابراجاً ومنازل ومكاتب ومحلات تجارية وجسوراً وطرقات، فإن حماس ردت بـ 4 آلاف صاروخ اصابت الأحياء «الاسرائيلية» في المستوطنات والمدن التي يُقدّر سكانها بحوالى 5 ملايين صهيوني يسكنونها.

حتى منتصف ليل أمس الاحد، كان عدد الشهداء قد وصل الى 196 شهيداً، من بينهم 58 طفلا. ومن بين جرائم الحرب التي ترتكبتها «اسرائيل» مقتل عائلتين بغارة جوية حيث استشهدت سيدتان هما شقيقتان وثمانية اطفال لهما، وهذا ما جعل انطونيو غوتيريش امين عام الامم المتحدة يُعلن ان هذه الغارة وهؤلاء الشهداء وقعوا ليس نتيجة غارة بل جريمة «الحرب الاسرائيلية».

لم تستطع «اسرائيل» التقدّم برياً بأي شكل من الاشكال، بل بقيت على الخطوط المحيطة بغزة، لا بل ان صواريخ غزة التي استهدفت الدبابات و»المدفعية الاسرائيلية» جعلتها تبتعد خوفاً من عمليات تسلّل تقوم بها كتائب القسام وتضرب الدبابات والمدفعية. اما كتائب القسام وسرايا القدس، فقد جعلا «اسرائيل» معزولة عن العالم لمدة ستة ايام حيث تم تحويل 260 الف مسافر الى قبرص واليونان بعد اغلاق مطار بن غوريون الدولي، وهو الشريان الرئيسي للرحلات الدولية. ثم فتحت «اسرائيل» مطار رامون قرب ايلات لتستأنف بخجل الرحلات الجوية، فيما الشركات الاوروبية والعالمية الغت رحلاتها اليها والى مطار رامون ايضاً.

»اسرائيل» خسرت في هذه الحرب 3 مليارات ونصف مليار دولار، وفق تقديرات شركات اميركية مختصة بتقدير خسائر الحرب. اما قطاع غزة فقد خسر حوالى 350 مليون دولار من حيث تدمير المباني واحراق السيارات. والمأساة كانت بعدد شهداء غزة الذي وصل الى 196شهيداً، اما القتلى الذين سقطوا في «اسرائيل» بلغ 11 قتيلاً نتيجة القصف، وهنالك 18 ضابطاً وجندياً «اسرائىلياً» في العناية الفائقة، وهم في حالة حرجة وخطرة.

والمفارقة التي حصلت، هي ان السلطات الصحية «الاسرائيلية» اعلنت امس الاحد، عن اصابة 60 شخصاً اثر انهيار مدرج داخل كنيس يهودي في مستوطنة جعفال زئيف. وقالت «هيئة البث الاسرائيلي» ان 15 من اصل 60 مصاباً في حادث الانهيار داخل الكنيس اليهودي وفي حالة حرجة جدا، لافتة الى ان «الجيش الاسرائيلي» تدخل للمساعدة في هذا المكان لنقل الجرحى والقتلى. ثم افادت «الهيئة» ان 20 شخصاً اصيبوا بجروح شديدة، وتم نقل 150 مستوطناً «اسرائيلياً» الى المستشفيات نتيجة الانهيار في الحفل الديني.

على صعيد المعارك، حماس والجهاد الاسلامي ومقاتلو غزة حافظوا على حدود القطاع دون ان يسمحوا ل «الجيش الاسرائيلي» بالتقدم خطوة واحدة. و»اسرائيل» استنفدت لائحة الاهداف التي تريد ضربها وضربتها، ولم يعد امامها الا الهجوم البري المستحيل، لان وزير دفاع العدو اختلف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لا يريد الهجوم، لان «الجيش الاسرائيلي» غير قادر على شنه، فيما كان نتنياهو يريد تحقيق انتصار جزئي في احتلال قسم من قطاع غزة، ووقف ضد رأيه وزير الدفاع الاسرائيلي، ورئيس الاركان الاسرائيلي وابلغاه انها مخاطرة كبرى قد تسبّب خسائر كبرى ل «الجيش الاسرائيلي».

نتنياهو في مأزق، ولن يستطيع ان يقول للشعب الصهيوني واليهودي الى اي نتائج وصل في الحرب التي شنها، سوى الغارات الجوية وعدم قدرته على اسكات صواريخ المقاومة من غزة التي قصفت في القدس عسقلان واللد، اضافة الى القصف على «تل ابيب» الذي لم يتوقف على مدار الساعة. لكن «اليمين الاسرائيلي» المتطرف يُريد ان تستمرّ الحرب وان يُلحق الهزيمة بمقاومة غزة. اما القادة العسكريون فلا يُريدون الهجوم البري، لانهم يُقدّرون خسائر «الجيش الاسرائيلي» اذا هاجم برياً وحاول دخول غزة باكثر من 1000 قتيل، حيث هنالك استشهاديون مستعدون لتفجير انفسهم في الآليات الاسرائيلية، وهنالك مقاتلون من غزة يحملون صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع التي تدمّر الدبابات الاسرائيلية.

هادي عمر الموفد الاميركي الى «اسرائيل» وفلسطين توصّل سراً مع نتنياهو الى وقف اطلاق النار يوم الثلاثاء. ويعتقد نتنياهو انه خلال يومي الاثنين والثلاثاء يستطيع شن غارات كثيفة وبالمئات على غزة لتدمير كامل بنيتها التحتية، بما يعطي انطباعاً انه انتصر. وقد استعمل نتنياهو هذا المبدأ خلال 7 ايام قتال، ولم ينجح في اسكات صواريخ غزة وقدرتها على ضرب كامل الاراضي الاسرائيلية.

الجديد في الامر، ان العدو الاسرائيلي خسر كثيراً من خلال انتفاضة الفلسطينيين الذين هم ضمن الخط الاخضر، اي فلسطينيي 1948، كذلك قطاع غزة الذي كان يشن عليه حرباً ضخمة، كما مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، اضافة الى احتجاجات من الشعب الاردني واللبناني على الحدود الاردنية – الفلسطينية وعلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية.

ومع تحرّك الفلسطينيين الذين هم في داخل الخط الاخضر، خسرت «اسرائيل» رهانها بأن خلال 7 ايام ستستطيع الحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية، لكنها وقعت في المفاجأة الكبرى، وهي ان مقاومي الخط الاخضر اشتبكوا مع اليمين الصهيوني المتطرف، وظهرت الامور ان شبه حرب اهلية ممكن ان تقع داخل «اسرائيل».

محيط غزة تمّ تدميره من بلدة عسقلان الكبيرة، وصولا الى كامل المستوطنات، حتى الى تل ابيب والمدن التي تقع بين غزة وتل ابيب التي انهالت عليها الصواريخ من كتائب القسام وسرايا القدس بالآلاف.

وكانت المقاومة خلال 7 ايام قتال تطلق اكثر من 500 صاروخ يومياً الى 800 صاروخ على الاهداف والمدن الاسرائيلية، وخلقت جو رعب لدى الصهيونيين الذين هجروا الى الملاجىء واتجهوا نحو شمال فلسطين المحتلة هرباً من نار القذائف الحارقة والقاتلة.

خسرت «اسرائيل» الحرب ونجحت حماس، واقرّ «المجلس الامني الاسرائيلي» المصغر بعدم القيام بعملية برية وفق معلومات تسرّبت عن اجتماع لكن غير مؤكدة. كما ان الرأي العام الدولي استنكر حرب «اسرائيل» على غزة، وسارت تظاهرات في عواصم العالم كلها تندد بالحرب الاسرائيلية وقتل الاطفال والنساء.

مجلس الامن الذي انعقد، قرر اصدار بيان واتفق 14 من اصل 15عضواً منه على ادانة «اسرائيل»، بيد ان الولايات المتحدة منعت صدور البيان لاستعمال حق النقض (الفيتو) وتأثيرها في مجلس الامن. لكن الامين العام للامم المتحدة القى كلمة دان فيها «اسرائيل» الى درجة كبرى، واستنكر ايضاً قصف الصواريخ من حماس على القرى والمدن، لكنه كان قاسياً تجاه «اسرائيل» معتبراً قتل العائلتين الفلسطينيتين جريمة كبرى.

أكدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي وقوع محاولة لهرس عدد من عناصرها بواسطة سيارة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى إصابة 6 عناصر اثنين منهم في حالة حرجة.

ووقعت العملية عند مدخل حي الشيخ جراح، وعلى الفور، قامت الشرطة بإغلاق المنطقة بشكل كامل، وبدأت حالة استنفار واسعة في المنطقة، وسط حالة من الغموض لدى الأجهزة الأمنية بشأن الكيفية التي اخترق بها المنفذ الحواجز، وتمكن من الوصول إلى النقطة التي يوجد بها عناصر الشرطة والجنود الإسرائيليون.

وأفاد ناطق باسم «الشرطة الإسرائيلية» بنقل 6 رجال أمن إلى المستشفيات إثر إصابتهم بجروح متفاوتة بعد حادث الهرس.

وبارك أبو عبيدة الناطق العسكري باسم «كتائب القسام» العملية البطولية الجريئة في حي الشيخ جراح التي تؤكد تجذّر روح الثورة ودافعية أبطال شعبنا في القدس لمقاومة الاحتلال.

كما قالت «لجان المقاومة» في فلسطين إن عملية الهرس في القدس تعبيرا عن التصاق شعبنا بنهج المقاومة وشعب يملك روح التضحية والشهادة لن يهزم بإذن الله.

«كتائب القسام»

أعلنت «كتائب القسام» إطلاق رشقات صاروخية كبيرة لمناطق أسدود وعسقلان وبئر السبع وسديروت، وقاعدة «رعيم» وقاعدة التنصت «8200»، وأشارت إلى أن ذلك يأتي «ردا على المجزرة البشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في مدينة غزة، والاعتداء على أهالي الشيخ جراح والمتضامنين معهم». وكانت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قد أعلنت عن إطلاقها رشقات جديدة من الصواريخ على مستوطنتي نتيفوت وياد مردخاي وقاعدتي حتسور الجوية و تسيلم البرية في جنوب «إسرائيل».

وذكر الجناح العسكري لحركة «حماس» على قناته في تطبيق «تليغرام» أمس، أن هذه الهجمات الجديدة تأتي «ردا على استهداف العدو للمدنيين الآمنين».

«سرايا القدس»

وأعلنت «سرايا القدس» عن قصف مناطق أفسلوم ونيريم وكوسوفيم برشقات صاروخية مكثفة «ردا على العدوان»، هذا وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، أنها قصفت موقع نحال العوز بعدد من قذائف الهاون عيار 120 ملم.

«الجهاد الاسلامي»: مصرون على اكتمال النصر

واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن «الغارات العدوانية التي شنها العدو بطائرات الـ F35 الأميركية على قطاع غزة فجراً هي محاولة لترويع المواطنين بعدما تلقى ضربات موجعة من المقاومة التي استطاعت إذلاله في عمق مركزه وأظهرت وسائل إعلامه صورة الهزيمة التي لحقت به».

وفي تصريح صحافي صادر عنها أكدت الحركة أن « المقاومة حققت أهدافاً كبيرة في معركة سيف القدس وهي مصممة على اكتمال النصر انتقاماً لدماء الأطفال التي سفكها القتلة الارهابيون الذين حرموا شعبنا الفلسطيني فرحة العيد، واعتدوا على الحرمات في أقدس أوقات العبادة عند المسلمين ولم يجدوا من يقف في وجههم مدافعاً عن القدس والحرمات إلا المقاومة».

ورأت أن «قصف الأبراج السكنية والمنشآت المدنية والخدمية هو أشد دليل على ارهاب الدولة المنظم الذي تمارسه حكومة العدو وجيشها ، والموقف الأميركي أعطى غطاءً وشارك في القتل والعدوان».

وختمت الحركة بالتأكيد أن «المقاومة ستُخضع العدو وستدفعه بقوة الإرادة وعزائم أهل الحق لوقف العدوان ورفع يده عن القدس».

قائد «فيلق القدس»: للاستعداد لزوال إسرائيل

وتحدث قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني مع قادة الفصائل الفلسطينية، داعيا اياهم للاستعداد لـ «زوال اسرائيل».

وقالت قناة «الميادين» القريبة من إيران، إن «رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، تلقى اتصالاً هاتفياً من قائد «قوة القدس» في حرس الثورة الإيراني العميد إسماعيل قاآني.

وأكد قاآني لهنية أن «إيران تقف إلى جانب الحق الفلسطيني، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها في القدس وغزة، وتدعم الصمود والبسالة الفلسطينية»، مشيدا بالمقاومة الفلسطينية، وأدائها المتطور وقدرتها على حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه.

واعتبر أن «على الشعب الفلسطيني الاستعداد لاستلام إدارة بلاده بعد زوال إسرائيل، فيما تعهد بأن «إيران ستقدم كل ما في وسعها حتى تحقيق هدف تحرير كامل التراب الفلسطيني».

وأعرب قاآني، عن «إدانة واستنكار ممارسات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الشيخ جراح وقطاع غزة، المنافية للأعراف والقوانين الدولية كافة»، مضيفا أن «معركة سيف القدس جعلت فلسطين أمام منعطف تاريخي وفلسطين جديدة ومختلفة».

وأشار قاآني إلى «قيام المقاومة بواجبها في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى»، كما أكد أن «معركة القدس هي معركة الأمة كلها وقضية الأمة كلها».

من جانبه، أكد هنية، خلال الاتصال، أن معركة القدس هي «معركة الأمة وقضيتها قضية كل الأمة»، مشدداً على «أهمية دور قوة القدس في مد المقاومة بكل أسباب القوة التي تسهم في صناعة النصر».

كما أجرى العميد إسماعيل قاآني اتصالاً بأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أشاد خلاله «بالتفوق الروحي والعسكري للمقاومة الذي ظهر في معركة سيف القدس».

وأكد قاآني، أن «المقاومة أسقطت بشكل نهائي هيبة العدو وتكبده خسائر فادحة»، وقال: «مطمئنون إلى أننا سنصلي قريباً في القدس مع الشعب الفلسطيني نحن وجميع أبناء الأمة».

من جهته، أكد نخالة أن «حالة المواجهة الشاملة مع الاحتلال ستستمر حتى تحرير كل التراب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الدعم الإيراني الذي أسس له شهيد القدس الحاج قاسم سليماني وضع المقاومة اليوم على طريق النصر».

نتنياهو: «العملية الامنية» في غزة ستسغرق وقتاًَ

وأعلن «رئيس الحكومة الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، أن «العملية العسكرية في قطاع غزة مستمرة إلى أن تحقق أهدافها ستسغرق وقتاً».

وتحدث حول «ضغوطات دولية»، وأضاف أنه «دائماً توجد ضغوطات، لكننا دائماً نحصل على دعم جدي جداً»، متوجهاً بالشكر للرئيس الأميركي جو بايدن، ودول أخرى عديدة «قاموا بخطوات استثنائية، ورفعوا علم إسرائيل على دوائر حكمهم، نحن نقدر هذا».

وحول العملية في غزة، أضاف: «نحن نكبّد حماس أثماناً كبيرة جداً على العدوان الذي لا يطاق. الجيش الاسرائيلي هاجم أكثر من 1500 هدف خلال الأيام الاخيرة، واستهدف البنية التحتية لحماس»، لافتاً إلى أن حماس «استثمرت عقداً كاملاً من الجهود والأموال لحفر الأنفاق وغالبيتها تم تدميرها».

الإعلام الإسرائيلي نقل عن مسؤول كبير في الكابينت إن «الوقت بدأ بالنفاد بخصوص العملية العسكرية ضد غزة».

بدوره، قال «وزير الأمن الإسرائيلي» بيني غانتس، إن «الجيش الإسرائيلي سيعيد الهدوء والأمن والإستقرار»، وأضاف في مؤتمر صحافي، أنه «ضربنا حماس بقوة.. وسنستمر بضرب حماس بقوة وسننتصر في هذه المعركة»، معتبراً أن «شبكة الأنفاق التابعة لحماس تحولت لمصيدة موت، المترو – قطار إلى جهنم»، على حد زعمه.

كلام غانتس جاء مناقضاً لما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، حيث كشفت يوم السبت، أن هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على «مترو غزة»، وهو «عملية خداع لحماس بالقيام بعملية برية من أجل قصف المقاتلين حين دخولهم الأنفاق، لم يحقّق هدفه»، لأن « الظروف لتنفيذها لم تنضج».

وأوضحت «معاريف» أن قوّات «حماس»، «بحسب الخطة، كان يُفترض بها أن تدخل الأنفاق كجزء من الاستعداد لمناورة برية للجيش الإسرائيلي، لكن تبيَّن أن الأمر لم يجز عليها».

«الجيش الإسرائيلي»: نواجه أعلى وتيرة لإطلاق صواريخ على أراضينا

أقر الجيش الإسرائيلي أن الدولة العبرية تتعرض حاليا لهجمات صاروخية غير مسبوقة في تاريخها، على خلفية الجولة الجديدة من التصعيد حول قطاه غزة.

وأكد قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الجنرال أوري غوردين، أثناء ندوة صحافية عقدها أمس أن الفصائل الفلسطينية المسيطرة على قطاع غزة أطلقت منذ بدء جولة التصعيد الحالية الاثنين الماضي نحو ثلاثة آلاف صاروخ على إسرائيل، ما يتجاوز الوتيرة التي تم رصدها خلال التصعيد عام 2019 (570 صاروخا) وحرب لبنان 2006 (أي 4500 صاروخ خلال 19 يوما).

وتابع ردا على سؤال عما إذا كانت هذه الوتيرة غير مسبوقة: «لا أعتقد كذلك فسحب، بل وأعرض ذلك عليكم».

«الجيش الإسرائيلي»:حماس تمتلك «غواصات مستقلة»

وقال الجيش الإسرائيلي، امس، إن بحوزة حركة حماس «غواصات مستقلة» قادرة على حمل عبوة ناسفة بزنة 50 كيلوغراماً ويتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع GPS، وأنه استهدف قسما منها في الأيام الأخيرة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن حماس حاولت إطلاق مقذوفات لاستهداف منصة حقل الغاز «تمار»، وبحسب صحيفة «هآرتس» توقف عمل المنصة إلى شواطئ غزة.

وحسب مصادر في «جهاز الأمن الإسرائيلي»، فإنه من الجائز أنه تبقى بحوزة حماس ثلاث غواصات كهذه. وأشارت المصادر إلى أنه لدى حماس قدرات بحرية أخرى، بينها زوارق كوماندوز سريعة، طائرات بدون طيار دقيقة ومعدات غطس، وأن «الجيش الإسرائيلي دمر غالبيتها العظمى».

انعقاد مجلس الامن …المواقف … وعدم صدور بيان

أكدت روسيا في مجلس الأمن الدولي الذي انعقد امس عبر «الفيديو» أن تطبيع العلاقات بين «إسرائيل» ودول عربية أمر غير قادر على إرساء استقرار شامل في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي. كما جددت استعدادها لاستضافة محادثات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اراضيها، واقترحت اجتماعاً للرباعية في اقرب وقت ممكن.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، في كلمة ألقاها امس خلال الجلسة، إن «خطورة الأزمة الحادة الحالية في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية لا تقتصر على حدود المنطقة».

وتابع: «التدهور السريع للأوضاع في منطقة الصراع، الذي تحول إلى مواجهة مسلحة أسفر عن سقوط ضحايا متعددين، يثير قلقا عميقا لدى موسكو. نعرب عن خالص تعازينا لأسر القتلى والجرحى وندين بحزم استخدام القوة وممارسة العنف ضد المدنيين في كل من إسرائيل وفلسطين».

وشدد فرشينين على أنه «لا بد من الوقف الفوري للمواجهة العسكرية التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال»، موضحا أن «هذا هو ما تهدف إليه جهود قيادة الاتحاد الروسي والدبلوماسية الروسية».

وشدد ممثل روسيا على ضرورة «احترام وضع الأماكن المقدسة بشكل صارم وضمان حقوق وحرية المتدينين في ممارسة طقوسهم الدينية في القدس الشرقية وأخذ الحساسية العالية لهذه المسألة بعين الاعتبار».

وتعهدت الولايات المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين في حال سعيهم إلى تحقيق هدنة وسط تصاعد مستمر للصراع بين الطرفين.

وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال الجلسة «إن بلادها تدعو كل الأطراف إلى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، معربة عن قلقها بشأن حماية منشآت الأمم المتحدة مع لجوء المدنيين إلى زهاء 24 منها في غزة».

بدوره، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، «لمواصلة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا احترام الأماكن الدينية في القدس وتلافي الإصابات بين المدنيين».

وقال: «أن بلاده تقترح وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا أن السلام والاستقرار لا يتحققان عبر القوة»، مضيفا «نحث إسرائيل على الاضطلاع بمسؤوليتها بموجب المعاهدة الدولية ورفع الحصار عن غزة، ومراعاة أوضاع المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، خلال الجلسة، إن إصلاح الوضع الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدأ من القدس، متهما إسرائيل بانتهاك المنازل الفلسطينية في وقت تستمر فيه المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة والضفة الغربية منذ شهر رمضان.

من جهته، حمل الأردن إسرائيل مسؤولية التصعيد الحاد للتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشددا على ضرورة «زوال الاحتلال» وتحرك المجتمع الدولي لإنهائه.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة: «تتحمل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما تسبب من عنف وقتل ودمار». وأكد أن «القدس ومقدساتها خط أحمر.

وقال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، إن بلاده تدين «بشدة» ممارسات إسرائيل «وعدم احترامها المقدسات»، مضيفا أن «ما يعيشه الفلسطينيون حاليا هو تكرار لما عاشوه على امتداد عقود… ومن الواجب السياسي والأخلاقي والقانوني تحديد المسؤوليات».

ودعا الجرندي المجموعة الدولية ومجلس الأمن إلى «توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتحمل مسؤولياتها وحمل إسرائيل على إنهاء الاحتلال»، لافتا إلى أن «تونس ستواصل جهودها لوقف فوري لإطلاق النار».

وجدد الجرندي التزام بلاده بمواصلة المساعي البناءة «حتى تحقيق تسوية شاملة وعادلة» للقضية الفلسطينية.

Exit mobile version