الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في إطار الحرب النفسيّة التي تشُّنها الدولة العبريّة ضدّ تنظيمات المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، قال خبير عسكريٌّ إسرائيليٌّ إن مرور هذه الأيام السبعة على العملية العسكرية في غزة دون القدرة على وقف إطلاق الصواريخ، يضع تساؤلات جادة عن مدى وجود خطة إستراتيجية للحرب، مع أنّه بدونٍ دخولٍ بريٍّ حقيقيٍّ في قلب غزة، ستكون النتيجة محدودة”.
وأضاف رون بن يشاي وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وغطى معظم الحروب العربية الإسرائيلية، في مقال نشره على موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أضاف أنّه “في اليوم السادس من الحملة في غزة، يبدو أنّنا سنعرف النتائج الحقيقية لعملية الجيش الإسرائيليّ فقط في غضون عامين”.
وأكّد الخبير العسكريّ الإسرائيليّة أنّه “من الناحية العملية، تخوض إسرائيل الآن معركة بأربع ساحات: أولاها في غزة يهاجم الجيش حماس وفقاً لخطة مرتبة مسبقاً، وثانيها في الداخل تسعى الشرطة لإطفاء النيران ببطء، وثالثها في الضفة الغربية يوقف الجيش وجهاز الأمن العام الاحتجاجات بمناسبة يوم النكبة، لكن يجب أن نتوقع تجدد المظاهرات الجماعية في وقت لاحق، والرابعة هي الساحة الشمالية لكن حزب الله ليس متحمسًا للانضمام إلى هذه الحرب”.
وأوضح أن “الجبهة الرئيسية تكمن في غزة، حيث يواجه مشكلة استمرار إطلاق الصواريخ المستمرة منذ خمسة أيام متتالية، وحتى الآن دون أي علامة واضحة على تراجع أو انخفاض في الكميات، ما يعني أن حماس نجحت في جني إنجاز واع من الجيش الإسرائيلي، حيث أطلق وابلا كثيفا من عشرات الصواريخ على وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والمنطقة المحيطة بها”.
وأشار إلى أن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التعامل مع الصواريخ التي أطلقتها حماس بشكل رئيسي بسبب تشتتها في الأرض، وصعوبة اكتشافها، وحتى عندما يكون موقعها معروفًا إلى حد ما، فهي محصنة نسبيًا من التلف، ويمكن القول إن القاذفات بحوزة الحركة لديها فرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة، كما تقوم القاذفات بإعادة التحميل من خلال الأنفاق المؤدية إليها”.
وأضاف أن “معظم أنشطة إطلاق الصواريخ تتم تحت الأرض، والقاذفة ترتفع هيدروليكيًا أو يدويًا لفترة قصيرة، وفي هذه الحالة يكون ضروريا الإطلاق، ثم النزول مرة أخرى إلى مخبأ آمن نسبيًا تحت الأرض، إضافة للعديد من قذائف الهاون التي يبلغ قطرها 120، وتنتج حاليًا النيران الرئيسية في مستوطنات غلاف غزة قرب السياج، وقادرة على الوصول إلى وسط إسرائيل، وحتى منطقة نتانيا، وربما الخضيرة”.
وخلُص إلى القول إنّ “العملية العسكرية في غزة لن تنتهي قبل منتصف الأسبوع الجاري، حسب تقديرات مختلفة، لكن في الساحة الداخلية الإسرائيلية وفي الضفة الغربية يبقى أن نرى كيف ستكون مآلات الليالي القادمة كي نفهم أين تتطور الحملة العسكرية، أما على الصعيد السياسي، صحيح أن إسرائيل تتلقى الدعم في هذه الأثناء، لكن من المتوقع أن تتآكل هذه السلعة المسماة شرعية.. عمليتها العسكرية ربما تكون قابلة للتلف، وقد تختفي في الأيام المقبلة”، على حدّ تعبيره.