كيف أفشلت تكتيكات المقاومة عمل القبة الحديدية !

الخنادق

للمرة الرابعة على التوالي تفشل القبة الحديدية باعتراض الصواريخ التي تتوجه نحو العمق الإسرائيلي، من قطاع غزة والجبهات المحيطة، الأمر الذي يزيد الشكوك حول فعالية تلك القبة، التي قدمتها “إسرائيل” طيلة سنوات على انها “السلاح المعجزة” الذي لا يمكن اختراقه، فلماذا فشلت القبة الفولاذية بالتصدي لصواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية؟

خلال المواجهات التي تشهدها فلسطين المحتلة، أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات من الصواريخ إلى عمق الكيان الإسرائيلي، وكان من اللافت عدم قدرة القبة الحديدية على التصدي لهذه الصواريخ، الأمر الذي دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاعتراف يوم أمس: من المستحيل اعتراض الصواريخ من غزة بنسبة 100%.

ولعل من اهم الأسباب التي جعلت الأمر على ما هو عليه: تكتيك الشتاء الناري، والإمطار الصاروخي الغزير الذي اعتمدته المقاومة في عملياتها -130 صاروخاً خلال 5 دقائق كما حدث يوم الثلاثاء- إضافة لاستخدامها أجيال جديدة من الصواريخ لم تعلن عنها من قبل، مثل صاروخ 85SH، A120 وعياش 250 وغيرها..

لكن الخبر الأسوأ بالنسبة للقيادة العسكرية الإسرائيلية، انه من المفترض كلما زادت المسافة التي يقطعها الصاروخ زادت فرصة رصده والتصدي له، والمسافة التي قطعتها هذه الصواريخ تصل إلى 230 كلم، ومع ذلك وصلت لأهدافها محققة إصابات دقيقة ومباشرة في عسقلان وأسدود وضواحي تل أبيب الشرقية والغربية، وان نسبة الاعتراض وصلت إلى ما يقارب 30% ليس إلا.

تعمل الترسانة هذه بصواريخ “تامير”، تصل كلفة كل صاروخ إلى ما يقارب 100 ألف دولار، كما انها تحتوي فقط على 20 صاروخ الأمر الذي يجعل إعادة تعبئتها وتلقيمها يأخذ بعض الوقت.

ما هي القبة الحديدية؟

-القبة الصاروخية هي نظام إسرائيلي متحرك مضاد للصواريخ.

-طورته شركة رافائيل لأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.

 -نشرت أولى بطارياتها في مارس 2011 في بئر السبع.

-تستخدم صواريخ مسيرة لاعتراض الصواريخ وهي في الجو.

-البطارية مجهزة برادار و3 قاذفات كل منها مزود بـ20 صاروخ.

-تبلغ كلفة كل طلقة لبطارياتها 50 ألف دولار.

-تسمح بتفجير مقذوفات يصل مداها إلى 70كيلومتر خلال تحليقها.

-بمقدورها التمييز بين الصواريخ التي تستهدف المراكز السكانية وغيرها.

-تشغلها “إسرائيل” لصد الصواريخ التي تطلق من غزة عليها.

غير ان هذه القبة هي فقط الطبقة الدنيا للدفاع الجوي، فالكيان يحتفظ أيضًا بنظام متعدد المستويات لحماية أصولها الاستراتيجية والحيوية من الهجمات الجوية، ويتضمن:

-في الجزء العلوي توجد أنظمة Patriot وArrow 2 وArrow 3، والتي تهدف إلى الاشتباك مع الصواريخ الباليستية طويلة المدى.

-الطبقة الوسطى من مقلاع ديفيد، والذي يُقصد به الدفاع ضد صواريخ مثل الصواريخ الإيرانية فاتح 110 وما يماثلها في سوريا M600، وكلاهما شهد استخداماً مكثفاً في الحرب السورية.

هذا ليس الفشل الأول للقبة الفولاذية، فقد فشلت مرات عديدة آخرها قبل فترة وجيزة في اعتراض صاروخين أطلقا من سوريا سقطا بالقرب من المفاعل النووي “ديمونا”، وقبلها عدة مرات مثل حادثة عام 2018.

بعد فشل هذه المنظومة الدفاعية باتت الأسئلة تطرح حول مصير العقود الموقعة من أجل شراء هذا النظام الدفاعي، من قبل الولايات المتحدة وغيرها من دول الخليج مثل السعودية والإمارات من جهة، وحول ردة فعل المستوطنين بعد إدراكهم انهم يعيشون في “وهم الأمن المطلق”، وقد برز ذلك بتصريح رئيس معهد الأبحاث الانفعالية في جامعة حيفا يورام يوفال حين قال عقب فشل القبة بالتصدي للهجوم عام 2018: “يقودنا سياسيونا إلى الاعتقاد بأنه عندما يصل وقت الأزمة، ستضمن القبة الحديدية أن مئات الآلاف من صواريخ حزب الله وحماس لن تؤذينا، هذا ليس مجرد خطأ، إنه هراء مطلق، هراء سيصدمنا في وجهنا خلال المواجهة العسكرية الكبرى المقبلة، والتي أثبتت صواريخ الفصائل الأخيرة صِدق قلقه. فماذا لو شنت الحرب على أكثر من جبهة؟ وفتحت النيران من جنوب لبنان وغزة والجولان وغيرها؟ “.

Exit mobile version