بقلم : يامن أحمد
إن أعظم الأحاديث في عصر تجبر طواغيت الظلم والدم هي أحاديث السلاح فهو أصدق راو للحقيقة لأنه مقرون بالفعل الذي لايليق إلا بالأشراف وهو الحاكم بين الزيف و الحق ويظهر القائد الاستعراضي البالوني المنتفخ على حقيقته حين يقبض على (مايكرفون) المنابر ثم يرسل صليات كلماته الخلبية إلى الفلسطينيين حيث لايجدون شيئا في حوزتهم سوى الكلمات الجوفاء من كل شرف وأحاديث السلاح تظهر أيضا القائد الحقيقي القابض على مسير قوافل الصواريخ المتجهة إلى تحديد مصير تل ابيب فهذه هي صواريخ الأسد في غزة فبعضها هو مما لديه واخرى مررها عبر أراضيه التي استمات الامريكان والاتراك ومن معهم لجعلها ملاذا لفائض المجرمين القادمين اليها من حول العالم لكي تقطع الطرق على سيول الدعم للمقاومة في المنطقة إلا أن لكورنيت الأسد المضاد للدروع حديث وسوف يروي لنا مشاهد الواقع هذا الصاروخ الذي لم يثقب دبابة ميركافا ويصهرها فحسب بل حاك الجبهات ووحدها في حرب تموز وكورنيت الأسد لم يحطم فقط سمعة السلاح الصهيوني برا بل كشف عن تأثر الأنظمة العربية والإسلامية بهزيمة تل أبيب إن ما فعله الكورنيت في حرب تموز هو ما تفعله اليوم البقية الباقية من رفاقه من ترسانة الأسد في غزة ضد تل ابيب هنا الرد يبدو أعظم من مجرد رد تلقائي هنا هو الرد وجوديا وليس لحظيا . كورنيت الأسد يضرب في جنوب لبنان ويضرب في غزة وصواريخه تزرع ذات الرعب الذي زرعه الخونة المتدينين في مدن سورية .إن ليلة رعب عاشها المحتل الصهيوني لاتساوي ولاتوازي شيئا مما تعرض له السوريون وعلى الرغم من هذا تكاد نفسك ترى أن الكيان الصهيوني ينزح من الحاضر إلى الزوال قبالة دقيقة واحدة مماتعرض له زقاق في دمشق..هذا هو الفرق بين الوجود واللاوجود.
هذه الحقيقة الوجودية كانت تظهرها سوريا وكانت تفضح وتعري الإستسلام الذي تحياه المنطقة من خلال الأعراب والكثير من حكومات العرب والمسلمين وعليه فإنه كان يجب تشويه سوريا بالقدر الذي اظهرت فيه سورية الحقيقة القبيحة لهؤلاء ولهذا فإن الحرب على سورية كانت قذرة بالقدر الذي تؤديه سورية في تعظيم الأخلاق والإنسان السيد قبالة اغراق الإنسان العربي في أوهام الطائفية بينما كانت ومازالت حكومات العرب والمسلمين تحيك سياسات المنطقة للإتحاد مع تل أبيب..
في هذه المنطقة الموبوءة بالفتن والعبودية يمكن للحاكم الأجير وبكل سهولة أن يدفع أتاوة للامريكي وأن يرث كرسيا أبديا لاتمسه تل أبيب أوأمريكا بسوء ولا تعاقبه اوربا ولاتتفجر مع وجوده في بلاده ثورات دامية و وحشية بقيادة الصهيوني برناري ليفي المدعوم مباشرة من حكومات مستعمرات النفط . ما اقوله لكم يصل بنا إلى بيان موقف شخص القائد الحقيقي (الأسد ) هذا الشخص الذي لم يصرخ على المنابر ولم يغادر القاعات من أمام الامريكان بمشاهد استعراضية بل كانت إنفعالاته صواريخ كورنيت رماحا تصهر حصونهم الخيبرية المتحركة( ميركافا )في حرب تموز ٢٠٠٦ واليوم نشاهد صواريخ الأسد تطلق من غزة وتعود باليهود إلى أصول أنسابهم بالهزيمة حيث تهوي أجسادهم في سحيق الرعب مع زئير كل صاروخ يمزق أمانهم الذي سرقوه من أمان السوريين وكأنه ينتقم لكل لحظة فقد فيها السوريون الأمان بعامل ثورة هدفها رد سوريا عن نهجها القويم .هنالك تترجم هذه الصواريخ أن سوريا ليست خارج الواقع بل في قلبه وأن من يحارب سوريا طائفيا لاهم له سوى أن تتحول الصواريخ من دك تل أبيب إلى دك سورية .إن عشر سنين من الحرب القذرة على سورية لم تغير مسار دمشق و حتى لو وقفت فلسطين ضد دمشق فلن تقف دمشق إلا ضد تل أبيب فالعداء هو مع احفاد قتلة الانبياء والإنسانية وهو قضية كل عظيم ولاعلاقة له بأي حال آخر ..
في هذه المنطقة من الممكن أن ترث كل شيء إلا شرف مواجهة العدو الصهيوني فهو الأمر الوحيد الذي يتعلق بقدراتك الذهنية لفهم خطر وجود العدو الصهيوني على وجودك كإنسان حقيقي وهو مقياس لمقدار معرفتك بقيمة الشرف ومن ثم إعتناقك له إذ أن جميع من في هذا العالم إن لم يقرؤوا فهم يعرفون بالفطرة أن الكاذب واللص والمجرم لايمكن أن يكونوا جيرانا ورفاقا إذ كيف للمرء أن يخالف إيمانه وأخلاقه وهو يحقق معادلة حياة وواقعا مع السفلة إنه لمن المحال على امرئ متفوق أخلاقيا اوعقليا أن يأمن المجرمين فكيف له أن يأمن كيانا من المجرمين بني على أباطيل ودماء حرام وتزوير إنه من يدعي أنه صادق في الله أو حتى في احترامه لشرفه المتجسد في كل ما يتعلق به كشخص يجب أن تضعه مبادؤه في مواجهة مع العدو الصهيوني لأن الموقف من العدو الصهيوني يمثل أعظم إمتحان لسمو الأمم وسقوطها ومن يعتقد غير ذلك فهو كائن يحيا لكي ينتظر موته فقط إذ أن قضية مواجهة تل أبيب ليست بقضية الفلسطيينين فحسب بل هي حالة تنبئ عن الشخص الحقيقي المخبوء في نفسك هل هو سيد أم عبد ذليل وهي تأويل لزيف وحقيقة إيمانك كما ظهرت حقائق زيف ايمان عبيد المنطقة في مواجهتهم مع العدو الصهيوني ..إن حقيقة مقاومة الشر شرف ورثه الانبياء والأتقياء والقديسون والاخلاقيون إن موضوع وجود تل أبيب هو حجة على دعاة الإيمان أكثر من أنه قضية لشعب داخل حدود فلسطين هو حجة على من يدعي الحق والتاريخ المشرف و هو حجة على من يدعي أنه المؤمن الوحيد في هذا العالم وهو لايستطيع الانفكاك عن الأمريكان الصهاينة ففي تركيا الإخوانية تستطيع أن تستمع إلى صراخ وعويل على فلسطين ولكن لن ترى انفكاكا عن الناتو وعن التعاون الإستخباراتي العسكري في تركيا سوف تصغي إلى شحذ السيوف الجهادية وهي تطعن شرقا وغربا وفي سوريا إلا في تل أبيب وفي تركيا بمستطاعك أن ترى كيف يرث القادة المزيفون الوهم في تركيا وسوف تطرب وتثمل من تصريحات اردوغان الفاتح الإسلاموي ولكن كل هذا وذاك مما تسمعه لن يجعلهم قادرين على إرسال رصاصة خلبية إلى المقاومة في فلسطين لأن تجار الأزمات ليسوا وارثين للشرف بل فقط للدنيا ومن هنا تجعلك فلسطين المحتلة تقرأ اربعمائة عام من التاريخ العثماني الخالي حتى من جملة واحدة فيها شيء من الفكر التقي ففي وريث العثمانية الجديد في مواجهة العدو الصهيوني سوف تشاهد حقيقة العثمانية دون أي تحريف في طمس فلسطين المحتلة من العدو الصهيوني حقيقة مكنت العقول المتزنة من أن تقرأ كل التاريخ الاعرابي والعثماني وغيرهم حيث وبمجرد أن تضع الجميع أمام القضية الفلسطينية سوف تتعرف عليهم كما لم تعرفهم من ذي قبل ..هناك من سيخالفك في كل ماتؤمن به فيما يخص فلسطين وسنقول له هذه مصر تعاني قوميا مما جرى في السودان من تقسيم وما يجري في اثيوبيا فهي اتخذت السلام سبيلا وهاهي تل أبيب تخنق مصر من خلال دعم سد النهضة الأثيوبي والجميع يعلم كيف تحول الجنوب السوداني إلى محمية للعدو الصهيوني إنك سوف تستهدف هكذا على المدى البعيد إن وقفت صامتا في مواجهة تل أبيب نحن لاندعو إلى فتح جبهات الحروب لمن لايستطيع فتحها ولكن كل مانقوله إما كونوا معنا بالكلمة أو قفوا على الحياد وغضوا الأبصار عن ممرات إحراق تل أبيب ..
لم يرث الأسد كرسي حكم بل ورث شرف مواقف وورث عقول و قلوب غالبية السوريين فإن تحدث المنجمون في السياسة والفكر المقيد بالحقد وقالوا أن الأسد وقع في الكمين و دخل أنفاق الحرب (الداخلية) ؟؟سنقول لهؤلاء إن من استطاع استعادة الخصم من المجهول هو من نسف لكم الكمين ومن حول المسلحين عن خطة الإقتتال المستديم وتدمير سوريا ككل في مواجهة تل ابيب فإنه عابر لكل الكمائن . إن من يخرج الآخرين من أنفاق الحرب الداخلية كيف له أن يدخلها وهو من كان يخرج المنطقة من أنفاق المجهول والعبودية فحاربوه وكان هذا (خطأه) الوحيد الذي ارتكبه ويحاسب عليه اليوم .الأسد لم يلج الكمين بل حاربه ولم يأمر بمواجهة عسكرية مباشرة إلا بعد استغاثة السوريين بالجيش العربي السوري وبعد أن تحولت المظاهرات الطائفية إلى كتائب مسلحه وقطاع طرق بين المدن وانتشرت حواجز الخطف والقتل ..إن مايجري في الداخل السوري هو أبعد مايكون عن أن يدعى حربا داخلية إذ لا وجود لمعناها الحقيقي لأن مايجري هو حربا عالمية لها عدة جبهات والأسد من حولها من حرب داخلية كما شاء الخارج تصويرها وتفعيلها إلى حرب وجود عالمية فمن يشن العدو الصهيوني ضده اعنف الغارات بعد كل تحرير وتقدم في الدبلوماسية و الجغرافية السورية هو من يخوض حرب عالمية على أرضه اما من تبقى من الضائعين فهم من يخوضون الآن حربهم الضيقة ويجعلونها فيما بينهم وبين الأسد وليس لأحد من قدرة على إفهام هؤلاء أن سوريا تواجه الفناء فالأمريكي في الشمال الشرقي والكردي الإنفصالي والإسرائيلي يقصف والغرب يحاصر وحتى ناقلات النفط تستهدف من قبل تل أبيب والقطري يمول بغزارة مع المحتل التركي المارق وهو من قال عن سوريا “الصيدة فلتت” وهذا القول دليل على انتصار الأسد و قدرته على تحويل الحرب من داخلية إلى حرب على الحرب نفسها ..في فلسطين وحدها الحقيقة واضحة جلية في المسافات بين صاروخ الكورنيت والهدف هناك فقط بمستطاع المقاوم أن يشاهد في قلبه الحقيقة وكيف أرادوا لسورية المقاومة أن تغرب وإلى الأبد إلا أنها تشرق اليوم في فلسطين على متن هدير وانفجارات الصواريخ ..في فلسطين يستطيع رماة الصواريخ أن يجدوا الفارق الرهيب بين المهرج أردوغان والقائد الأسد هناك سوف لن ينتهي حديث صواريخ الأسد إلى عقلاء العالم عن الحقيقة ومن فلسطين سوف يعرف الجميع لماذا قرر العالم المجرم شن الحرب على سورية فهذه الحقائق لن يقولها سوى السلاح السوري الذي بيد المقاوم الفلسطيني ..