إرسال قوات ضخمة إلى اللد فيما يتعهد نتنياهو بإعادة النظام بـ”قبضة من حديد”
إحراق معابد يهودية في أعمال شغب واسعة النطاق وصفها رئيس بلدية المدينة بأنها “ليلة كريستال” و”حرب أهلية”؛ اعتقال 3 مشتبه بهم يهود بتهمة إطلاق النار على رجل عربي
أمرت إسرائيل صباح الأربعاء بتعزيز كبير لقوات الشرطة المنتشرة في المدن التي يسكنها سكان يهود وعرب. وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ في اللد، التي شهدت إحراق ثلاثة معابد يهودية والعديد من المتاجر، إلى جانب عشرات السيارات، في أعمال شغب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
ودفع إعلان الطوارئ النادر في وسط إسرائيل إلى إرسال عدد من فرق حرس الحدود بشكل عاجل للعمل على إعادة النظام.
وتمنح حالة الطوارئ ضباط الشرطة مزيدًا من السلطة وحرية العمل في المنطقة التي تم الإعلان عنها فيها. ويمكنهم إغلاق مناطق في المدينة، دخول أي مكان لأداء واجباتهم، واستخدام “القوة المعقولة” لإجبار المدنيين على الانصياع لأوامرهم.
وأصيب رجل محلي (56 عاما) بجروح خطيرة عندما اصطدمت سيارته بصخور، وتم نقله إلى المستشفى. وأصيب شخص آخر من السكان المحليين بجروح خطيرة.
وقال رئيس البلدية يائير ريفيفو إن مجلس المدينة والمتحف المحلي تعرضوا للهجوم أيضًا، وشبه الوضع بمذبحة “ليلة الكريستال” النازية عام 1938. وقال إن “الحرب الأهلية” تندلع، وأعرب عن أسفه لانهيار عقود من جهود التعايش.
ونقل مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي الأربعاء مكتبه الرسمي إلى اللد للإشراف على الوضع.
وزار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المدينة خلال الليل للإشراف على جهود فرض النظام وإنهاء أعمال الشغب.
وقال نتنياهو: “لقد تلقيت تحديثات طوال اليوم حول ما يحدث هنا في المدينة وأعتبر ذلك خطيرا للغاية. انها فوضى من مشاغبين ولا يمكننا قبولها”.
وحث رئيس الوزراء سكان اللد على البقاء في منازلهم وقال إنه سيفرض حظر تجول إذا لزم الأمر. وقال: “سنعيد القانون والنظام بقبضة من حديد”.
واعتقل ثلاثة رجال يهود يوم الثلاثاء بعد إطلاق النار على رجل عربي خلال اشتباكات ليلة الإثنين. وتم استجوابهم للاشتباه في ارتكابهم جريمة قتل، مع تأكيدهم أنهم أطلقوا النار دفاعاً عن النفس.
لكن أشار التحقيق الأولي إلى إطلاق النار على رجل يقف على بعد عشرات الأمتار، ومددت محكمة يوم الأربعاء اعتقالهم ثلاثة أيام، حيث قال القاضي تال أنير إن ادعاء الدفاع عن النفس “لا يتطابق مع نتائج التحقيق الموضوعية”.
ويوم الأربعاء، غرد وزير الأمن العام أمير أوحانا أن اعتقال مطلق النار كان “مروعًا”. وقال أوحانا إنه لو كان الأمر تحت سلطته، فلكان سيأمر بالإفراج عن المشتبه به على الفور، وأوصى بأن تفعل الشرطة ذلك، لأن “المدنيين المسلحين يساعدون السلطات في تحييد التهديدات والمخاطر على الفور”.
واندلعت أعمال عنف من قبل عرب في العديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء إسرائيل، إلى جانب تقارير عن هجمات يهودية، بما في ذلك في اللد، حيث أضرمت النيران في مقبرة إسلامية.
ووصف شبتاي الوضع في اللد بأنه غير مسبوق.
وقال شبتاي “نشهد وضعا في… مدن [يهودية عربية] لم نشهده من قبل، بما في ذلك خلال أحداث أكتوبر 2000″، في إشارة إلى مظاهرات عربية اسرائيلية واسعة النطاق في بداية الانتفاضة الثانية.
وقال ليئور بنيستي من سكان اللد لأخبار القناة 12 “لا أشعر بالأمان عند الخروج من منزلي. أردنا الذهاب إلى شقيقتي، لدينا ابنتان صغيرتان وقررنا البقاء في المنزل الليلة على الرغم من عدم وجود ملجأ صواريخ. من الأفضل المخاطرة بالصواريخ بدلاً من الفوضى بالخارج”.
“أعيش في المدينة منذ أكثر من عقد، وللأسف توقعت حدوث ذلك”، قال، مضيفًا أنه بعد أعمال الشغب الأخيرة في يافا، “قلت إنها مسألة وقت فقط قبل أن يحدث هذا في اللد. لم أكن أتوقع حدوث ذلك قريبًا”.
وقبل إعلان حالة الطوارئ، قالت وسائل إعلام عبرية إن العديد من الوزراء دعوا إلى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء لتلقي آخر المستجدات بشأن الوضع في اللد، لكن سكرتير مجلس الوزراء تساحي برافرمان أغلق مجموعة واتساب تابعة للحكومة أمام تعليقات جديدة رداً على ذلك.
“هل يمكن لأحد أن يطلع الوزراء على ما يحدث في اللد؟” سأل أوفير أكونيس (الليكود). “أطلب من مجلس الوزراء الاجتماع للحصول على التحديثات على جميع الجبهات”.
وقالت بنينا تامانو شطا (أزرق أبيض): “صور صعبة. رئيس البلدية لا حول له ولا قوة. سيكون من الرائع الحصول على تحديث رسمي لمجلس الوزراء”.
وقالت غيلا غمليئيل من حزب الليكود إن إعلان حالة الطوارئ “يتطلب تحديثًا لمجلس الوزراء حول كيفية منع هذه الفوضى… وماذا عن دخول الجيش إلى اللد؟”
لكن رداً على ذلك، أغلق برافرمان ببساطة مجموعة الواتساب أمام رسائل جديدة وكتب: “تم اغلاق المجموعة”.
وأصدر رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس بيانا في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء دعا فيه إلى التهدئة والعودة الى النظام.
وقال زعيم الحزب الإسلامي: “في غمرة هبّة الغضب الشعبية التي نتفهمها، بدأنا نرى أنّ الأمور أخذت تتطور نحو اتجاهات خطيرة جدًا، حيث تحوّلت المظاهرات الشعبية السلمية إلى صدام مباشر، ممّا ينذر بخطر كبير على أرواح شبابنا وسلامتهم”.
وأضاف “أرجو منكم جميعًا تحمّل المسؤولية والتصرف بحكمة والتزام النظام العام والقانون وحفظ حياتكم وحياة المواطنين جميعًا بلا استثناء”.
كما دعا حزب الجبهة اليهودي العربي، أكبر فصيل في تحالف القائمة المشتركة، إلى إنهاء العنف واعادة الهدوء، لكنه انتقد نشر قوات حرس الحدود لإعادة فرض النظام.
وقال حزب الجبهة: “نؤيد التظاهرات المشتركة لليهود والعرب ضد الاحتلال والهجوم على غزة، لكننا نرفض بشدة محاولات القتل وحرق الممتلكات ودور العبادة، وأي أذى للمدنيين، يهودا وعرب”.
لكن أضاف الحزب: “نرفض دخول قوات حرس الحدود المعروفة بميولها المعادية للعرب إلى اللد. هذا سيؤدي فقط إلى التصعيد”.
وإلى جانب الاشتباكات داخل المدينة، قتل اثنان من سكان اللد خلال الليل في ضربة صاروخية مباشرة من غزة على سيارة في ضواحي المدينة.
وقُتل خليل عوض (52 عامًا) وابنته نادين عوض البالغة من العمر 16 عامًا، وأصيبت زوجته بجروح خطيرة في دهمش، وهي قرية عربية غير معترف بها خارج اللد ويبلغ عدد سكانها 800 نسمة.
وكان ذلك جزءا من تصعيد كبير شهد إطلاق أكثر من 1000 صاروخ على مدنيين إسرائيليين – بما في ذلك اطلاق مئات الصواريخ على تل أبيب ومدن أخرى في وسط إسرائيل – في يوم ونصف من القتال.
ودعت الشرطة الناس إلى البقاء بالقرب من الملاجئ.
وقال رئيس بلدية اللد يائير رفيفو إن القتلى هم من العرب. وقال ريفيفو “صواريخ حماس لا تفرق بين اليهود والعرب”.
كما ناشد السكان العرب إنهاء الاحتجاجات ودعا إلى الهدوء في المدينة. “في اليوم التالي، لا يزال يتعين علينا العيش هنا معًا”.
تايمز أوف إسرائيل