على ضوء التطورات المتسارعة التي تشهدها الأوضاع داخل إسرائيل، وجّه أبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فجر الأربعاء 12 مايو/أيار 2021، كلمة مخاطباً الفلسطينيين داخل إسرائيل، داعياً إياهم إلى مواجهة “غطرسة المحتل”، مشدّداً على دعم فصائل المقاومة لهم.
حيث قال أبوعبيدة، في كلمة متلفزة له: “انهضوا يا أهل البيت.. تحية لكم، وما النصر إلا صبر ساعة”، مضيفاً: “يا أهلنا في القدس واللد ويافا وعكا وأم الفحم.. نحن قريبون منكم بدفاعنا عن حقوقكم، وستجدوننا سيفاً ودرعاً لكم”.
جاء ذلك، خلال كلمة مُسجلة بثتها قناة الأقصى (تابعة لحماس)، تعقيباً على الأحداث والمواجهات التي تشهدها عدة مدن داخل إسرائيل بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
فيما أضاف أبوعبيدة: “نحن قريبون منكم ونستجيب لصرخاتكم وستجدوننا سيفاً ودرعاً”، ودعاهم إلى الثبات في مواقعهم.
كما واصل مخاطبة فلسطينيي الداخل قائلاً: “كتائب القسام لكم ومنكم، قريبة منكم برسمها خارطة الوطن بصواريخها ومقاومتها، وبدفاعها عن حقوقكم، وانتصارها لكرامتكم، واستجابتها لصرخاتكم”، داعياً الفلسطينيين إلى “النهوض في وجه المحتل، حيث إن عطاءكم وقود لثورة شعبنا وتحرير أرضنا”.
المتحدث العسكري ختم كلمته بالقول:” أنتم منا ونحن منكم فاثبتوا في مواقعكم وانتزعوا حقوقكم، وواجهوا غطرسة المحتل، سنكون لكم سيفاً ودرعاً”.
يشار إلى أن مدناً إسرائيلية، بينها اللد (وسط)، وعكا (شمال)، تشهد موجة من المواجهات بين سكان فلسطينيين ويهود، إثر استشهاد شاب فلسطيني برصاص مستوطن، الإثنين، على خلفية التوترات الأخيرة في القدس.
كما اعتقلت الشرطة عدداً من المحتجين “نصرة للقدس والمسجد الأقصى” في المدن العربية داخل إسرائيل.
المقاومة تفي بوعودها
كان الناطق باسم كتائب القسام قد منح، مساء الإثنين 10 مايو/أيار 2021، إسرائيل مهلة ساعتين لفك الحصار عن المعتكفين في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
إذ قال، في بيان سابق: “إذا لم يفك العدو (إسرائيل) الحصار عن المرابطين المعتكفين في المسجد الأقصى فلينتظر ردنا خلال ساعتين”.
عقب انتهاء المهلة حينها، أطلقت الفصائل الفلسطينية نحو 150 صاروخاً تجاه إسرائيل، بما في ذلك 7 على مدينة القدس، فيما استهدفت باقي الصواريخ عسقلان وسديروت ومستوطنات بمنطقة غلاف غزة.
رشقات صاروخية لأول مرة
بالإضافة إلى ذلك، هدد أبوعبيدة بقصف مدينة تل أبيب، في حال استهدفت إسرائيل الأبراج المدنية في غزة، قائلاً: “إذا تمادى العدو وقصف الأبراج المدنية فإن تل أبيب ستكون على موعدٍ مع ضربةٍ صاروخيةٍ قاسية تفوق ما حصل في عسقلان”.
وبالفعل لم يتأخر رد الناطق باسم كتائب القسام على جيش الاحتلال الذي أقدم على تدمير برج “هنادي” السكني، الواقع غربي مدينة غزة.
فعلى نحو غير مسبوق، شهدت إسرائيل، الثلاثاء، رشقات صاروخية لأول مرة امتدت من الجنوب وصولاً إلى منطقة تل أبيب وسط البلاد.
بحسب القناة (13) الإسرائيلية، تم إطلاق 630 صاروخاً على إسرائيل من قطاع غزة.
هذا القصف الصاروخي خلّف حتى الآن 3 قتلى، 2 منهم في عسقلان (جنوب)، وثالث في مدينة “ريشون لتسيون” (وسط)، إضافة إلى 26 جريحاً، بينهم إصابات وصفت بالحرجة، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
استمرار المعركة
كان أبوحمزة، الناطق باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي، قد أكد، الثلاثاء، على استمرار المعركة ما دام العدوان قائماً في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل.
حيث قال أبوحمزة، في تغريدة له على موقع “تويتر”: “إننا أمام البسالة منقطعة النظير التي يؤديها مجاهدونا في أرض الميدان وهم من تربوا في كنف حركتنا المجاهدة وعلى يد الشهيد القائد الكبير بهاء أبوالعطا، لا يسعنا إلا أن نؤكد أننا على العهد والوعد حتى النصر أو الشهادة”.
أضاف أبوحمزة: “إن ردنا على استهداف المدنيين الآمنين واغتيال مجاهدينا ومجاهدي المقاومة سيكون رداً قاسياً وعلى العدو أن ينتظرنا في كل حين”.
قصف عسقلان برشقة صاروخية “مُركزة”
من جهتها، أعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف مدينة عسقلان جنوبي إسرائيل، برشقة صاروخية “مُركزة”.
إذ قالت “السرايا”، في تصريح مقتضب، منتصف ليل الثلاثاء، إنها “دكّت مدينة عسقلان (شمال قطاع غزة) برشقة صاروخية مُركزة، وصاروخ من طراز (بدر 3)”.
بدوره، قال زياد النخالة، الأمين العام للحركة، إن حركته ماضية في المعركة (مع إسرائيل).
كما أضاف، في تصريح نشرته الحركة عبر قناتها على تطبيق “تليغرام”: “نحن ماضون في هذه المعركة.. ونعد شعبنا بأننا لن نتراجع وسنستمر في المقاومة”.
اعتداءات متواصلة طوال رمضان
يشار إلى أنه منذ مساء الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، تشنّ الطائرات الإسرائيلية غارات متواصلة على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه استهدف نحو 500 موقع، واغتال 15 ناشطاً من حركة “حماس”، منذ بدء هجماته على القطاع، في عملية سماها “حارس الأسوار”.
يذكر أن التوتر انتقل إلى غزة، بعد أن منحت “الغرفة المشتركة” للفصائل الفلسطينية، إسرائيل مهلة حتى 15:00 (ت.غ) من مساء الإثنين، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح” بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
ومنذ الإثنين، استشهد 32 فلسطينياً وأصيب قرابة 850 بجروح، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وفق وزارة الصحة وجمعية “الهلال الأحمر” الفلسطينيتين.
كانت مدينة القدس المحتلة قد شهدت منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح ومحيط المسجد الأقصى.
كما يشهد حي الشيخ جراح بالقدس، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكانه الفلسطينيين، ومتضامنين معهم، حيث تواجه 12 عائلة خطر الإخلاء من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين بموجب قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية.
إذ يحتج الفلسطينيون على القرارات الإسرائيلية، بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، والتي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.
فيما يقول السكان إنه في حال تنفيذ قرارات الإخلاء، فإنها ستشكل خطراً على العائلات التي تقيم في 28 منزلاً منذ العام 1956.