“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر
بعد زمن التشكيل “إذا مش الإثنين، الخميس”، جاء زمن الإعتذار “إذا مش الثلاثاء، الجمعة”، و”زيد” بقدر ما تشاء أيام اعتكاف وحرد ونكاية، لا يوازيها سوى ذلّ صفوف “النطرة”، أمام محطات المحروقات والأفران، مع الدعاء إلى الله “يفكّ الأسر ويفرجها”، فيما خطوط التهريب “مسهّلة”، ترعاها عين حزبه، وعلى عينك يا معابر شرعية، وفقاً لوزير الداخلية العميد محمد فهمي، الذي زادت صراحته طين “الدعم لسوريا”، بلًة “الكبتاغون”.
فرسالة الصمت والغضب التي أوصلها وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، فتحت الباب أمام حلّ من إثنين لا ثالث لهما، إمّا إيجاد بديل عن الرئيس المكلف سعد الحريري، وهو ما حاول رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، جسّ نبض السفير السعودي وليد البخاري بشأنه خلال لقائهما، وإمّا إيجاد مساحة تعايش بالإكراه بين الرئيس المكلّف وفريق رئيس الجمهورية، بعدما بات عامل الكيمياء الشخصية المفقودة متقدماً على ما عداه من عقبات وعراقيل.
أمام هذا الواقع، ومع تعذّر السير بأي من السيناريوهين السابقين، ثمة من يقول أن المطلوب راهناً، الحفاظ على الستاتيكو القائم، أي تمسّك بالتكليف من جهة، وشغور وتعطيل لعمل المؤسسات الدستورية من جهة ثانية، وبينهما حفلات”ترقيع وتقريع” “للحسابات واللقمة”، بانتظار لحظة السقوط “بلا قومة” للدولة ومؤسساتها وإداراتها، ليؤدي عندها الإعتذار وظيفته، فيختلط حابل الجائعين والمعوزين في الشارع، بنابل المناصرين لحقوق السنّة، راكبين موجة الأزمات الإجتماعية والمعيشية، وهو ما استبقه “الصهر” بتغريدة لافتة، حذر فيها من أي قرار منفرد لرفع الدعم، وبالتالي تأليب الشارع ضد العهد وسيده، والتسبب بالإنفجار، نتيجة تحالف المصالح القائم، ما قد يدفع التيار في المقابل الى استقالة كتلته البرلمانية “لعزل الشيخ”، فيفرض واقعاً سياسياً جديداً، كان سبق لرئيس “الوطني الحر”، أن أشار إليه خلال إطلالته الإعلامية الأخيرة.
في المقابل، وتعبئةً للوقت الضائع، يبدو أن “الغارة” الفرنسية، أمّنت “الدفشة المطلوبة” للمحاولة الأخيرة وإن بتعثّر، مع معاودة أهل الخير مساعيهم، لإنجاز صفقة حكومية ما، واقتراب “حزب الله” من بعبدا أكثر، من دون أن يصل ذلك إلى حدود سحب البساط من تحت الحريري.
ووفق السيناريو المرسوم للخروج الآمن للرئيس المكلف، ثمة بحث بأن يقدّم الأخير تشكيلةً حكومية من 24 وزيراً، تراعي نفس المعايير التي اعتمدها في تشكيلة الـ 18، ليكون مصيرها محسوماً سلفاً. سيناريو لا تبدو موسكو بعيدة عنه، بعدما كانت أبلغت جهات لبنانية ، بنيّة الشيخ سعد وعزمه على الإعتذار بعدها، بُعيد عيد الفطر، من دون أن يكون لذلك أي ارتباط بزيارة الموفد الفرنسي ونتائج زيارته.
خطة أدركها فريق رئيس الجمهورية، الذي دخل في حملة تصعيد متبادل مع عين التينة، التي حرّكت “موتيراتها” السياسية والأمنية خلال الساعات الماضية دون نتيجة تذكر، لتأمين زيارة لسيد بيت الوسط إلى بعبدا، لتنتهي المساعي بقصف مركّز من قبل المكتب السياسي لحركة “أمل”، “الحبلان” أساساً من كيفية إدارة جنرال بعبدا لملف ترسيم الحدود البحرية، رغم وجود همس في الكواليس عن أرنب”دورة الـ 94″، الجاهز للإخراج في حال وجود قرار بكسر الحلقة المفرغة التي تدور الأزمة داخلها، وهو أمر مستبعد حتى الساعة.