هل يُحرِج عون الحريري فيُعلن التسهيل حتى النهاية؟
جويل بو يونس-الديار
بري مُستاء.. والحريري على صمته.. والجو مُقفل عند جنبلاط !
«لا اعتذار ولا من يحزنون»…بهذه العبارة تحسم مصادر مطلعة على جو الملف الحكومي الجدل الذي شهدته الايام الماضية حول امكان اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري والذي كان اشاعها بعض المطلعين على جوه قبيل زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت.
مناورة الحريري انتهت، وبالتالي لا اعتذار، يبدو ان الرئيس المكلف حسم امره بهذا الاتجاه بظل تمسك واضح من حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري بتكليفه، ولكن ماذا بعد في ظل انسداد الافق الحكومي وسط محاولات خجولة لكسر الجمود لكن بلا جدوى حتى اللحظة؟
على هذا السؤال ترد مصادر بارزة بان محاولات «جس النبض» الحاصلة لم تفض بعد الى اية نتيجة ، وعلى عكس ما اشيع عن اتصالات لعقد اجتماع تشاوري بين بري والحريري ووليد جنبلاط وتجاوز الفتور القائم بين الحريري وجنبلاط، وذلك لوضع الأطر الآيلة للخروج من المأزق الراهن، نفت مصادر مطلعة على جو عين التينة اي اتجاه في هذا الاطار.
حتى ان مصادر اشتراكية تواصلت بالساعات الماضية مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط افادت ايضا بان لا شيء يحضر في هذا الاطار لا بل المشهد سوداوي ونقلت عن جنبلاط قوله :»الجو مقفل حتى الساعة»…
وفيما لا يزال الحريري يعتزم الصمت المطبق حتى لاقرب المقربين اليه بحيث افاد اكثر من نائب في «كتلة المستقبل» بانه لا يدلي باية كلمة امام احد هذه الايام، وقد يكون تاركا الكلام لما بعد العيد ، رجحت مصادر مطلعة على جوه ان يسافر خارج الاراضي اللبنانية لتمضية العيد مع العائلة في الخارج وبالتالي تقول المصادر :»لا جديد بانتظار ما بعد العيد»…
لكن يبدو ان المشهد في بعبدا يختلف تماما عن بيت الوسط ،»فاللاجديد» في بيت الوسط يقابله جديد مرتقب على خط بعبدا، اذ نقل بعض من التقوا رئيس الجمهورية بالساعات الماضية استياءه مما آلت اليه الامور حكوميا وسط الحائط المسدود وتلطي الرئيس المكلف خلف حجج واهية، وبالتالي فرئيس الجمهورية لن يقبل ان يستمر الجمود الى ما لا نهاية، كما انه لن يبقى مكتوف الايدي حيال ما يحصل. وهنا تكشف المعلومات بان الرئيس عون سيبادر بالايام المقبلة ويحمل جديدا حكوميا من شأنه قلب الصورة.
مصادر مطلعة على جو بعبدا رفضت الافصاح عن ماهية المبادرة التي قد يعلنها رئيس الجمهورية تسهيلا للملف الحكومي وحلحلة للمياه الراكدة، الا ان المعلومات من مصادر خاصة كشفت عن ان عون قد يذهب بتسهيله الى اقصى الحدود، وهو قد يحرج الرئيس المكلف باعلانه التسهيل وعدم تمسكه بتسمية اي عدد من الوزراء، وبالتالي ينزع بذلك كل «ذريعة» يقدمها الحريري كحجة لعدم التأليف.
خطوة الرئيس عون التي قد يكشف عنها تأتي انطلاقا من ان امكان سحب التكليف من الحريري صعب ولن يتم الا عبر اعتذار الحريري او الاستقالة من مجلس النواب، كون هذه الثقة اعطيت له من قبل النواب اي المجلس النيابي الذي يحق له هو وحده نزعها منه . اما ما يحكى عن خيارات اخرى كاستقالة نواب «تكتل لبنان القوي» من مجلس النواب والذهاب باتجاه انتخابات مبكرة، فتؤكد مصادر مطلعة على جو «التيار» ان هذا الخيار غير مطروح راهنا، لكنه قد يكون «اخر الخيارات»، علما ان اوساطا بارزة تستبعد اي خطوة ل «التيار» بهذا الاتجاه وتقول :» اذا اقدموا عليها بيكونوا انهوا العهد وهذا مستحيل»…
وفي الاطار نفسه، نقلت اوساط مطلعة استياء عين التينة من الجمود الحاصل، مؤكدة ان بري بذل كل ما لديه وحاول احياء مبادرته بتشكيل حكومة من 24 وزيرا، كما انه طرح حلا وسطا بتسمية وزيرين مسيحيين من قبل اطراف مسيحية حيادية، الا ان كل فريق متمترس على عناده ، وتشير الاوساط الى ان استياء بري عبّر عنه بوضوح البيان العالي اللهجة الذي اصدرته «حركة امل» الاثنين.
وعليه تختم مصادر مطلعة على جو عين التينية بالقول :» هلق رايحين على العيد ولا اعتقد ان هناك مفاجآت قبل مرور عطلة العيد!
وبانتظار ما قد تحمله الساعات المقبلة من جديد سياسي حكومي على خط بعبدا ، فقد علم ايضا ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيتوجه الى بعبدا اليوم للقاء رئيس الجمهورية واطلاعه على موضوع مبادرته الاخيرة ومنصة الصيرفة والبحث ايضا بموضوع ترشيد الدعم. وفي هذه النقطة تحديدا كشفت اوساط مطلعة على جو رئيس الجمهورية ان الاخير اكد امام زوراه انه مع تأمين البديل قبل رفع الدعم سواء عبر البطاقة التمويلية او حتى التموينية ، واشارت الاوساط الى ان عون قال ان البطاقة التموينية «اذا بتمشي كمان مش عاطلة، فالمهم يعملوا شي»!