مصباح العلي-لبنان24
لا يمكن مقاربة أوضاع “التيار الوطني الحر” راهنا دون الاخذ في الاعتبار معطيات كثيرة، أبرزها وصول زعيمه إلى سدة رئاسة الجمهورية كما خضوع رئيسه ل” معمودية السلطة ” التي لم يدخلها احد، الا واكتوى بنارها فكيف الحال مع وصول لبنان في عهد الرئيس عون الى هذا الدرك؟
لا يمكن اخفاء حدة الانقاسامات، كما حجم التصدع الداخلي في ” التيار “رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها فريق باسيل الممسك بالتنظيم الحزبي بقبضة من حديد على غرار الاحزاب الشمولية، لان التشرذم لا يصب في مصلحة عهد عون حيث ينبغي التفتيش عن سبيل لحفظ ماء الوجه عند العام الاخير للعهد ودنو لحظة مغادرة قصر بعبدا.
من هنا ترشح معلومات عن دخول رئيس الجمهورية على خط الانفتاح على المعارضين الذين خرجوا من صفوف التيار ، وإن بشكل جزئي . وبعلم، ان لم يكن ، بمباركة باسيل، وتهدف المبادرة الى تخفيف الضغط عن كاهل التيار المصاب بتراجع كبير على كافة المستويات.
وتكشف المعلومات عن التوصل إلى تفاهمات مع المعارضين قوامها تمرير ما تبقى من عهد عون بأقل قدر من الصراعات، وهي تسوية قد تفضي إلى تهدئة الجبهة مع جبران باسيل مرحليا، ويترافق ذلك مع صعود جناح متطرف إلى جانب باسيل ضمن هيئات التيار يتبنى نظرية مفادها “لولا عناد جبران وتصلبه، لما وصل ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية”.
بات من المؤكد بأن جبران باسيل يكمل معمودية السلطة خلال السنة الأخيرة من عهد عون، وهو قرر الإشراف المباشر على دوائر قصر بعبدا والاستعداد لمرحلة فراغ رئاسي يفترض بأنها فرصة ثمينة لعدم الركون جانبا، لكن ما ينتظره من مصاعب كفيل بتحديد مصير مستقبله السياسي بغض النظر عن فرقة المطبلين بنظرية” الرجل الذي لا ينام وصاحب القدرات الشخصية الخارقة”.
هنا، توقفت أوساط سياسية عند ما تسرب من معلومات عن زيارة موفدين من حزب الله قصر بعبدا لطرح حكومي جديد قوامه عدم مشاركة التيار الوطني الحر من المشاركة مقابل افساح المجال أمام سعد الحريري لاتمام المهمة وتشكيل حكومة العهد الأخيرة ، مع ما يعني ذلك من إزاحة جبران باسيل عن المشهد الحكومي وفي ذلك إشارات وربما إعتبارات عديدة ينبغي استشرافها.
ما يدعو للتمعن هو موقف حزب الله من حليفه جبران باسيل الذي طالما شدد في المشاورات الحكومية بعدم رغبته بالضغط عليه أو احراجه في الملف الحكومي، فضلا عن التمايز عن حزب الله الذي يحرص باسيل على تظهيره خصوصا بعد فرض العقوبات الاميركية .